أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة هل اختطف حزب الله الدولة اللبنانية بالحؤول دون...

هل اختطف حزب الله الدولة اللبنانية بالحؤول دون انتخاب رئيس للبنان عبر السنتين الماضيتين

09-03-2016 03:08 PM
الشاهد -


بالحيلولة دون انتخاب رئيس للبنان عبر السنتين الماضيتين

دبلوماسيون ل –الشاهد- : قرار وزراء الداخلية العرب بتونس رسالة تنصح حزب الله باعادة النظر بمواقفه

الشاهد - عبدالله محمد القاق

رحبت الدول العربية وخاصة الخليحية بقرار دول مجلس التعاون الليجية باعتبار حزب الله منظمة ارهابية لتدخله في الشؤون السورية واليمنية والخليجية وغيرها واعتبرت ان صدور القرار يصفة جماعية "يعطي دلالة على أن الرؤية الخليجية باتت موحدة تجاه توصيف مهمة هذا الحزب إقليمياً، كما أن هذا الإجماع من شأنه تقوية الموقف الخليجي في المحافل والمنظمات الدولية التي لم تتخذ بعضها موقفاً حاسماً تجاه 'حزب الله'". واتهمت الدول الحليجية إيران بأنها لا "تخفي رغبتها تعميم نموذج 'حزب الله' اللبناني في كل دول المجلس وبعض الدول الإقليمية، فخَدمته أيديولوجياً مستغلة الاحتقان الطائفي الذي صنعته في العراق، وصدّرته إلى باقي دول المنطقة لتجني ثمار اختلاف أبناء الوطن الواحد". ويرى سياسيون لبنانيون ومن بيهم حركة 14 اذار اللبنانيةإن حزب الله "عمل على اختطاف الدولة اللبنانية"، واشارت إلى أن قرار دول المجلس "رسالة واضحة لحزب الله بأنه لا مكان له ليس في لبنان فقط وإنما في كل الدول العربية، وأنه مطالب بإعادة النظر في مواقفه الشاذة". واضافت مصادر عربية ان "الموقف الخليجي والعربي تجاه هذا الحزب يُمثل أيضاً رسالة للتيارات والفصائل اللبنانية بأن تعمل وبشكل عاجل...على إعادة لبنان إلى موقعه عربياً، داعماً للقضايا والمواقف العربية بعيداً عن سيطرة حزب الله الذي حوّل لبنان إلى ضيعة تابعة له ينفذ من خلاله مخططات ضد الدول العربية ويستهدف أمنها في العمق". ويقول دبلوماسيون في تعلقهم على قرار الدول الخليجية "لم يكن مستغربا أن تدرج دول مجلس التعاون الخليجي 'حزب الله' على لائحة التنظيمات الإرهابية، فسلوك الحزب المذكور الامني والعسكري على امتداد اعوام طويلة أهّله لكي يحتل مكانه على لائحة الارهاب ... المستغرب ان القرار أتى متأخرا بعدما وصل الامر بـ'حزب الله' إلى التورط في سوريا، والعراق، وأخيراً اليمن، فضلاً عن العديد من الاعمال الأمنية على أراضي دول الخليج". و قرّرت دول مجلس التعاون الخليجي اعتبار «ميليشيات حزب الله، بكافة قادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها» منظمة إرهابية. وتلت ذلك إدانة شبه جماعية للحزب من قبل وزراء الداخلية العرب المجتمعين في تونس أول أمس، وتوصيفهم له بالإرهابي.

القرار خطير بكل المقاييس ويفتح العديد من الاحتمالات فيما يتعلّق بلبنان والمشرق العربيّ عموماً، كما أنه نقلة توازي في وزنها قرار دخول دول الخليج العربيّ الحرب في اليمن ضد الحوثيين، أو هي بالأحرى استكمال لذلك القرار، ونقل للمواجهة المباشرة مع إيران وحلفائها في اليمن إلى الساحة اللبنانية.
يرتبط القرار، كما تقول صحيفة القدس العربي على المستوى اللبناني، بنفاد صبر السعودية ودول الخليج العربيّ من تعطيل «حزب الله» للدولة اللبنانية من خلال منعه المتكرّر لانتخاب رئيس للبنان، رغم تراجع السعودية عن ترشيح حليفها في تيّار «14 آذار»، سمير جعجع، قائد حزب «القوّات اللبنانية»، وقبولها بمرشّح محسوب على تيّار «حزب الله» بل ومقرّب من النظام السوري هو سليمان فرنجية.
لا يمكن، بالطبع، فصل هذا الموقف «المعطّل»، عن حالة الاستيلاء الفعليّة على مقدّرات البلد من خلال القوّة العسكريّة، وهو ما جعل لبنان رهينة لإيران و»حزب الله» إلى أجل غير مسمّى، وخلق حالة استعصاء قاتلة، لا يمكن أن تؤدي، بالنظر إلى الطابع الكاسر لموقف الحزب، إلا إلى نقل الحرب الأهلية من حالة المضمر إلى حالة الممكن.
يرتبط القرار أيضاً بتدخّلات «حزب الله» في أكثر من ساحة عربية. فالحزب لم يكتف بارتكابه محرّم التدخّل الدمويّ ضد ثورة شعبية على كافة جبهات القتال في سوريا دعماً لنظام سورية ، وبالإشراف المباشر على تنظيمات تابعة له في سوريا والعراق والبحرين والسعودية والكويت، بل إنه متهم، من قبل دول خليجية وعربيّة، بالمشاركة في عمليات تفجير وتسليح وتدريب عناصر في تلك البلدان.
ويشير المراقبون بالقول أن الخطأ الأكبر الذي ارتكبه «حزب الله» كان استهلاكه رصيده الشعبيّ العربيّ الهائل الذي جمعه على مدى سنوات صراعه مع العدوّ الإسرائيلي. وكان هذا الرصيد، استراتيجياً، أقوى بكثير من أعداد جنوده وترسانته العسكرية ونفوذه المالي والسياسي، وهي عناصر، كما نرى الآن، قابلة للتناقص المريع، وهي تتراجع بمتوالية هندسية مع استبدال الحزب العداء لإسرائيل (والذي تحوّل إلى جولات محسوبة بدقّة وتتعلّق بجغرافيا صغيرة محددة هي «مزارع شبعا» لا فلسطين)، بالعداء للسوريين الناهضين للحصول على حرّيتهم من نظام ظالم، واللبنانيين الطامحين لمستقبل أفضل لبلدهم، واليمنيين الذين يحاولون بدورهم التخلّص من النام الحالي في سورية .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :