أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية عربي ودولي هل دققتم في وجه «دحدوح الحفيد»؟ أوروبا في...

هل دققتم في وجه «دحدوح الحفيد»؟ أوروبا في انتظار هيئة ملاحقة مرتكبي «محرقة غزة»

30-10-2023 03:51 PM
الشاهد - بسام البدارين

هي لحظات تراكم تراثنا في الحزن والأخلاق. الحزن على رأي نزار قباني «ميراثنا القومي»، لكن «الثأر» كذلك وله دروبه.
ما الذي قصدته كاميرا «الجزيرة»، وهي تبث لنا «لحظة الوداع» بين زميلنا المكلوم وائل الدحدوح – رحم ألله من فقدهم – وبين حفيده الذي قتلته للتو آلة الفتك الإسرائيلية الوحشية؟!
الجد بعينين زائغتين ينظر لجسد الدحدوح الرضيع والشهيد مع دمعة متجمدة، ويثير فينا – نحن جميعا معشر المشاهدين – السؤال نفسه: «لماذا؟»!
انتبهنا جيدا لتلك المفارقة: دحدوح الحفيد «نسخة بيولوجية» عن الجد، كلاهما في «المحرقة» نفسها، التي تحمل اسم «غزة». الصغير ارتقى، والجد على الطريق، لأن العدو قرر فعلا إما «قتل» الشاهد الإعلامي أو «تعذيبه بأولاده».
وصلت رسالة الاحتلال و»الجزيرة»، مثل الشعب الفلسطيني تزف لنا الشهيد تلو الشهيد، من أبهى زملائنا وأشرفهم، قبل زميلتنا شيرين أبو عاقلة، هل تذكرون طارق أيوب، شهيد بغداد؟!
يطور العدو الأمريكي – الإسرائيلي أدواته لتخفيف الضجيج، ويتبع سياسة «قتل الشهود»، نضع أيدينا على صدورنا، كلما سمعنا عبارة «تؤكد شبكة الجزيرة. إلخ».
تلك صيغة تعني فورا أن زميلا استشهد أو فقد عائلته.
في لبنان أصيبت زميلة تمثل وكالة رويترز واستشهد زميل يمثلنا جميعا.

الملكة تعادي السامية!

يهمس أحد المسؤولين في الاتحاد الدولي للصحافيين في مفارقة «رقمية» تقول: عدد الذين سقطوا من الزملاء الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين، حصرا برصاص إسرائيلي وأمريكي يساوي أو يزيد عن عدد من قتلتهم ماكينة عصابات المخدرات في كارتيل أمريكا اللاتينية.
ذلك يؤكد على ما قلناه سابقا: لا بد من التوقف عن إهانة مفردتي «دولة وكيان»، وما نشهده هجمة «كارتيل إجرامي» بدلالة أن مقابلة «إنسانية» معتدلة سجلتها الملكة رانيا العبد الله لمحطة «سي أن أن» لم تسلم من «أتباع الكارتيل»، وهم يتهمون الأردن بمعاداة السامية.
لماذا تصمت إدارة محطات، مثل «بي بي سي» و»سي أن أن» على «أوغاد التصنيف»، الذين يسارعون لتهمة معلبة اسمها «معاداة السامية»؟!
القصة هي «إدانة الضحية وتفهم كذب الجلاد».
الملكة الأردنية قالت إنها تتحدث بصفة «أم»، والمذيعة كريستيان أمانبور بخبرتها لم ترفع لا صوتها ولا غيره في وجه من يحاولون اتهام «ضيفتها».
في الأثناء يصيح بييرس مورغان، المذيع البريطاني الشهير في حلقة سجلها مع فتاة تعتمر الكوفية الفلسطينية: ما بالكم أيها العرب – لاحظوا العرب – لا تريدون إدانة عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول الإرهابية؟!
ترد عليه الفتاة الفلسطينية، بكل هدوء: عزيزي أطالبك أولا بإدانة الهجمة الإسرائيلية على المدنيين، ثم سأشاركك في إدانة هجوم 7 أكتوبر؟ ومورغان إن فعل سيشحذ الملح!
والمفيد الآن هو فقط توثيق كل الانتهاكات، ووضع قوائم سوداء باسم «إنكار محرقة غزة»، حتى يبدأ أحفادنا بملاحقة كل من يتلاعب بحقائق المذبحة.

أوروبا الحضارية وغزة «المتوحشة»!

لعل ذلك يخفف غلواء الموقف الرسمي الألماني، ويساند إجابة على سؤال طرحه مواطن أردني بسيط عبر كاميرا الميدان في فضائية «المملكة» للغرب: الدول الغربية بدلا من إحضار بوارجها البحرية وضخ المليارات للكارتيل الإسرائيلي. لماذا لا تسحب مواطنيها ورعاياها في الكيان وتعيدهم بأمان، حيث «الحضارة»، بعيدا عن «الأرض الهمجية»؟!
اقتراح مقبول»: الولايات المتحدة والرباعي الأوروبي «الصليبي» برأي أحمد عبيدات، يمكنه توفير النفقات والأرواح بتخصيص مكان آمن لرعاياه «المحتلين» في لوس أنجليس وباريس وإيرلندا وهامبورغ وسحبهم بالسفن والحاملات وترك قطاع غزة للسكان الأصليين من الهمجيين.
فعل ذلك في فيلم بثته «نتفليكس» مؤخرا، تاجر بريطاني، بعدما قرر مغادرة سور الصين العظيم، مع مجموعته وترك المكان لأهله الذين «يتناولون مكونات غامضة على الإفطار»، كما جاء في نص الفيلم.
إزاء كل الغفلة المصطنعة في الإعلام الغربي، وأسئلته «المتغابية» نترحم على روح عدنان أبو عودة، وهو يقول: «أي غفران يرتجى بعد كل هذا العهر المهني»؟!
واليوم يتربع رئيس أمريكا على عرش «التضليل»، والروايات الكاذبة، ويتحول إلى أب روحي للكارتيل، وبصراحة لو كنت أمريكيا لخجلت من رئيسي، وهو يردد أمام الكاميرات العبارة التالية «لا نستطيع الاعتماد على الأرقام الفلسطينية لضحايا غزة».
لا يوجد أبشع من كلمات من هذا الصنف، وأردأ من مثل هذا الادعاء، وليتفضل بايدن، ويرسل تحت القصف مستشاريه لكي يدققوا في العدد أو يحسبوا الضحايا أثناء إطلاق قذائفه المحرمة على البشر والحجر.
محطة «المنار»، على الأقل، ردت على «فرية الرئيس» على لسان ما تبقى من طاقم وزارة الصحة في القطاع بوثيقة تحدد اسم الطفل وأين استشهد، وكيف ومتى وأين.
حسنا، تلك «حربهم» وهذه «قوائمنا». واجب كل فلسطيني الآن إلى أن تنتهي الدنيا، حفظ أسماء الشهداء وإطلاقها على الحدائق والأبناء والمنشآت، ويمكن إنشاء هيئة تتولى الملف، لأن من تبقى من أطفالنا في غزة يوما سيطاردون كل من له يد في المحرقة الفلسطينية، تماما كما فعل اليهود مع النازيين. انتظرينا مجددا يا ألمانيا.

٭ مدير مكتب «القدس العربي» في عمان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :