أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اجتماعي الوطن يا صغار النفوس ..

الوطن يا صغار النفوس ..

09-03-2016 02:30 PM
الشاهد -

بقلم : د. عائشة الخواجا الرازم

وما زالوا يصرخون ويملأون الفضائيات الدافعة لأثمانهم البخسة ؛ بأن الفقر كفيل بصناعة الدواعش والإرهاب ... ويوغلون في حشد وحشو الأفكار الإجرامية في صدور الشباب ، وهؤلاء المنظرون الساسة وأصحاب المناصب السابقة واللاحقة والمعاشة ، يتمخترون في الأردن ويتأنقون ويتعطرون وينفثون الكلام على الهواء جزافا ... دون تمحيص وتحكيم للخطاب .
قلت ذلك منذ سنوات ورجوتهم ورجوت الله أن يتوقف النفر المستعرض للفضائيات عن تسويغ وترخيص التدعيش وتبرير الجرم الإرهابي ضد الوطن ...
وأن يتقي هؤلاء المتكاثرون المتناسلون الله والبلاد في الأجيال التي لم يظلمها غيرهم ... ولم يهمشها سوى تسلقهم وتوارثهم للوساطة والمحسوبيات والتهام الوظائف!!! فهم يجلسون متربعين شبعانين متورطة تواريخ حسابهم بالهبش والثراء والاستقرار في صناعة القرار ... ويتركون البلاد في اي وقت يختارون ويخرجون أموالهم في سلال عملات تتدفق بالدود ، ؛ويعتبرون الأردن العدو اللدود في حال هربوا الأموال من الحدود !!! وفي نفس الوقت يهرعون للتشبيح والتصريح أمام العالم وشعب البلاد القابض على جمر الصبر والحاجة ، ليبرروا أسباب انتماء الشباب للإرهاب ...
وكأنهم ينفخون في دماء الشباب سبل وبراهين الانحراف والانجراف نحو الانتقام من البلاد بالجرم والقبح والكراهية. ..
... لقد فاضت الالكترونيات والفضائيات والمواقع الوهمية والديجيتالية باستضافة شخصيات إعلامية وسياسية ورسمية وحزبية وفكرية ما شاء الله ... شخصيات عديدة وكثيرة تتنصب وتبرطع للحديث والنصح والإرشاد وتحليل مسببات اللجوء للقتل والوحشية وحرق البلاد والعباد ... فاسمعها تستهل حديثها الحريص على امن البلد بعبارة خارقة لعقول الشباب ( والله لو كان الفقر رجلا لقتلته ) ....
وينتظم التشبيح والتسبيح بروعة الطرح في أفواههم حول الفقر والبطالة والجوع والوساطة والمحسوبية والإقصاء ...
فيظهرون صناع حلال يذبحون الشاة باسم الله ... فيخف وقع الإرهاب والتدعيش في نفوس المتلقين والشباب الواعدين المتأملين بالغد والنور والمستقبل رغم الظمأ والعسف والقهر ... القهر الذي اسسه هؤلاء وفازوا بالأبل ....
ويصبح لعبارة الانتقام والتحدي والقفز على الجور والظلم غضبا يذكر الفقر وأصحابه الذين تحسبهم أغنياء من التعفف ثورة بركان لا يرى ولا يسمع ولا يؤمن بالنور ومستقبل البلاد ... إني اؤمن تمام الإيمان بأن الفقراء الذين يتسلق على هموهم هؤلاء المستعرضون لرفث التنظير ...وان الشباب الفقراء المهملين والمنتظرين فرص الحياة الفضلى لانفسهم وأهليهم وبلدهم وشرفهم ... هم البناؤون والمشيدون والمحصنون لكرامة وهوية بلد يشبه الأردن ....
هم المتفوقون في العلم والتحصيل والوفاء والتفاؤل رغم تفقيرهم وسلب مقدرات فرص تقدمهم من الناهبين المنظرين ... وهم المتعففين عن السرقات والخيانة وتهريب الاموال المحلية لخارج الجرة الوطنية حيث لا يتقنون فنون النشل وتضييع الشباب والنسل ...
وفي دراسات شبه دقيقة أجريتها خلال محاضراتي ولقاءاتي وامسياتي المباشرة وجها لوجه مع جيلي وجيل الشباب والواقفين على أبواب المؤسسلات العلمية والتعليمية ... وجدت وما زلت أجد أن فئات الشباب التي تحمل هوية الحاجة والجوع وخواء الجيوب من أجرة الحافلة هم حماة الوطن ... وهم اصحاب الابتسامة والزغرودة يوم النجاح ... هم والذين ربوهم من اهل يحملون مشاعل النور ولا يلتفتون للظلام الذي أوقعهم فيه شخوص الظلامية والمناصب والتوارث والكلام ...
نعم ... فليتوقف نهر الدم العشوائي المسوغ للجرم والقتل والانتقام عند شلل وعصابات التنظير السياسي ... فليتوقف طوابير الخامس والسادس والسابع عن هراء الشعارات القائلة بأن الشعب يتفجر والشباب تنتحر نتاج الفقر والجوع ... وليصح أعضاء الطوابير الشبعانة الصانعة للتخلف الاقتصادي والمنظرة للموت والانتحار وجعل الحرام حلالا على مضمون كلامها العشوائي المبثوث بلا تنقيح أو تفكير ... وربما هو واستغفر الله ... ربما هو مجهز مخطط له ضد الشباب ... ليبقى طابور السمن والدهن في العراقي. .. نعم ... قالها عمر بن الخطاب ... ولكن يخجل اسم الوطن الأثيري من افعال بعض الرجال الذين يسكنونه ،وينهلون من دمه ... وكثيرهم يختفي في ركن مسحور !وعند التنظير لا يتركون الصابرين على حال تفاعلهم وتفاؤلهم وحسن ظنونهم بالوطن ...
فالوطن لا يظهر حانقا ولا يتمرد على أحد ، ولا يعلن عن غضبه ، ولا يصرخ ايها الناس أنا الوطن أنا غاضب أو أنا مقهور!
إذن الوطن لا يرى ولا يشم ولا يحس ولا يسمع عند طوابير مهولة من الرجال طالما هو صابر صامت على أفعالهم المشينة ، فالوطن جغرافيا وطبيعة وهواء وماء وكلأ املاك الله ، وهو جزء معطاء من بركة الله ومن الخالق العظيم القادر على كل شيء ، لذلك لا يتصاغر الوطن حتى لو كان غنيا وافقره بعض اصحاب القرارات وابناء الطوابير المتعددة الأرقام والتصنيفات ...
ولا يقف مذهولاً أمام أهوال الأفعال الصغيرة التافهة حتى لو كانت سلال وآبار ذهب !
ولأنه كذلك فطوابير الرجال من أبناء حماة الديار من جيش سياج بكل ميادينه .. هم أبناء الصبر والتفاؤل وابتسامة الحراس في الجبهات والحدود والثكنات. ..وهم أبناء الجروح والصروح العالية وليست المالية ...
إنه الشعب الذي يمضي مشيا بأقدام من إستقرار على أرض طهور طعمها كرامة ولونها دحنون صبر ايوب ...
جنود وبواسل ... وكلنا فقراء إلى الله ... والذين يتهمون شبابنا بسبغة الانتقام من الوطن لانهم فقراء يعدون لقمة الخبز بالملح والزيت من زيتون البركة ويحرقون الكروم ...
هؤلاء الرماة بالتهم ... عليهم الرجاء بالتوقف عن جرم التبرير والإسقاط الإرهابي وإلا فسيظهر فعلا من يقف في وجوههم من الابرياء الغاضبين ....
لأنه حتى هذه اللحظة لم يتم التأكد من انهمار المحرومين نحو الانتقام ... وإنما يتضح كل يوم بأن الإجرام الإرهابي تخلق عناصره قوى ثرية وتموله لمجرمين أغنياء يتاجرون بالدم ... لتتعاظم فاحشة الثراء والشيطان ... كي ينخر في شعوب يفقرها أغنياؤها وتبقى تحفظ قيمة الأرض والعرض بشعبها ...
اهلها يفرحون بالمطر والرياح الهبوب ونسمات الله على ارض ندية اسمها الاردن .وسياج الوطن من الذين ذكرتهم يستزيدون من ابتسامته وصبره على ناهبيه .... نعرف أن المواقع والمناصب يستزيدون منها ويطمعون باكثر لاولادهم واولاد اولادهم ..
ولكن الله بتمديده لأعمارهم وطوابيرهم ...يبارك الوطن ينظر إليهم ... وهم لا يدركون أنه يتأملهم واحداً واحداً ، لحية لحية وشارباً شارباً ولاهفاً لاهفاً ، ولا يظهر في نفوسهم أنهم يدركون ، فالوطن لا يظهر إلا في نفوس المؤمنين بالله والحاملين في قلوبهم إيماناً بالضبط مثل إيمان العجائز !!
ولا يخشى الوطن من اهله الصابرين ... وأهله الكرماء يعرفون اسرار التكوين ... وكما يخشى الله من عباده العلماء !!
فالشعب عالم يخشى الله في مكنون تبر أرضه ويتفاءل بشمس تشرق في كل فجر ينتظر ... فهل في رجالاتنا علماء يقودون البلاد ويدركون ان الوطن لكل روح هائمة في هواه وطاعة سمائه التي تظلل أرضه مهما كانت قاحلة مجدبة ؟؟
ارجو الله ان يكون في هذه البلد رجال يحبونه وشعبه ويؤمنون به كإيمان العجائز !!!
د. عائشة الخواجا الرازم





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :