أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة " الشاهد "ترصد الخلافات والمناكفات...

" الشاهد "ترصد الخلافات والمناكفات والانسحابات في القمة الاسلامية

20-04-2016 11:45 AM
الشاهد -


مؤتمر قمة منظمة التعاون الاسلامي ينعقد وسط ظروف حرجة وعاصفة تمر بها الدول الاسلامية

الشا هد – عبدالله محمد القاق

قمة منظمة التعاون الاسلامي التي استضافها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الخميس الماضي والتي شارك فيه رؤساء دول وحكومات نحو ثلاثين بلدا على مدى يومين والتي عقدت تحت شعار "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام"، بحثت باستفاضة ملفات الإسلاموفوبيا، والوضع الإنساني في العالم الإسلامي، والخطة العشرية الجديدة 2015-2025 لـ"منظمة التعاون الإسلامي"، إضافة إلى القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، والنزاعات في العالم الإسلامي والهجرة، ووضعية المجتمعات المحلية المسلمة في الدول غير الأعضاء، ومكافحة الإرهاب والتطرف. ففي الكلمة الجامعة التي القاها الدكتور عبدالله النسور رئيس الوزراء نيابة عن جلالة الملك عبدالله الثاني في القمة والتي اعتبرت وثيقة من وثائق المؤتمر أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ان «الأمة تواجه اليوم تحديات تهدد دينـها ومصيـرها»، مبينا ان «الإرهاب والتطرف، الذي يسعى لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، واستعداء العالم، هو الخطر الذي يجب علينا جميعا التصدي له».

وقال جلالته، ان «الحرب على الإرهاب، والحرب على خوارج هذا العصر، هي حربنا نحن المسلمين. حربنا للدفاع عن ديننا ومستقبلنـا. فإما ان نواجـه هذا الخطر الداهم فرادى، وإما ان نأخـذ القرار الصائـب بالعمـل الجماعي المشترك لهزيـمة قوى الشر والإرهاب. فالإرهاب الذي يعصف بالكثير من بلداننا لا يعترف بحدود أو جنسية، وهو يسعى لتشويه صورة الإسلام ورسالته السمحة».
وقال جلالته :ولا بد أن ننظر إلى الحرب على الإرهاب بمنظور شامل، لا يقف عند حدود سوريا أو ليبيا أو العراق أو غيرهـا من الدول الإسلامية، وإنما يتصدى للجماعات الإرهابية المتشابكة في إفريقيا وآسيا وحتى في أوروبا وبقية أنحاء المعمورة.
وهنـا، فلا بد مـن البناء على مبادرة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بتشكيل تحالف إسلامي لمواجهة هذا الخطر، الذي يسعى للتوسع والانتشار في المنطقة.
واضاف جلالته : لقد مرت خمسة أعوام على الأزمة السورية، وتزايدت تبعاتها على الإقليم والعالم، حتى أصبحت من أكبر المآسي في وقتنا الحاضر، ولا أحد يعلم، كما نعلم نحن الدول المجاورة لسوريا، مدى تأثيـر هذه الأزمـة إنسانيـا واقتصاديا وأمنيا على المنطقة.
وقد قلنا، - يضيف جلالته - منذ بداية هذه الأزمة، أن الـحل في سوريا لا بد أن يكون حلا سياسيا شاملا، يضمن مشاركة جميع مكونات الشعب السوري، ويبدأ بإجراءات فعلية على الأرض، تخفف من معاناة أشقائنا، وتوقف نزيف الشعب السوري الشقيق، وتعيد له كرامته وحقوقـه وآمالـه بالمستقبل الذي يستحقه.
وزاد جلالة الملك يقول :على الرغم من تشابك القضايا التي تعصف بمنطقتنا وتبدل الأولويات، إلا أننا نؤكد، في كل مناسبة، أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية. وفيما ينشغل العالم بالقضايا والنزاعات التي تشهدها المنطقة، تستغل إسرائيل ذلك لفرض سياسة الأمر الواقع على حساب الشعب الفلسطيني، وعلى حساب حل الدولتين، والتمادي في الاعتداءات الـمتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف. اما الرئيس أردوغان في كلمته الافتتاحية إلى ضرورة التعاون بين الدول الإسلامية والوحدة والتعاون رغم كل الخلافات وتحقيق العدل والسلام في العالم الإسلامي، مضيفا: "علينا أن نتجنب الخلافات والخصومات"، داعيا لإنشاء مؤسسة للشرطة والمخابرات تابعة للمنظمة. وأضاف أردوغان، أن الإرهاب أكبر مشكلة يعاني منها العالم الإسلامي، وأن الإرهابيين الذين يقتلون باسم الإسلام لا يمكنهم أن يمثلوا الإسلام. وهاجم أردوغان الدول الخمس الكبرى، داعيا إلى إعادة هيكلة مجلس الأمن في ضوء الخريطة الدينية والعرقية في العالم، وإلى عقد مؤتمر نسائي في إطار منظمة التعاون الإسلامي، لأن المرأة يجب أن يكون لها حق في التعبير عن مشاكلها في كافة المحافل. أما الملك سلمان بن عبد العزيز فأكد في كلمته ضرورة إيجاد حلول للأزمات في سوريا والعراق وليبيا، كما أكد دعم بلاده للمشاورات في الكويت لإحلال السلام في اليمن على أساس قرارات مجلس الأمن، وضرورة العمل على إنهاء الأزمة السورية على أساس جنيف 1.
وقد تجنب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصافحة وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي سلم رئاسة القِمة الإسلامية الـ 13 لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو. كما تجاهل وزير الخارجية المصري الرئيس التركي في ختام كلمته بالجلسة اﻻفتتاحية للقمة، وقال شكري في ختام كلمته "تتوجه مصر بالشكر إلى كل الدول التي ساندتها خلال رئاستها للدور الـ12 للقمة اﻹسلامية، واﻵن أعلن انتقال القمة إلى الرئاسة التركية" متجاهلاً ذكر اسم الرئيس التركي. وغادر الوفد المصري القمة الإسلامية فور انتهاء سامح شكري من إلقاء كلمة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وعبّر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأربعاء عن أمله في أن تمهد القمة الطريق لمداواة الجراح في وقت يشهد فيه العالم الإسلامي العديد من الخلافات. وكان الرئيس التركي خصّ العاهل السعودي الثلاثاء باستقبال حافل في القصر الرئاسي بأنقرة، وقلده أعلى وسام يمنح للقادة الأجانب وهو وسام الجمهورية، مشيدا بدوره في تطوير العلاقات بين البلدين. وعقدت القمة في وقت تعمل فيه تركيا على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، ويتردد أن السعودية تعمل لتحقيق مصالحة بين تركيا ومصر، لكن السعودية تعمل أيضا على تسخير القمة الإسلامية للنيل من إيران. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف احتج في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول الثلاثاء على طرح السعودية أربعة بنود معادية لإيران وبندا ضد حزب الله في مشروع بيان القمة، مؤكدا أن هذا السلوك يتنافى مع روح التضامن الإسلامي ويصب في مصلحة إسرائيل. وندد ظريف بمحاولة استغلال منظمة التعاون الإسلامي من قبل بعض الأعضاء كأداة ضد إيران. القرارات صدرت في ضوء خلافات ستنعكس مستقبلا على تنفيذ مضامينها بسسبب الو ضع المتأزم بين دول العالم الاسلامي .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :