أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة هل وضعت تركيا نفسها في ورطة؟؟

هل وضعت تركيا نفسها في ورطة؟؟

09-12-2015 03:39 PM
الشاهد -

اسقاطها الطائرة الروسية فرض عليها عقوبات اقتصادية وعسكرية
مؤتمر يعقد للمعارضة المعتدلة بالرياض لبحث مكونات المرحلة الانتقالية في سورية
الشاهد_ عبدالله محمد القاق
في الوقت الذي تتسارع الاحداث بين روسيا وتركيا على خلفية اسقاط تركيا طائرة سوخوي طراز 24 واصدار الرئيس بالروسي بوتن سلسلة قرات اقتصاية ضد الحكومة التركية سارعت دول الحلف الناتو الثمانية والعشرين بالاضافة الى اميركا بالوقوف الى جانب الحكومة التركية من اجل التضامن معها ضد اي اعتداء يوجه اليها من روسيا . هنا بذلت السعودية جهدا كبيرا لدعوة العديد من الشخصيات السياسية وممثلي الفصائل المسلحة إلى مؤتمر المعارضة السورية في الرياض وموعده الأولي بين 8 و10 الشهر الجاري لـ «الخروج بوثيقة توافقية بين فصائل المعارضة المعتدلة حول مكوّنات المرحلة الانتقالية»، وسط تمسك وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعقد المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» في نيويورك في 18 الشهر الجاري لإصدار قرار دولي بمخرجات الاجتماع وخطة لوقف النار مقابل رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ذلك، واقتراح عقد اجتماع في باريس أو روما. وتسارعت في الساعات الأخيرة الاتصالات المكثّفة بين دول كبرى وإقليمية وشخصيات سورية لضمان نجاح مؤتمر الرياض المتوقع أن ينعقد لثلاثة أيام، بالتزامن مع بدء وصول الدعوات الخطية للكتل السياسية والشخصيات وتأييد المملكة العربية السعودية الثابت حق الشعب السوري في تقرير مصيره وتحقيق تطلعاته بالحرية والكرامة والشعور بما يمر به الشعب السوري من معاناة إنسانية وحرص السعودية على توحيد المعارضة المعتدلة، بهدف الخروج بوثيقة توافقية حول «مكوّنات المرحلة الانتقالية بناء على ما تقتضيه مصلحة الشعب السوري وفي إطار بيان جنيف»، علماً أن هذا البيان للعام 2012 نصّ على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة. وشملت القائمة الأولية دعوة 65 شخصاً، بينهم 20 يمثّلون «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وسبعة من «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي»، وأن يقتصر على دعوة هذين التنظيمين بصفة تنظيمية، إضافة إلى 20 شخصية مستقلة و13- 15 ممثلاً من فصائل المعارضة بينها «جبهة الجنوب» في «الجيش الحر» وفصائل الشمال و «جيش الإسلام» و «حركة أحرار الشام الإسلامية»، وخمس شخصيات دينية ومرجعية أخرى. أما بالنسبة إلى «إعلان القاهرة»، فإن المعلومات الأولية تشير الى دعوة جمال سليمان وخالد المحاميد اللذين كانا ضمن وفد ضمهما مع هيثم مناع وجهاد المقدسي في الاتصالات التي جرت مع مسؤولين غربيين وعرب على هامش المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية لدعم سورية» منتصف الشهر الماضي. وسعى قياديون إلى دعوة «إعلان القاهرة» بصفته التنظيمية، فيما قال آخرون: «المهم أن يكون صوت التيار موجوداً وبإمكانهم أن يتحدثوا باسم إعلان القاهرة». وبدأ كل تكتل وشخصية الإعداد لمؤتمر الرياض عبر تجهيز وثائق أرضية للنقاش، بينها واحدة تتعلق بـ «مبادئ الحل السياسي» يحملها «الائتلاف» و «وثيقة آليات التفاوض» تحملها «هيئة التنسيق»، إضافة إلى «خريطة طريق للحل السياسي» ووثائق أقرت في القاهرة وبروكسيل وباريس، بحيث تشكل أرضية للنقاش للوصول الى رؤية ووفد تفاوضي ترفع إلى المؤتمر الوزاري لـ «المجموعة الدولية» الذي لا يزال موعده غير محسوم. كما سيناقش المؤتمر الوزاري، الذي سيعقد قبل أعياد الميلاد، نتائج جهود الأردن لتصنيف الفصائل الإرهابية، علما أن عمّان قررت الوصول إلى «القائمة السوداء» عبر استشارات ديبلوماسية وليس عبر عقد مؤتمر ودعوة مسؤولين أمنيين إلى عمان لإضافة تنظيمات غير «داعش» و «النصرة» إلى «قائمة تنظيمات الإرهاب». ويسعى كيري الى عقد المؤتمر الوزاري في نيويورك في 18 الجاري بالتزامن مع ترؤس أميركا دورة مجلس الأمن، بحيث تخرج مخرجات هذا الاجتماع بقرار دولي، قد يضم «قائمة الإرهاب» وخطة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لجمع وفدي النظام والمعارضة في مفاوضات لتشكيل «حكم تمثيلي وغير طائفي» في موعد قد يكون في منتصف كانون الثاني (يناير) المقبل، إضافة إلى خطة لوقف شامل للنار يعمل خبراء الأمم المتحدة لصوغها ومواجهة «التحدي الكبير: وقف النار بين قوات النظام والمعارضة ثم فتح النار بينها سوية ضد داعش»، وفق مسؤول غربي. وأضاف أن لافروف يسعى من جهته إلى طرح مشروع قرار دولي لممارسة مزيد من الضغوط على «داعش وخنقه». ولعل إسقاط الطائرة الحربية الروسية من طرف تركيا، هو تطور خطير في مجريات الصراع على سورية ينذر برد فعل شديد قد يشعل مواجهات مباشرة بين القوات الروسية والقوات التركية مدعومة بحلفائها في الناتو. ويبدو أن الرئيس فلاديمير بوتين أحس بأن هذا الحادث هو تحد لما يقوم به من عمل حربي في سورية واستفزاز تقف وراءه الولايات المتحدة الأميركية وبعض القوى الغربية، لذلك توعد بعواقب وخيمة له، سيكون المتضرر الأول منها الشعب السوري. وهنا نستحضر صورة الوضع المزري الذي آلت إليه الشيشان، وهي إحدى جمهوريات روسيا الاتحادية، وما ارتكبه بوتين في إقليم القرم وفي المنطقة الشرقية من جمهورية أوكرانيا من جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، مما يؤكد أن الإرهاب الذي تمارسه الدولة الروسية في هذه المرحلة في الداخل والخارج، هو إرث متوارث من العهد السوفياتي البائد الذي دمر شعوب آسيا الوسطى، وقتل الملايين من أبناء تلك المناطق، وتم خلال تلك المرحلة الوحشية تهجير الملايين من أبناء تلك الشعوب من مواطنها الأصلية إلى مناطق أخرى نائية. وإذا كانت الأقوال تتضارب حتى الآن، والادعاءات من الجانبين الروسي والتركي، تتناقض، والصورة الحقيقية لما وقع لم تظهر بعدكما يقول الدكتور عبد العزيز التويجري ، فإن الأمر الذي لا شك فيه هو أن دولة عضواً في الحلف الأطلسي أسقطت طائرة حربية روسية، بدعوى اختراقها المجال الجوي التركي، وهذا من حقها إذا ثبتت الحجة التي يبدو أن أنقرة عرضتها أمام الاجتماع العاجل الذي عقده حلف الناتو بدعوة منها. ولكن هذا جانب واحد من الأزمة، أما الجوانب الأخرى، فهي أن روسيا وجدت نفسها في مأزق حقيقي ستسعى للخروج منه ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً. فما دام من المستحيل جداً أن تنتقم روسيا بالهجوم على تركيا، لأسباب متداخلة ولموانع كثيرة، فإن روسيا ستعمد إلى الاضرار بالاقتصاد التركي الذي يعتمد في جوانب كثيرة على المبادلات مع روسيا، كما ستقوم روسيا بتحريك الخيوط التي تمسك بها مع نظام بشار الأسد، للمس بالأمن القومي التركي بأساليب شتى، منها ممارسة الإرهاب داخل التراب التركي من طرف «داعش» أو من قبل حزب العمال الكردي، أو بالتنفيذ المشترك بينهما، خصوصاً أن التفجيرات الإرهابية التي وقعت في أنقرة أياماً قليلة قبل الانتخابات البرلمانية المبكرة، اتهمت أنقرة الجهتين معاً بأنهما كانتا وراءها، هذا إلى جانب التركيز على توجيه الضربات الجوية الروسية إلى المناطق التي يوجد فيها المواطنون السوريون من طائفة التركمان التي تحظى برعاية تركية لا تخفيها أنقرة. ولذلك يتوقع أن تدمر تلك المناطق أكثر مما دمرت من قبل. وسيكون ذلك جريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي ترتكبها روسيا ونظام بشار الأسد في حق الشعب السوري... المطلوب في ظل هذا الوضع الخطير المهدد للسلم والأمن الدوليين، هو تغليب سياسة الحكمة والتعقل على سياسة التهور والغطرسة التي إذا انتهجها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد تقود إلى نشوب حرب عالمية ثالثة تحرق الأخضر واليابس.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :