فنجان قهوة مع دولة الرئيس

صباح الخير دولة الرئيس وكل عام وانت بالف خير وهذا اول عدد يصدر بعد عيد الاضحى المبارك اعاده الله علينا وعليك وعلى الامة الاسلامية وهي بأحسن حالا مما هي عليه الان.

دولة الرئيس

استطيع أن اقول لدولتكم ان العامين الماضيين كانا من اقسى الاعوام التي تمر على الامة الاسلامية والشعوب العربية بشكل خاص، فهذا الربيع العربي الذي يتفنون به وان كان قد حقق بعض النجاحات وكان له ايجابيات في بعض الدول الا اننا لا نمكن ان نبقى نسميه الربيع العربي فهو لا يجب ان يتعدى في تسميته القهر العربي فما نراه ونسمعه وما يجري حولنا في بعض الدول العربية والذي تأثرت به جميعها، ما هو الا القهر بعينه فاي ربيع هذا ومنظر القتل والذبح والدم الاحمر القاني هو ما نشاهده عوضا عن لون الربيع الاخضر او حتى الخريف الاصفر وهذان اللونان سمة من سمات الاشراق والهدوء والسكينة فاي ربيع هذا الذي بلون الدم في ظل دمار وخراب وقهر وحرمان وجوع وفقر ان لم يكن وصلنا فهو قريب منا كطرفة العين وندعو الله ليل نهار الا يصلنا وان يحمي بلدنا من كل مكروه.

دولة الرئيس

نعرف اننا تأثرنا بكل ما يدور حولنا وان امننا واستقرارنا هو نعمة نتمنى ان تدوم وكل شيء بعدها يهون ويمكن ان يتحمل المواطن اي ضائقة لكنه يتمنى ان لا يرى مشهد الخراب والدمار كما نراه في سوريا الشقيقة بلد التاريخ والحضارة والنعم فنحن نتألم كل يوم الف مرة ونعيش على امل ان تنفرج الازمة وتنقشع الغيمة ويعود الاستقرار الى المنطقة وينعم الجيل القادم بحياة افضل مما نعيش ونواجهه.

دولة الرئيس

هذه المقدمة كانت لنشعر دولتكم ان المواطن الاردني ليس بعيدا عما يدور حوله ولا يفكر في مصلحته فقط او تذمر او اشتكى فهذا من باب الحرص على مقدرات بلده ولقمة عيش اطفاله التي يسعى جاهدا لان يؤمنها لهم ولن يسكت عمن تسول له نفسه ان يخطف هذه اللقمة من فمه وهو بحاجة ماسة لها.

دولة الرئيس

عندما استمعنا لكم يوم السبت الماضي في لقائكم مع رؤساء تحرير الصحف الاسبوعية كانت هناك الكثير من الطروحات وشرح مسهب بهدوء وتروي للاوضاع الاقتصادية التي يعاني منها الاردن والتي تفاقمت سوءا في الاونة الاخيرة وكنتم دولتكم تحاولون تفصيل الامور ووضعها في قالب منمق حتى يتقنع الاعلام بما تطرحونه وما تنوون تنفيذه من خطط مستقبلية في سبيل التخفيف من العجز في موازنة الدولة والخروج من المأزق الذي وضعت الحكومة به وهي بالطبع ليست المسؤولة عن ذلك فهذه تراكمات وسياسات اقتصادية داخلية وخارجية تأثرنا بها اما بسبب الاوضاع الاقتصادية عامة او بفعل فاعل وسطوة البعض على اموال الخزينة دون وجه حق ولكن كما قلتم هذا بالطبع لا تستطيعون اثباته الا من خلال ادلة وبراهين ملموسة تصل الى قضائنا العادل وهو يتكفل بالامر.

دولة الرئيس

لنعد الى السياسات الاقتصادية التي تنوي الحكومة تطبيقها واولها رفع الدعم عن بعض السلع وتعويض المواطن مبالغ نقدية عوضا عن ذلك، وما شرحتموه دولتكم بهذا الخصوص اثناء استضافتكم رجال الاعلام وحواركم معهم اعتقدتم انه كاف ومقنع وهذا يمكن ان يكون صحيحا بالنسبة لنا كإعلاميين ولكن كيف يمكن دولتكم ان نقنع المواطن الذي فقد الثقة فيما حوله واصبح اي قرار للحكومة مرفوضا لديه ويصب في غير مصلحته خاصة وان هناك متربصين ايضا يصبون الزيت على النار »ويصطادون في الماء العكر«.

دولة الرئيس

نتمنى ان تحقق حكومتكم خطوات ملموسة في ايامها القلائل وان تقنع الشارع ولو بجزء بسيط من خططها المستقبلية وان لا يكون حالها حال الحكومات السابقة ودمتم دولة الرئيس.