أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية عربي ودولي الجرائم بحق الفلسطينيين .. بأيدي المستوطنين...

الجرائم بحق الفلسطينيين .. بأيدي المستوطنين ومسؤولية حكومة نتنياهو

26-06-2023 08:52 PM
الشاهد - الناصرة- “القدس العربي”:

فيما صدرت استنكارات من إسرائيل تندّد بجرائم المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، يشهد الواقع أفعالاً مناقضة للأقوال تتمثل بالمزيد من الاستيطان والتهويد والسلب والنهب. بل أكثر من ذلك؛ فإن المستوطنين المسلحين ضاعفوا من جرائمهم كمّاً وخطورة، منذ مطلع العام الجاري، وهم يستمدّون الدعم المباشر العملي والمعنوي من قبل بعض وزراء في الحكومة ذاتها، التي أعرب رئيسها بنيامين نتنياهو، أمس، عن رفضها لاعتداءات المستوطنين، ولتصريحات بعض وزرائها ممن يدعونهم للسيطرة على الجبال والتلال لتسمين الاستيطان. وهذا ما تؤكده أيضاً بعض الأوساط الإسرائيلية كصحيفة “هآرتس” العبرية، التي تؤكد، اليوم في افتتاحيتها، أن “مثيري الشغب في الضفة الغربية يعرفون أن لديهم تأييداً في اليمين المتطرف، ويحظون بغض الطرف من جهة نتنياهو”.

مسؤول أمني إسرائيلي: فيما كان الحديث في الماضي يدور عن عشرات من الزعران، هناك اليوم أجواء من استباحة الدم الفلسطيني.

وتحت عنوان “سيد الإرهاب اليهودي”، تؤكد “هآرتس” أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هو المسؤول الأول عمّا يجري في الضفة، بما في ذلك أعمال الإرهاب اليهودي، وتشدد على أن تحت قيادته تمت وتتم استباحة الدم الفلسطيني.

وضمن كشفها ازدواجية وكذب حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو، تقول “هآرتس” إنها بادرت للمصادقة على 1000 وحدة استيطانية جديدة داخل مستوطنة عيلي، حيث وقعت عملية فلسطينية قبل أسبوع، ومن المتوقع أن تصادق، اليوم الإثنين، لجنة التخطيط العليا التابعة لما يعرف بـ “الإدارة المدنية” على 4500 شقة سكنية في المستوطنات، طبقاً لقرار حكومي سابق.

الوزراء حلفاء للمستوطنين المجرمين
وتشير الصحيفة العبرية إلى كون المستوطن الغيبي العنصري باتسلئيل سموتريتش وزيراً للأبرتهايد، والحاكم الفعلي في الضفة الغربية، وتؤكد أن اعتداءات المستوطنين تتم بدعمه وبإلهام منه، وهو لا يخفي ذلك، كما تجلّى في دعوته لإحراق قرية حوارة الفلسطينية، قبل نحو الشهرين. وهذا ما يؤكده أيضاً المعلق السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصحفي نحوم برنياع، اليوم، حيث يقول إنه في الطابق الخامس عشر في بناية وزارة الأمن في تل أبيب، طابق واحد فوق مكتب وزير الأمن يوآف غالانت، أقيم مكتب ثان للأمن، وبشكل أدق حكومة ثانية، حكومة المستوطنين باتسلئيل سموتريتش. وعن ذلك يضيف: “بشكل رسمي الجيش الإسرائيلي هو صاحب السيادة في الضفة الغربية، ولكن عمليًا السيادة انتقلت الى الطابق الخامس عشر، إلى سموتريتش”.

كذلك يؤكد زميل برانيع، المحلل الصحفي في “يديعوت أحرونوت” اليشاع بن كيمون، الذي يتوقف عند العلاقة المباشرة بين زعران “شبيبة التلال” مع مقرّبين من وزراء في حكومة الاحتلال. ويوضح أن “الجرائم القومية” داخل الضفة الغربية، منذ عملية عيلي، تنزع النوم من عيون قادة المؤسسة الأمنية: «اتساع حجم الظاهرة، اعتداءات دموية متتالية ضد الفلسطينيين، قرية تلو القرية تشتعل فيها نيران المستوطنين. يحافظ “شبيبة التلال” على علاقة مباشرة مع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ومع وزير المالية وزير الأمن الإضافي باتسلئيل سموتريتش، وهما يقفان لجانب المستوطنين المعتدين الذين اعتقلتهم المخابرات الإسرائيلية، ويدعوان للتحقيق بمحاولة اعتقال محرقي البيوت الفلسطينية”.

الفوضى العارمة الحقيقة
ويحذر المحلل الصحفي في “يديعوت أحرونوت” اليشاع بن كيمون من أن واقع الحال داخل الضفة الغربية المحتلة يقترب رويداً رويداً من حالة الفوضى الحقيقية، وتتصاعد وتيرة الأحداث العنيفة من قبل إسرائيليين وفلسطينيين على حد سواء، وهذا يقلق جداً رؤساء المؤسسة الأمنية. ويقول إنه منذ عملية عيلي شارك عشرات من المستوطنين في جرائم داخل القرى الفلسطينية، بما يشمل حرق بيوت ومراكب ورصاص حي، والظاهرة تتسع. وينقل عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إنه فيما كان الحديث في الماضي يدور عن عشرات من الزعران، هناك اليوم أجواء من استباحة الدم الفلسطيني”.

كشف نتنياهو علانية عن رؤيته السياسية حيال الصراع، فقال إنه على إسرائيل سدّ الطريق أمام طموحِ الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة.

ويقول أيضاً، في محاولة للموازنة بين المحتلين وبين من يقبعون تحت الاحتلال، إن الاعتداءات على الفلسطينيين تتم بالتزامن مع عمليات إلقاء حجارة وأعمال شغب قاسية ينفذها فلسطينيون في بعض مناطق الضفة الغربية. ويشير لنقطة جوهرية أخرى، برأيه، وهي الرابطة المباشرة بين الشباب اليهود المستوطنين، شبيبة التلال، ومندوبيهم، وبين أعضاء كنيست ووزراء. ويتابع: “هناك علاقة شبه مباشرة بين مستشاري الوزيرين بن غفير وسموتريتش وبين أعضاء كنيست أيضاً وبين شبيبة التلال. عدد غير قليل من هؤلاء المستوطنين يعرفون جيداً مقرّبي الوزير بن غفير، الذي زار، قبل أيام، مستوطنة أفيتار، ودعا المستوطنين للسيطرة على رؤوس الجبال والتلال وتسمين الاستيطان. هناك من يقول إن هؤلاء المقربين تحولوا لعناوين لشبيبة التلال في كل موضوع، وعلى سبيل المثال وصلت أمس عضو الكنيست ليمور سون هار ميلخ للمحكمة خلال التداول في تمديد اعتقال مستوطنين اعتقلتهم المخابرات الإسرائيلية بشبهة المشاركة في ارتكاب جرائم ضد المستوطنين. كما يشير لانتقادات قادة المستوطنين للاعتقال الإداري، لأنه يستخدم فقط ضد مشتبه بهم بالقيام بعمليات قومجية يهودية”. ويضيف المحلل الإسرائيلي في فضح جرائم المستوطنين: “من الجدير ذكره أن وزراء وأعضاء كنيست يتلقون شهادات وتقارير مباشرة من المشتبه بهم بالتورط في هذه الأحداث”.

ويشير اليشاع بن كيمون لمثال آخر على تورط سياسيين إسرائيليين في جرائم المستوطنين بإشارته لمجموعة يمين صهيوني متطرف تتشارك “غرفة واحدة” في تطبيق وواتس أب، جاء فيها، يوم السبت الماضي، أن الجيش يحاصر مستوطنة “عطيرت” علماً أن الجيش ينفي ذلك تماماً.

ويضيف: “ما حصل أن الجنود أجروا عمليات تفتيش بحثاً عن جناة شاركوا في الاعتداءات على أهالي قرية أم صفا، قبل ساعات من اليوم ذاته، ولم يكن أي حصار على المستوطنة. ومع ذلك سارع الوزير بن غفير لإصدار بيان جاء فيه أنه أصدر تعليماته للشرطة بالتحقيق بـ “أحداث الليلة في مستوطنة عطيرت”. منوهاً لإصدار الوزير سموتريتش أيضاً بياناً مشابهاً، وإلى أن هذه الأجواء السائدة اليوم في أوساط المستوطنين، ولدى بعض الوزراء، دفعت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإصدار بيان استثنائي ضمنه انتقادات لبن غفير، قال فيه إن بعض التصريحات الرسمية تمس بمصالح عليا لإسرائيل”، وهذه إشارة لدعوة بن غفير المستوطنين للسيطرة على التلال. نتنياهو الذي لم يتطرق لجرائم المستوطنين تابع، في بيانه وتصريحاته في مستهل الجلسة الأسبوعية الحكومية، أمس الأحد، أن تصريحات بن غفير تزعزع النظام في الضفة الغربية، وسأعمل ضدها، وهذه الأحداث تمسّ في مشروع الاستيطان.

بلدية لا دولة فلسطينية
وفي محاولة لصيانة علاقته بالمستوطنين وأحزابهم، كشف نتنياهو علانية عن رؤيته السياسية حيال الصراع، فقال، اليوم، إنه على إسرائيل سدّ الطريق أمام طموحِ الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة لهم واستئصاله.

وحسب الإذاعة العبرية العامة، صباح اليوم الإثنين، أعرب نتنياهو عن هذا الموقف مؤخراً خلال جلسةٍ مغلقة عقدتها لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، رداً على سؤال حول العلاقة مع السلطة الفلسطينية. وأضاف نتنياهو، في ذات الجلسة، أن إسرائيل تستعد لمرحلة ما بعد رئيسِ السلطة الفلسطينية محمود عباس. زاعماً أن إسرائيل لا ترغب في انهيار السلطة الفلسطينية، لا بل مستعدة لمساعدتها اقتصادياً وتعزيزها. وتابع: “حيثما تتمكن السلطة الفلسطينية من أداء مهامها، فهي تقوم بذلك بدلاً عنا، ولهذا فنحن معنيون ببقائها. ويكشف موقع “واينت” أن 85 جريمة اعتداء نفذها المستوطنون ضد القرى الفلسطينية، منذ بدء العام الجاري، منوهاً إلى أن ذلك يثقل على المؤسسة الأمنية المنشغلة في مكافحة “الإرهاب” الفلسطيني المتصاعد في أرجاء الضفة الغربية، مما يضطرها لمواجهة إرهاب يهودي في ذات الوقت.

هناك جيل فلسطيني عشريني لا تردعه التهديدات الإسرائيلية ومحاولات الاحتلال كيّ وعيه بالاعتقالات والمداهمات وإطلاق الرصاص.

جرائم تدفيع الثمن
وانضمت صحيفة “يسرائيل هيوم” للانتقادات الموجهة لهجمات المستوطنين، التي تضاعف عددها في ظل حكومة نتنياهو السادسة، من منطلق أنها تهدد إسرائيل من عدة جهات، فيما الوزراء صامتون. وتقول هذه الصحيفة المحسوبة على اليمين الصهيوني إنه، في الشهور الستة الأخيرة، وقع ذات عدد أحداث “تدفيع الثمن” كما في الفترة المقابلة طيلة عام 2022 بكامله. وتتابع: “منذ مجزرة الخليل، عام 1994، عرف الإرهاب اليهودي ارتفاعات وانخفاضات، ولكن لم يكن التحذير ومقدار الخطر واضحاً كما هو عليه اليوم، والصورة واضحة للعيان ليس بسبب تحذيرات قادة الأجهزة الأمنية، التي تم نشرها بالأمس فقط من قبل رئيس الأركان، ورئيس الشاباك ومفوض الشرطة، الذين يحاولون التعاون في مكافحة هذه الظاهرة، ولكن بشكل أساسي من البيانات التي تشير إلى أن ما كان في السابق تصرفات فردية وقليلة بين قلّة من المتطرفين أصبح الآن حدثًا جماهيريًا واسعاً لدى المستوطنين”.

وتدلل كل الجرائم الحالية، في ظل إدانات لفظية دولية فارغة، على أن الأراضي الفلسطينية تتجه للتصعيد والانفجار، والمزيد من التعقيد مستقبلاً نحو واقع نازف ثنائي القومي، على غرار ما شهدته منطقة البلقان في شرق أوروبا، قبل عقود، خاصة أن الفلسطينيين سيردّون بانتفاضة جديدة، كما تدلل تجاربهم، فالضغط لطالما ولّد الانفجار، في ظل انعدام أفق سياسي واقتصادي، واستمرار السلب والنهب والتهويد والحواجز ومصادرة الحريات الأساسية، في حين هناك جيل فلسطيني عشريني لا تردعه التهديدات الإسرائيلية ومحاولات الاحتلال كيّ وعيه بالاعتقالات والمداهمات وإطلاق الرصاص ضمن حملة كاسر الأمواج المستمرة، منذ ربيع 2022.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :