أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة انشغال الأميركيين بالانتخابات يخلي الساحة...

انشغال الأميركيين بالانتخابات يخلي الساحة السورية لروسيا

12-10-2016 04:56 PM
الشاهد -


هل تؤدي التدخلات الدولية عبر سورية الى حرب عالمية ثالثة !؟

كارثة انسانية بسبب المجاعة والقصف والحصار يواجه سكان حلب ومدينتهم المدمرة

الشاهد : عبدالله محمد القاق

في غمرة المجازر التي تحصد المدنيين في سورية تحرك مجلس الأمن الدولي فعقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع في سورية، استمع خلالها الى إحاطة للمبعوث الدولي ستافان دي ميستورا حول الوضع الانساني في سورية والتدخلات الخارجية بشانها بعد ان نصبت روسيا صواريخ متطورة الامر الذي يشي بامكانية قيام حرب عالمية ثالثة . وكانت فرنسا أعلنت اعتزامها طرح مشروع قرار للتصويت في المجلس يتضمن وقفا لإطلاق النار.وفي إطار السعي لتمرير مشروع القرار، التقى وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو الخميس وقال له "لا شيء يمكن أن يبرر حمم النار" التي تتساقط على حلب. في غضون ذلك، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن قواته ستواصل محاربة "المسلحين" في حلب حتى يغادروا المدينة، إلا إذا وافقوا على الخروج بموجب اتفاق مصالحة. وقال الأسد في مقابلة تلفزيونية مع قناة دنماركية الخميس "إذا كان هناك أي خيار آخر مثل المصالحات التي تمت في مناطق أخرى، فإن ذلك هو الخيار الأمثل وليس الحرب".وتأتي هذه التطورات فيما حقق الجيش السوري تقدما ميدانيا داخل الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة في حلب.وحذر الموفد الدولي الخاص إلى سورية من أن تلك الأحياء معرضة "للدمار التام" قبل نهاية العام. وترافق التقدم على الأرض الذي يعد الأول للقوات النظامية في الأحياء الشرقية منذ عام 2013، مع إعلان الجيش السوري الأربعاء تقليص ضرباته الجوية والمدفعية على المنطقة.
ويرى مسؤولون اميركيون ان روسيا تتخذ خطوات حثيثة لترسيخ مكاسبها في سورية مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس باراك أوباما وقبل تولي إدارة أميركية قد تكون أكثر تشددا الحكم، لاسيما مع دخول السياسة الاميركية في سورية في طريق مسدود. وتكثف روسيا جهودها لتعزيز موقع حليفها بشار الاسد، في ظل غياب أي مؤشر الى تغيير محتمل في سياسة واشنطن في سورية. وعبر المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس مايك بنس عن موقف مخالف لموقف دونالد ترامب من خلال الدعوة الى شن غارات على القوات السورية. وقال بنس ان «زعيم روسيا الصغير والمستقوي يملي اليوم شروطا على الولايات المتحدة.. اريد ان اقول لكم انه يجب استخدام القوة الاميركية للرد على استفزازات روسيا». وأضاف: «اذا واصلت روسيا دعم هذا الهجوم الوحشي على المدنيين في حلب، على الولايات المتحدة الاميركية ان تكون مستعدة لاستخدام القوة وضرب اهداف عسكرية لنظام الاسد». ودعت المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون كذلك الى تحرك أقوى واقترحت فرض منطقة حظر للطيران، لكنها لم توضح كيف يكون ذلك عمليا. اما دونالد ترامب فأرسل اشارات متناقضة، معتبرا مرة ان بوتين يمكن ان يكون صديقا للولايات المتحدة وأخرى ان اوباما ضعيف لمواجهته. واندلع النزاع السوري قبل خمس سنوات ونصف بعد ان قمعت قوات الامن السورية حركة احتجاج ما لبثت أن تطورت الى حرب أهلية برزت خلالها تنظيمات ارهابية تجاهر بنواياها تنفيذ اعتداءات على الغرب. وركز اوباما على بناء تحالف دولي لمحاربة تنظيم داعش الاجرامي ، متوقعا سقوط الأسد امام قوات المعارضة. لكن الأسد صمد بدعم ايراني غير محدود. وأرسل بوتين السنة الماضية طائرات وقوات لمساندة حليفه ما أدى الى استمرار الحرب. وهدد تدفق اللاجئين الهاربين من الحرب بزعزعة الوضع في الدول المجاورة وتسببت موجة الهجرة الى اوروبا بصعود التيارات الشعبوية فيها. لكن اوباما الذي وعد بعدم شن «حرب غبية» كتلك التي بدأها جورج بوش في العراق، تردد في الانخراط في النزاع وتردد في توجيه ضربة عسكرية الى نظام الاسد بعد اتهامه بشن هجوم كيميائي في 2013. ولجأ الى الديبلوماسية التي انتهت بموافقة دمشق على التخلص من ترسانتها من الأسلحة الكيميائية. كما عمل وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع موسكو على إقناع الاسد والمعارضة التي تصنفها واشنطن معتدلة، بإعلان هدنة وإجراء مفاوضات. لكن الهدنة التي اعلنت الشهر الماضي بالكاد صمدت اسبوعا وتبادلت واشنطن وموسكو اللوم بعد انهيارها، في حين بدأت القوات السورية هجوما كثيفا على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في شرق حلب. وتؤكد موسكو انها ترغب في مواصلة التفاوض، لكن المسؤولين الاميركيين يقولون ان موسكو تريد ان يسيطر الاسد على حلب لكي تكون في موقع قوة قبل بدء اي مفاوضات مع الإدارة الأميركية الجديدة. اذن، ما سيكون الموقف بعد أربعة اشهر مع الرئيسة كلينتون او الرئيس ترامب؟ ويتوقع معظم المراقبين ان تكون هيلاري كلينتون اكثر تشددا من اوباما بعد ان فشلت في إعادة بناء العلاقات مع موسكو خلال توليها وزارة الخارجية. ويتخذ دونالد ترامب موقفا أقل وضوحا. فرغم اعلانه أنه يؤيد إرسال 30 الف جندي للقضاء على تنظيم داعش في العراق وسورية، يبدو موقفه مبهما من الاسد. كما انه اكد رغبته في العمل مع بوتين وبأن تنأى الولايات المتحدة بنفسها عن حلفائها وان تتوقف عن لعب دور شرطي العالم. وقال ترامب لصحيفة «نيويورك تايمز» في يوليو «اعتقد ان علينا التخلص من داعش قبل التخلص من الاسد (...) انظر، الاسد يكره داعش وداعش يكره الاسد. انهما يتقاتلان. فهل علينا ان نذهب ونقاتلهما معا؟». وقال ترامب خلال احدى حملاته «أليس من المستحسن ان نتفق مع روسيا؟ ألن يكون جميلا اذا ما اتفقنا مع روسيا وقضينا معا على داعش؟». وتقول دانيال بلتكا من معهد «اميركان انتربرايز انستيتيوت» ان ايا من المرشحين لم يعبر عن استراتيجية منسجمة، وكل من روسيا والصين مستعدتان للاستفادة من ذلك. وتضيف «لا اعتقد انه يمكننا الوثوق بأي منهما.. بعد ان اصبح بوتين وبكين في موقع أقوى على مر السنوات الثماني الماضية، لا اعتقد ان هناك اي شك في انهما سيزدادان قوة مع ما نشهد من عدم الاستقرار والتقلب والتردد».





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :