أخر الأخبار

الجمعة الاخيرة

18-01-2017 03:27 PM

نظيرة السيد

يوم الاثنين الماضي عرضت قناة روتانا سينما الفيلم الاردني الجمعة الاخيرة، ورغم انني سمعت كثيرا عن هذا الفيلم الا انه لم يتسن لي مشاهدته الا بالصدفة وهو يحكي قصة مواطن اردني من عمان يعمل سائق تكسي طلق زوجته ويعاني من العزلة والالم ولا يتمكن حتى من رعاية ابنه الوحيد الذي يكتشف فجأة انه لا يقدر حتى على القراءة رغم كبر سنه. هذا الاب اعطى صورة واضحة للبؤس والشقاء الذي يعاني منه الاردنيون ومخرج الفيلم صور الوضع على حقيقته فهذا الرجل المدعو يوسف لا يقدر على تأمين مصاريف ابنه حتى يلحقه بمدرسة خاصة لتجاوز اخفاقه في التعليم وايضا لا يقدر على توفير تكاليف عملية جراحية هو بحاجة ماسة لها حتى هدية ابنه في عيد ميلاده لجأ ليوفرها الى طرق ملتوية وهو رغم عمله كسائق تكسي الا ان الضائقة الاقتصادية او المالية والضغوط الاجتماعية نتيجة الفقر والحاجة دفعته للفشل في كل مشروع يقوم عليه. حالة يوسف في فيلم الجمعة الاخيرة تصور حياة معظم الاردنيين الذين دفعتهم الظروف المالية الصعبة الى كثير من السلوكيات التي لم تكن معروفة او سائدة في مجتمعنا المستقر الآمن. حالة يوسف صورها النواب تحت القبة وايضا الاردنيون جميعا في ردهم على سياسات الحكومة في تكبيدهم اعباء مالية فوق طاقتهم عندما لجأت الحكومات المتعاقبة الى رفع اسعار مواد غذائية ومشتقات نفط ضرورية لتسيير امور حياتهم وفرضت عليهم ايضا ضرائب باهظة حتى تسد عجز موازنتها التي هي اولا واخيرا مسؤولة عنها. كل ما تقوم به الحكومة ينعكس سلبا على حياة المواطن الاردني الذي زاد فقره فقرا بحيث اننا اصبحنا نجد هوة كبيرة بين طبقات الشعب واختفت الطبقة الوسطى ولم يعد هناك سوى فقراء واغنياء يكدسون الاموال ويعيشون برفاهية على حساب الفقراء. الاردنيون جميعهم اصبحوا يوسف بطل الفيلم ومن صور معاناته او العملية
الجراحية التي اجراها تشير بطريقة مبطنة الى عمليات كثيرة غير قانونية يجريها الاردنيون لتحسين ظروف حياتهم وتعد تجارة بشر (كما يصفها النواب). الاردنيون لا يمكن ان يستطيعوا احتمال اكثر من ذلك وليسوا حقل تجارب لتقوم الحكومة بجس نبضهم وتعلن عن رفع اسعار مواد اساسية وفرض ضرائب جديدة وعندما تجد ردات فعل رافضة تعود عن قراراتها مؤقتا ويمكن ان تمررها بطريقة او بأخرى.
هذا عدا عن ان تدخل جلالة الملك كان وما زال هو صمام امان لحماية المواطن الاردني الغلبان.
فاإلى متى ؟ ولماذا لا تعتمد الحكومة على تحكيم وتشغيل العقول لديها ، التي بدل من ان تعيش على حساب المواطن وتكدس الاموال عليها ان تخطط وتعمل وتتنازل عما جمعته بطرق غير عادلة لتحمي بلدها ومواطنيها من ويلات وهبات يمكن ان يسببها ضيق الحال والتضييق على المواطن.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :