أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة لماذ ا تشدد اميركا على ضرورة الحل السلمي عبر...

لماذ ا تشدد اميركا على ضرورة الحل السلمي عبر لقاء عباس – نتنياهو

08-06-2016 02:44 PM
الشاهد -

اهمية مؤتمر السلام الدولي لحل القضية الفلسطينية في باريس

الشاهد - عبدالله محمد القاق

بالرغم من المبادرة الفرنسية للسلام التي دعت اليها فرنسا الا ان الولايات المتحدة الاميركية اصرت على حضور المؤتمر الدولي لتكون بمثابة دعم لطروحات اسرائيل الرامية لاجراء مباحثات مباشرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو واسقاط اي نجاح لمبادرات سلام لا تقوم بها اميركا في الوقت الحاضر في الشهور الخمسة المتبقية من عهد الرئيس الاميركي اوباما مما يخلق مواقف سلبية من الجانب الاميركي الداعم لاسرائيل حيال مبادرة السلام الفرنسية وتحقيق مبادرة السلام العربي وقرارات الامم المتحدة 194 و 242 و 382.

وهذا القلق ايضا شدد عليه الفلسطينيون خلال لقاء كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مؤخرا لان استمرار اعمال القمع والابادة والمصادرة وزيادة الحواجز والاغلاقات الى سبعمائة حاجز في الاونة الاخيرة من شأنه ان لا يحقق انفراجاً في العملية السلمية بل يزيد من تعقيدها ، وان ما تُلمح اليه الادارة الاميركية احيانا من احتمال حدوث «اختراق» في جولتها الحالية يقوم السياسيون الاميركيون بها للمنطقة لدعم مسيرة السلام قد لا تكون ذات مغزى او مضمون ، لان اسرائيل ما زالت متعنتة خاصة بعد تعيين ليبرمان وزير الدفاع الاسرائيلي في رفض تطبيق قرارات الشرعية الدولية وخريطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، بل انها تُريد من وراء هذا المؤتمر تطبيع العلاقات الاسرائيلية مع بعض الدول العربية ومن بينها الدول الخليجية ..
ان هذا اللقاء يجب ان يكون الخطوة الحاسمة والحازمة لاقرار السلام في المنطقة ، وليس بمثابة شعار لتضليل المجتمع العربي والدولي بان الولايات المتحدة التي فشلت في تنفيذ مخططاتها الاحتلالية في سورية والعراق وافغانستان ، وغيرها قادرة على تحقيق السلام الدائم والعادل في المنطقة وخاصة للقضية الفلسطينية وذلك عبر اقامة الدولة الفلسطينية الى جانب اسرائيل تلك الآمال التي عقدت على تحقيق هذا الحلم في عام 2005 حسب تصريحات الرئيس الاميركي والتي سرعان ما تبخرت هذه الاحلام ولم يحقق الاميركيون أياً من هذه الاقتراحات بل أسهمت الولايات المتحدة في دعمها لمواقف اسرائيل من عمليات المصادرة والقمع والاحتلال الاسرائيلي للعديد من المناطق الفلسطينية.
واذا كانت عدة دول عربية ترى ضرورة تأجيل هذا اللقاء الدولي، فلكونها ترى انه لا جدية ملموسة من الطرح الفرنسي لاقامة هذه الدولة الفلسطينية والاتفاق على المبادىء الاستراتيجية لحل النزاع في المنطقة، وانها تأمل في عقده عندما تنضج كل الاسباب الرامية الى تحقيق ذلك ، لان اسرائيل في استمرار اقتحامها للمدن الفلسطينية ومصادرتها للاراضي واستمرار الاعتقالات للفلسطينيين الابرياء وعدم وقف الحفريات قرب المسجد الاقصى وفي باب المغاربة بالذات من شأنه ان يزيد من تفاقم الاوضاع في الساحة الفلسطينية خاصة بعدما أظهر توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق في تصريح له لصحيفتي الجارديان والاندبندنت مؤخرا من ان الوضع الفلسطيني «مأساوي» للغاية حيث ذكرت الصحيفتان ان بلير «صُدم» بسبب التمييز الذي يعاني منه الفلسطينيون في الضفة الغربية وأبدى امتعاضه للاسرائيليين حول الاثار السلبية التي يخلقها الجدار الفاصل في حياة الفلسطينيين.
وهذا اللقاء الذي هددت دول بعدم حضوره في باريس ، تتضمن بنوده الكثير من الجوانب غير الواضحة والغامضة فقط وانه لن يُبحث خلاله كل المسارات العربية ، بل سيبحث بصورة عامة وعابرة القضية الفلسطينية.
فالواقع ان هذا اللقاء لن يتحقق له النتائج المرجوة عبر المصالحة او المصافحة بين بعض الشعب الفلسطيني واسرائيل ، وانه ليس مجرد لقاءات او ابتسامات كما ظهر خلال لقاءات اميركية واسرائيلية جرت مؤخرا بل انه أبعد وأعمق وأهم بكثير من اجل تحقيق السلام الدائم والعادل في المنطقة ، خاصة وان الحرب التي تجري في الضفة الغربية اكثر من قطاع غزة حيث يقود هذه الحرب في جنين ونابلس وقباطية ، واحيانا رام الله المستوطنون الاسرائيليون الذين يشغلون حالياً كافة المناصب في الادارة المدنية الاسرائيلية ، ويتعاملون مع الفلسطينيين بصورة بشعة واجرامية.. الامر الذي يتطلب تغيير عقلية المؤسسة العسكرية الاسرائيلية للحد من هذه الظواهر الخطيرة التي يقوم بها المستوطنون الاسرائيليون ، والذين يتبجحون برغبتهم في احلال السلام في المنطقة..
فالمطلوب الوقوف الى جانب الفلسطينيين في هذا اللقاء الدولي، حتى لا تنفرد بهم الولايات المتحدة واسرائيل لتحقيق تنازلات جديدة في عمليات التطبيع وعدم الرضوخ الاسرائيلي الى قرارات الشرعية الدولية ، سواء في الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة او الحدود ، او عودة اللاجئين او وقف الجدار العنصري العازل وكذلك الاستيطان الذي قضم معظم الاراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع ، وقد اوضح الرئيس الفلسطيني محمود عباس في المؤتمر الوزاري للجامعة العربية من خطورة ما ستطرحه اميركا واسرائيل خلال المؤتمر حتى لا يتوصل الى قرارات ايجابية للتوصل الى حل لاقامة الدولتين وعاصمتها القدس الشريف .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :