أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك عبدالرؤوف الروابدة بلدوزر يرسم سياسته بالنكتة...

عبدالرؤوف الروابدة بلدوزر يرسم سياسته بالنكتة الساخرة .. بورتريه

13-04-2023 09:39 PM
الشاهد - كتب : هشام عودة
مثل كل السياسيين المحترفين لا توجد له حياة خاصة، لكن يكفي أن تقول «ابوعصام ، ليعرف الآخرون انك تتحدث عن البلدوزر الذي ظل اسمه عبد الرؤوف الروابدة.

أول رئيس وزراء في المملكة الأردنية الرابعة، وأول سياسي أردني يمنحه الملك عبد الله الثاني ثقته لتشكيل الحكومة بعد تسلمه سلطاته الدستورية، لذلك لم يكن غريبا أن يعين أبو عصام ثلاثة نواب له في الحكومة، وهي حالة غير مسبوقة في تشكيلات الدوار الرابع من قبل، وان تكون ريما خلف من بين هؤلاء الثلاثة كأول امرأة أردنية تشغل موقع نائب رئيس الوزراء.

الصيدلاني الذي تخلى طوعا عن لقب الدكتور حين قرر خوض غمار العمل السياسي منذ سنوات بعيدة يتكيء اليوم على استحقاقات لقب «دولة» ليظل احد ابرز المرجعيات التي لا يمكن تجاوزها في المشهد السياسي الأردني المعاصر .


انتماؤه المبكر لجماعة الإخوان المسلمين لم يمنعه من اتخاذ قرارات سياسية خطيرة انعكست على طبيعة العلاقة بين أجهزة الدولة والتيار الإسلامي لعل أبرزها قرار أبعاد قادة حركة حماس من الأردن عام ۱۹۹۹ ، عندما كان يمسك بملفات القرار السياسي.

أبو عصام الاربداوي الذي شغل منصب عمدة عمان حمل في تاريخه السياسي العديد من الحقائب الوزارية أبرزها التربية والتعليم، قبل أن يتسلم مفاتيح الدوار الرابع في نهاية الألفية الثانية.

بسبب تجربته الحزبية القديمة، اعتقد عبد الرؤوف الروابدة، أن وجوده على رأس حزب سياسي سيمنحه المزيد من القوة والحضور، فذهب مع ثلة من أنصاره ومريديه إلى تأسيس حزب اليقظة بعد عودة الحياة الحزبية إلى البلاد، سرعان ما اندمج في صفوف الحزب الوطني الدستوري

لكن حسابات أبي عصام لم تتفق تماما مع حسابات «رفاقه الجدد» في الحزب، فغادره سريعا لقناعته أن طموحاته الشخصية اكبر من أن يتم تأطيرها داخل مسار حزبي ضيق، ولم يعد لتكرار التجربة ثانية.

دارته تتحول إلى صالون سياسي، خاصة عند المنعطفات المهمة على الصعيدين المحلي والإقليمي وما يقوله أبو عصام يتردد صداه في الصالونات الأخرى، في وقت لا يتجاهل فيه صانعو القرار في الأردن رؤية الروابدة وقراءته للأحداث.

منذ عدة دورات حجز الرجل لنفسه مقعدا دائما في مجلس النواب مراهنا على شعبيته في الشارع الأردني، أكثر من مراهنته على ارثه السياسي واستحقاقات وظائفه العليا، لذلك ظل ابو عصام في مقعده تحت قبة البرلمان، فيما احتل زملاؤه في نادي الرؤساء مقاعدهم في مجلس الاعيان.

احد أقوى الركائز في السلطة التشريعية، وتظل عيناه مفتوحتين على اتساعهما، وهو يمارس دوره في الرقابة والتشريع، في وقت ظل فيه هاتفه وأبواب مكتبه ومنزله مفتوحة أمام زملائه لتقديم النصح والمشورة والتفسير، ولم يذهب للمنافسة على مراكز القيادة في السلطة التشريعية، مكتفيا بدوره المؤثر في المعادلة السياسية، داخل حدود مجلس الامة وخارجه.

بديهته حاضرة دائما، وربما كانت جهامة شكله الخارجي، سببا في تفجير ملامح النكتة السياسية الساخرة لديه، فصار من الطبيعي أن تتردد نكاته الساخرة في الصالونات السياسية المغلقة، وفي فضاء الشارع المفتوح، ليشكل عبد الرؤوف الروابدة ظاهرة سياسية يصعب تقليدها أو تكرارها في الحياة السياسية الأردنية المعاصرة، وحين لا يجد أبو عصام بطلا لنكاته الموجعة أحيانا، فإنه لا يتحرج في تقديم نفسه بطلا لهذه النكات.


الذين يعرفون عبد الرؤوف الروابدة يدركون جيدا أن الرجل يملك أجندة واضحة ومشروعا سياسيًا يشهره أمام الرأي العام ويعرف متى يستخدم أسلحته، ولم يذهب إلى قطع شعرة الحوار مع الرأي الأخر رغم تمترسه في الخندق الذي يعتقد انه المظلة لما يؤمن به من أفكار وما يسعى لتحقيقه من أهداف.

كتب عديدة في السياسة والصيدلة نشرها الرئيس الصيدلاني ليؤكد قدرته المهنية كما قدرته السياسية في فهم الأشياء وتقديمها لما ينفع الناس.

ویری خصوم الروابدة في الشارع السياسي أن الرجل يستعمل النكتة الساخرة ضمن منظومة الاسلحة التي يحارب بها في الاتجاهات كلها وان خفة دمه الظاهرة لم تتناقض مع تسميته بالبلدوزر حين تكون الرياح في غير ما تشتهيه سفن هذا السياسي العتيق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :