أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة بعد فوز ترامب زلزالا في اميركا والعالم وتظاهرات...

بعد فوز ترامب زلزالا في اميركا والعالم وتظاهرات اجتاحت الولايات الاميركية احتجاجا !

16-11-2016 01:46 PM
الشاهد -

هل يستمر الرئيس المنتخب بترسيخ برامجه ضد الاقليات المسلمة والمهاجرين ويلغي الاتفاق النووي مع ايران!؟


المراقبون يتوقعون دعم ترامب لاسرائيل ورفض حل الدولتين بين الفلسطينيين واسرائيل وتمتين الصداقة مع بوتين

الشاهد -عبدالله محمد القاق
انقشع غبار المعركة الرئاسية الأميركية على نتائج شكلت صدمة للعالم في مختلف المجالات، بعد تجاوز الجمهوري دونالد ترامب الجمهوري الرقم السحري وحصوله على أكثر من 289 صوتا في المجمع الانتخابي، فيما توقف عداد منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون عند الرقم 218.

وتعهد ترامب في خطاب النصر بأن يكون رئيسا لجميع الأميركيين وأن يسعى الى تحقيق السلام وليس الأزمات.

وشدد الرئيس رقم 45 لأميركا على ان «الولايات المتحدة سوف تتعايش مع جميع الدول طالما ارادت تلك الدول التعايش معها وسوف تسعى الى تحقيق الشراكات وليس النزاعات». لقد كان اجتماع اوبام وترامب في اطار تسليم السلطة الى ترامب عاصفا ولم يكن سلسا ومرنا بسبب تصلب راي ترامب بالموضوعات التي طرحها في حملاته الانتخابية وهي ضد المسلمين والاقليات وقال ان برنامجه الانتخابي بمنزلة «حركة عظيمة لشعب يتطلع الى مستقبل أرحب وأكثر اشراقا ويضم كل أطياف العرقيات والمعتقدات والديانات ويرغب في حكومة تخدمه». والواضح ان مرة أخرى حققت أكبر ديموقراطيات العالم المفاجأة وخالفت كل التوقعات. ونجح الجمهوري دونالد ترامب في قلب التقاليد الانتخابية الأميركية رأسا على عقب في رحلته التي بدأت قبل 17 شهرا توّجها بفوز كبير بالرئاسة. لكن ساد هذه الانتخابات اضطرابات وتظاهرات احتجا جاعلى انتخاب ترامب وسياساته اليمينية المتطرفة وشكّل فوز قطب العقارات القادم من عالم الترفيه زلزالا عالميا سترتد تبعاته على مختلف المجالات، مخالفا كل التوقعات والتقديرات وحتى استطلاعات الرأي وكل نتائج المناظرات التلفزيونية. وتجاوز الرقم «السحري 270» المطلوب للفوز بمفاتيح البيت الأبيض بحصوله على أصوات أكثر من 289 .الخاسر الأكبر والمباشر في هذه الانتخابات هيلاري كلينتون التي خسرت فرصة ذهبية لتدخل البيت الأبيض ولتدخل التاريخ أيضا من بابه العريض كأول امرأة تدخل الى البيت الأبيض، ومع كلينتون خسر الحزب الديموقراطي أيضا خسارة كبيرة. الديموقراطيون لم يخسروا الرئاسة فقط، وانما خسروا أيضا في انتخابات الكونغرس التي جرت أمس بموازاة الانتخابات الرئاسية، وبقي الحزب الجمهوري مسيطرا على مجلس الشيوخ والنواب ومعه أكثرية واضحة. الخاسر الثالث هو «الاستقرار الأميركي» بعدما كشفت الانتخابات، بوقائعها ونتيجتها، عن تصدع عميق داخل المجتمع الأميركي وألحقت الضرر بالسمعة الأميركية على الساحة الدولية، فالانقسام ليس فقط بين الجمهوريين والديموقراطيين، الانقسامات موجودة داخل الحزبين وعميقة بالقدر نفسه، حيث تعمل فصائل كثيرة وشديدة الاندفاع في كل من الحزبين على جذبهما نحو تبني آرائها المتطرفة. لقد نجح دونالد ترامب في اقتحام المشهد الرئاسي والمسرح السياسي الأميركي من الباب الواسع وفي فرض نفسه ووجوده، وفي فرض ترشيحه على حزبه الجمهوري متجاوزا الأصول وقواعد اللعبة ومخترقا المؤسسة الحزبية والسياسية في الولايات المتحدة، ومخالفا كل الشكوك في أن يكون مرشحا قويا وقادرا على المنافسة وممتلكا فرص الوصول الى البيت الأبيض. من بداية السباق الماراثوني الى البيت الأبيض، نجح ترامب في مخاطبة الناخب الأميركي والعزف على وتر المسائل التي تدغدغ مشاعره، خطابه السياسي تميز بالصراحة الى حد الوقاحة وبالغرور الى حد الفجور، وبالأسلوب الصادم في التعبير، ومع ذلك نجح في اجتذاب الرأي العام وفي اقتطاع مساحة خاصة به. أدرك ترامب أن الناخب الأميركي ضاق ذرعا بالمعتدلين ورموز الوسطية والسياسة المنمقة ويريد تغييرا ملموسا للسياسات التي عرفتها الولايات المتحدة على مدى عقود، ولهذا السبب يجد نفسه أكثر رغبة في تأييد المرشحين القادمين من خارج المنظومة السياسية التقليدية، وفي حالة تمرد واضحة على الطبقة السياسية. ظاهرة ترامب أكدت من جديد أن الديماغوجية السياسية في الأزمنة القلقة تنجح في اللعب على مخاوف الناس وقلقهم وتفلح في تضليلهم من خلال استغلال غرائزهم وهواجسهم (مثل قلق الأميركيين من الهجرة غير الشرعية)، واللافت في هذه الانتخابات أنها أدت بالفعل الى زعزعة ولاءات قديمة، وقلب حسابات تقليدية، وأطلقت العنان لمشاعر لم يكن أحد يدري بوجودها، وفي الوقت الذي يبدو ترامب مختلفا كل الاختلاف عن النموذج المألوف للمرشح الرئاسي الجمهوري، فإن هيلاري كلينتون تعتبر النموذج التقليدي لآلية الحزب الديموقراطي، وكان فوزها يعني تمديد رئاسة باراك أوباما فعليا الى فترة ثالثة، وربما بالنسبة لغالبية الناخبين، كانت هذه الانتخابات بمثابة استفتاء على سجل أوباما الانتخابي طوال السنوات الثماني الماضية، بمعنى أن المؤيدين لهذا السجل اختاروا كلينتون، بغض النظر عن مدى إعجابهم بها شخصيا. أما من اعتبروا فترة رئاسة أوباما كارثية، فتجاهلوا جميع سمات كلينتون واختاروا ترامب نكاية في الرئيس الحالي، ما حصل في يوم الانتخابات - إضافة الى أن كلينتون لم تشكل الخيار الرئاسي الجيد والمتفوق على ترامب، لا بل الذين فضلوها على ترامب كانوا يتصرفون على أساس أن الخيار المتاح أمامهم هو بين السيئ والأسوأ - أن عاملين مباشرين ساهما في قلب النتيجة: ٭ ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات إلى مستويات قياسية، وهذا الارتفاع حصل بفعل اندفاع أنصار ترامب ومشاركتهم الحماسية، في حين كانت مشاركة أنصار كلينتون عادية وباردة، وربما لعب عامل الاطمئنان المسبق الى النتيجة المحسومة لصالحها دورا سلبيا في تعبئة أنصار الحزب الديموقراطي. ٭ الأكثرية الصامتة «المحايدة والمستقلة»، خارج الحزبين الجمهوري والديموقراطي، تحركت لمصلحة ترامب، وتضم هذه الفئة بشكل أساسي الشباب الذين اجتذبهم ترامب عازفا على وتر «الاقتصاد والوظائف والنمو والارهاب والإسلام وعظمة أميركا»، كما انضوت في هذه الفئة جماعات الريف الأميركي، حيث شارك الريفيون في هذه الانتخابات بحجم لم يحصل من قبل. دونالد ترامب لم يكن فقط مرشح الحزب الجمهوري، كان حركة أيديولوجية غاضبة ضد واشنطن كحكومة وعدم قدرتها على تلبية احتياجات الرجل الأبيض من الطبقة المتوسطة وما دونها، وهذه الحركة أو الكتلة التصويتية خرجت للتصويت يوم الانتخابات لأنها كتلة مدفوعة بمشاعر الغضب. ماذا عن الشرق الأوسط الحافل بالأزمات والملفات؟ بدءا من الصراع الاسرائيلي الفلسطيني المزمن وصولا الى الحرب والمأساة السورية وما بينهما، ايران والاتفاقية والتدخلات الخارجية، وتركيا والعلاقة المهتزة بفعل محاولة الانقلاب وما يتعداها، والعراق والحرب المستمرة على «داعش» ومسؤوليات واشنطن في تأزيم أوضاعه، والتواصل المعتل مع دول الخليج، وحرب اليمن، وتصويب العلاقة مع مصر، وضبط الأزمة في ليبيا وحلها، والمساهمة في تمتين الاستقرار في تونس، وموازنة العلاقة مع الجزائر والمغرب، وغيرها العديد من الملفات لابد أن تشغل حيزا مهما من جهد الادارة الأميركية العتيدة ووقتها. وبين الأسباب أن روسيا تنهض مجددا لتقديم نفسها قطبا دوليا منافسا، فضلا عن صعود الصين الذي أرغم ادارة الرئيس أوباما على نقل ثقل الاهتمام الاستراتيجي من الشرق القريب الى البعيد، الى المحيط الهادي وبحر الصين، وهناك تنامي الارهاب وانتشاره ظاهرة تتجاوز كل الحدود. وكذلك نشوء قوى اقليمية ومحلية عصية على الانصياع لمفاهيم ومواثيق دولية ترعى العلاقات بين الأمم، ولعل أبرز هذه الأسباب انهيار المنظومة العربية على نحو لم يشهده التاريخ الحديث لدول المنطقة، والاتفاق النووي مع ايران وما جر من تبدل في خريطة العلاقات الغربية عموما مع الشرق، فضلا عن طموحات الجمهورية الاسلامية، تماما كما تركيا الأردوغانية الطامحة هي الأخرى الى بعث العثمانية مجددا، تحولات استراتيجية جذرية بدلت في الثوابت التي درج الرؤساء الأميركيون لعقود على الحفاظ عليها ورعايتها، وبدلت في صورة الاقليم وشبكة علاقاته ومصالحه، بعدما كسرت حدودا محرمة وأحيت شياطين حروب لا أفق للخروج منها قريبا. لقد قلب دونالد ترامب تقاليد الديموقراطية الأميركية رأسا على عقب في رحلته التي بدأت قبل 17 شهرا للفوز بالرئاسة الأميركية مستغلا في ذلك قدراته الفائقة على الترهيب والمبالغة وبراعته في التعامل مع وسائل الاعلام التي جعلت منه واحدا من أشهر رجال الأعمال في العالم.

هل يستمر الرئيس المنتخب بترسيخ برامجه ضد الاقليات المسلمة والمهاجرين ويلغي الاتفاق النووي مع ايران!؟

بعد فوز ترامب زلزالا في اميركا والعالم وتظاهرات اجتاحت الولايات الاميركية احتجاجا ! المراقبون يتوقعون دعم ترامب لاسرائيل ورفض حل الدولتين بين الفلسطينيين واسرائيل وتمتين الصداقة مع بوتين الشاهد -عبدالله محمد القاق
انقشع غبار المعركة الرئاسية الأميركية على نتائج شكلت صدمة للعالم في مختلف المجالات، بعد تجاوز الجمهوري دونالد ترامب الجمهوري الرقم السحري وحصوله على أكثر من 289 صوتا في المجمع الانتخابي، فيما توقف عداد منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون عند الرقم 218.وتعهد ترامب في خطاب النصر بأن يكون رئيسا لجميع الأميركيين وأن يسعى الى تحقيق السلام وليس الأزمات. وشدد الرئيس رقم 45 لأميركا على ان «الولايات المتحدة سوف تتعايش مع جميع الدول طالما ارادت تلك الدول التعايش معها وسوف تسعى الى تحقيق الشراكات وليس النزاعات». لقد كان اجتماع اوبام وترامب في اطار تسليم السلطة الى ترامب عاصفا ولم يكن سلسا ومرنا بسبب تصلب راي ترامب بالموضوعات التي طرحها في حملاته الانتخابية وهي ضد المسلمين والاقليات وقال ان برنامجه الانتخابي بمنزلة «حركة عظيمة لشعب يتطلع الى مستقبل أرحب وأكثر اشراقا ويضم كل أطياف العرقيات والمعتقدات والديانات ويرغب في حكومة تخدمه». والواضح ان مرة أخرى حققت أكبر ديموقراطيات العالم المفاجأة وخالفت كل التوقعات. ونجح الجمهوري دونالد ترامب في قلب التقاليد الانتخابية الأميركية رأسا على عقب في رحلته التي بدأت قبل 17 شهرا توّجها بفوز كبير بالرئاسة. لكن ساد هذه الانتخابات اضطرابات وتظاهرات احتجا جاعلى انتخاب ترامب وسياساته اليمينية المتطرفة وشكّل فوز قطب العقارات القادم من عالم الترفيه زلزالا عالميا سترتد تبعاته على مختلف المجالات، مخالفا كل التوقعات والتقديرات وحتى استطلاعات الرأي وكل نتائج المناظرات التلفزيونية. وتجاوز الرقم «السحري 270» المطلوب للفوز بمفاتيح البيت الأبيض بحصوله على أصوات أكثر من 289 .الخاسر الأكبر والمباشر في هذه الانتخابات هيلاري كلينتون التي خسرت فرصة ذهبية لتدخل البيت الأبيض ولتدخل التاريخ أيضا من بابه العريض كأول امرأة تدخل الى البيت الأبيض، ومع كلينتون خسر الحزب الديموقراطي أيضا خسارة كبيرة. الديموقراطيون لم يخسروا الرئاسة فقط، وانما خسروا أيضا في انتخابات الكونغرس التي جرت أمس بموازاة الانتخابات الرئاسية، وبقي الحزب الجمهوري مسيطرا على مجلس الشيوخ والنواب ومعه أكثرية واضحة. الخاسر الثالث هو «الاستقرار الأميركي» بعدما كشفت الانتخابات، بوقائعها ونتيجتها، عن تصدع عميق داخل المجتمع الأميركي وألحقت الضرر بالسمعة الأميركية على الساحة الدولية، فالانقسام ليس فقط بين الجمهوريين والديموقراطيين، الانقسامات موجودة داخل الحزبين وعميقة بالقدر نفسه، حيث تعمل فصائل كثيرة وشديدة الاندفاع في كل من الحزبين على جذبهما نحو تبني آرائها المتطرفة. لقد نجح دونالد ترامب في اقتحام المشهد الرئاسي والمسرح السياسي الأميركي من الباب الواسع وفي فرض نفسه ووجوده، وفي فرض ترشيحه على حزبه الجمهوري متجاوزا الأصول وقواعد اللعبة ومخترقا المؤسسة الحزبية والسياسية في الولايات المتحدة، ومخالفا كل الشكوك في أن يكون مرشحا قويا وقادرا على المنافسة وممتلكا فرص الوصول الى البيت الأبيض. من بداية السباق الماراثوني الى البيت الأبيض، نجح ترامب في مخاطبة الناخب الأميركي والعزف على وتر المسائل التي تدغدغ مشاعره، خطابه السياسي تميز بالصراحة الى حد الوقاحة وبالغرور الى حد الفجور، وبالأسلوب الصادم في التعبير، ومع ذلك نجح في اجتذاب الرأي العام وفي اقتطاع مساحة خاصة به. أدرك ترامب أن الناخب الأميركي ضاق ذرعا بالمعتدلين ورموز الوسطية والسياسة المنمقة ويريد تغييرا ملموسا للسياسات التي عرفتها الولايات المتحدة على مدى عقود، ولهذا السبب يجد نفسه أكثر رغبة في تأييد المرشحين القادمين من خارج المنظومة السياسية التقليدية، وفي حالة تمرد واضحة على الطبقة السياسية. ظاهرة ترامب أكدت من جديد أن الديماغوجية السياسية في الأزمنة القلقة تنجح في اللعب على مخاوف الناس وقلقهم وتفلح في تضليلهم من خلال استغلال غرائزهم وهواجسهم (مثل قلق الأميركيين من الهجرة غير الشرعية)، واللافت في هذه الانتخابات أنها أدت بالفعل الى زعزعة ولاءات قديمة، وقلب حسابات تقليدية، وأطلقت العنان لمشاعر لم يكن أحد يدري بوجودها، وفي الوقت الذي يبدو ترامب مختلفا كل الاختلاف عن النموذج المألوف للمرشح الرئاسي الجمهوري، فإن هيلاري كلينتون تعتبر النموذج التقليدي لآلية الحزب الديموقراطي، وكان فوزها يعني تمديد رئاسة باراك أوباما فعليا الى فترة ثالثة، وربما بالنسبة لغالبية الناخبين، كانت هذه الانتخابات بمثابة استفتاء على سجل أوباما الانتخابي طوال السنوات الثماني الماضية، بمعنى أن المؤيدين لهذا السجل اختاروا كلينتون، بغض النظر عن مدى إعجابهم بها شخصيا. أما من اعتبروا فترة رئاسة أوباما كارثية، فتجاهلوا جميع سمات كلينتون واختاروا ترامب نكاية في الرئيس الحالي، ما حصل في يوم الانتخابات - إضافة الى أن كلينتون لم تشكل الخيار الرئاسي الجيد والمتفوق على ترامب، لا بل الذين فضلوها على ترامب كانوا يتصرفون على أساس أن الخيار المتاح أمامهم هو بين السيئ والأسوأ - أن عاملين مباشرين ساهما في قلب النتيجة: ٭ ارتفاع نسبة المشاركة في الانتخابات إلى مستويات قياسية، وهذا الارتفاع حصل بفعل اندفاع أنصار ترامب ومشاركتهم الحماسية، في حين كانت مشاركة أنصار كلينتون عادية وباردة، وربما لعب عامل الاطمئنان المسبق الى النتيجة المحسومة لصالحها دورا سلبيا في تعبئة أنصار الحزب الديموقراطي. ٭ الأكثرية الصامتة «المحايدة والمستقلة»، خارج الحزبين الجمهوري والديموقراطي، تحركت لمصلحة ترامب، وتضم هذه الفئة بشكل أساسي الشباب الذين اجتذبهم ترامب عازفا على وتر «الاقتصاد والوظائف والنمو والارهاب والإسلام وعظمة أميركا»، كما انضوت في هذه الفئة جماعات الريف الأميركي، حيث شارك الريفيون في هذه الانتخابات بحجم لم يحصل من قبل. دونالد ترامب لم يكن فقط مرشح الحزب الجمهوري، كان حركة أيديولوجية غاضبة ضد واشنطن كحكومة وعدم قدرتها على تلبية احتياجات الرجل الأبيض من الطبقة المتوسطة وما دونها، وهذه الحركة أو الكتلة التصويتية خرجت للتصويت يوم الانتخابات لأنها كتلة مدفوعة بمشاعر الغضب. ماذا عن الشرق الأوسط الحافل بالأزمات والملفات؟ بدءا من الصراع الاسرائيلي الفلسطيني المزمن وصولا الى الحرب والمأساة السورية وما بينهما، ايران والاتفاقية والتدخلات الخارجية، وتركيا والعلاقة المهتزة بفعل محاولة الانقلاب وما يتعداها، والعراق والحرب المستمرة على «داعش» ومسؤوليات واشنطن في تأزيم أوضاعه، والتواصل المعتل مع دول الخليج، وحرب اليمن، وتصويب العلاقة مع مصر، وضبط الأزمة في ليبيا وحلها، والمساهمة في تمتين الاستقرار في تونس، وموازنة العلاقة مع الجزائر والمغرب، وغيرها العديد من الملفات لابد أن تشغل حيزا مهما من جهد الادارة الأميركية العتيدة ووقتها. وبين الأسباب أن روسيا تنهض مجددا لتقديم نفسها قطبا دوليا منافسا، فضلا عن صعود الصين الذي أرغم ادارة الرئيس أوباما على نقل ثقل الاهتمام الاستراتيجي من الشرق القريب الى البعيد، الى المحيط الهادي وبحر الصين، وهناك تنامي الارهاب وانتشاره ظاهرة تتجاوز كل الحدود. وكذلك نشوء قوى اقليمية ومحلية عصية على الانصياع لمفاهيم ومواثيق دولية ترعى العلاقات بين الأمم، ولعل أبرز هذه الأسباب انهيار المنظومة العربية على نحو لم يشهده التاريخ الحديث لدول المنطقة، والاتفاق النووي مع ايران وما جر من تبدل في خريطة العلاقات الغربية عموما مع الشرق، فضلا عن طموحات الجمهورية الاسلامية، تماما كما تركيا الأردوغانية الطامحة هي الأخرى الى بعث العثمانية مجددا، تحولات استراتيجية جذرية بدلت في الثوابت التي درج الرؤساء الأميركيون لعقود على الحفاظ عليها ورعايتها، وبدلت في صورة الاقليم وشبكة علاقاته ومصالحه، بعدما كسرت حدودا محرمة وأحيت شياطين حروب لا أفق للخروج منها قريبا. لقد قلب دونالد ترامب تقاليد الديموقراطية الأميركية رأسا على عقب في رحلته التي بدأت قبل 17 شهرا للفوز بالرئاسة الأميركية مستغلا في ذلك قدراته الفائقة على الترهيب والمبالغة وبراعته في التعامل مع وسائل الاعلام التي جعلت منه واحدا من أشهر رجال الأعمال في العالم.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :