ما تزال ذاكرة الطالب الذي حصل على الدكتوراه حازم الناصر تحتفظ بتلك الصورة التي لا تنسى لمعاول المواطنين الألمان وسواعدهم القوية وهي تقوم بهدم جدار برلين عام ۱۹۸۹، بعد أن جسد هذا الجدار لفترة تقرب من أربعين عاماً صورة الظلم والقهر ونتائج الهزيمة.
الطالب الأردني حازم كمال صالح الناصر الذي اختار جامعة ميونيخ التكنولوجية مطلع الثمانينيات من القرن الماضي مكانا للدراسة، دخلها وهي تسمى ألمانيا الغربية وغادرها بعد إعلان الوحدة بين شطريها اللذين انفصلا قسراً بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، ومن المؤكد أن حازم الناصر قد قرأ في عيون أبناء مدينة ميونيخ الكثير من الأسئلة، التي قد تكون تسببت بها شرقيته، وهي المدينة التي شهدت قريتها الأولمبية حدثاً غير عادي اقترن باسم فلسطين في أيلول ۱۹۷۲ .
حازم الناصر المولود في مدينة الفحيص عام ١٩٦٣ حصل على شهادة الدكتوراه في مصادر المياه من ألمانيا، ليبدأ وظيفته الرسمية في الأردن مدبراً لمشروع جر مياه الديسي إلى عمان عام 1991، ويتدرج في سلم الوظيفة الرسمية ليصبح أميناً عاماً للوزارة قبل أن يختاره المهندس علي أبو الراغب وزيراً للمياه والري في التعديل الأول على حكومته الأولى، ويستمر في المنصب ذاته في حكومة أبو الراغب الثانية وليختاره كذلك الرئيس فيصل الفايز وزيرا للمياه والري ووزيرا للزراعة في حكومته، ليظل محتفظا بحقيبة المياه بعد التعديل الأول على الحكومة.
يعرف الدكتور حازم الناصر أن الأردن واحد من أكثر دول العالم فقراً في مصادر المياه، ويعرف أن توفير شربة الماء لما يقرب من ستة ملايين مواطن تمثل تحديا كبيراً، خاصة في مواجهة التلوث الذي أطاح بوزير قبله ووزير بعده. ويعرف كذلك أن حصة الأردن من المياه التي حددتها اتفاقية وادي عربة هي حصة غير مأمونة الجانب، صحياً وسياسياً، وان تقلبات الوضع السياسي مع دمشق تنعكس سلباً على التعاون المائي الذي يمثل سد الوحدة احد ركائزه.
وربما يكون الدكتور حازم الناصر أحد أكثر العارفين بأسرار مشروع جر مياه الديسي الذي يتم الحديث عنه منذ سنوات بسبب قيادته لإدارة المشروع وقيادته للوزارة، رغم أن هذا المشروع لم ير النور لأسباب ما تزال مبهمة .
أثناء إقامته في ألمانيا عمل حازم الناصر محاضرا غير متفرغ في جامعتي بورتسبورغ وميونيخ، ونتيجة الاستحقاقات السياسية لاتفاقية وادي عربة مع إسرائيل فقد شارك الدكتور الناصر في عضوية مجموعة المياه في المفاوضات متعددة الأطراف منسقًا لمشاريع المياه، كما أصبح مديرًا لبنك معلومات المياه في الوزارة، وبحكم منصبه الوزاري صار رئيسًا لمجالس إدارات عدد من المؤسسات من ضمنها مؤسسة الإقراض الزراعي وغيرها.
في خريف ۲۰۰۷ رشح أبو كمال نفسه للانتخابات البرلمانية، عن المقعد المسيحي في محافظة البلقاء وساعدته قاعدته الانتخابية في حجز مقعده تحت القبة، ليشارك هذه المرة في السلطة التشريعية من بوابة البرلمان بعد أن شارك سابقا في السلطة التنفيذية ,ويتعرف من داخل البيت على حجم التداخل والتقاطع في عمل السلطتين، ليصبح عضواً في كتلة الإخاء البرلمانية .
التخصص العلمي والاهتمام الشخصي للدكتور حازم الناصر دفع به لأن يكون عضواً في أكثر من ثمانين نقابة ومؤسسة ومنظمة، داخل الأردن وخارجه، ويجد أبو كمال من وقته ما يساعده على المشاركة في نشاطات بعض هذه المنظمات، وسبق أن قدم عدداً من أوراق العمل والبحث في ملتقياتها.
يستطيع الوزير السابق والنائب الدكتور حازم الناصر التحدث باللغات العربية والانجليزية والألمانية، وهو يحمل وسام الاستقلال من الدرجة الثانية ووسام الكوكب .
واحد من عيال الحصان حيث يعرف شوارع الفحيص وبيوتاتها جيداً ، وربما كان يسرق بعض وقته لمشاركة أبناء مدينته الاحتفال بمهرجانهم المتميز رغم ما تخلفه مصانع الاسمنت في أجواء المدينة من سمات الغضب، ومثلما يعرف الطريق جيدا إلى عمان، فإنه يعرف تفاصيل طريق السلط وجوارها أيضاً.
حازم الناصر من القلائل الذين امتلكوا الخبرة العملية والتخصص العلمي، في قضية ما تزال مثيرة للجدل في راهن الأردن ومستقبله، وهي قضية المياه، لذلك فإن رأي الرجل ومقترحاته ستكون مستندة إلى ما يعتقد انه قادر على الحل ومن المؤكد أن عضويته في لجنة المياه والزراعة في مجلس النواب ستضيف للجنة خبرة ومعلومات من ارض الميدان .
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الأمم المتحدة: المساعدات "محجوبة" عن غزة مع إغلاق المعبرين الرئيسيين
الأمم المتحدة: المساعدات "محجوبة" عن غزة مع إغلاق المعبرين الرئيسيين
الرد على تعليق 