أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة زعماء العالم يطالبون تركيا وروسيا بتوخي...

زعماء العالم يطالبون تركيا وروسيا بتوخي الحذر وضبط النفس في المرحلة الحالية

02-12-2015 11:31 AM
الشاهد -


استبعاد الخيار العسكري الروسي ضد تركيا والاكتفاء بالعقوبات الاقتصادية ومقاطعة السياحة
هل تعتمد تركيا على حلف الناتو لمواجهة الروس في درء عقوبات تواجه تركيا بالغاز وغيرها !؟
الشاهد : عبدالله محمد القاق
تمر العلاقات الروسية – التركية بمنعطف خطير جراء اسقاط المقاتلات التركية مقاتلة روسيا قامت بمهاجمة مواقع لداعش في الاراضي السورية نجم عن ذلك مقتل طيار روسي ونجاة اخر. وقد وصفت الدوائر الدبلوماسية الوضع بين روسيا وتركيا بأنه خطير وطالب زعماء العرب والاجانب الى توخي الحذر وضبط النفس ازاء الحادث المؤسف. لقد استولت روسيا في شهر آذار (مارس) عام 2014 على شبه جزيرة القرم في أوكرانيا، وأعلنت عن مواصلة تطوير أسطولها في البحر الأسود، وجاء توسع روسيا هذا، بعد فترة من الاستقرار في حوض البحر الأسود ليغير الكثير من التوازنات، ولعل أبرزها متعلق بمستقبل العلاقات التركية الروسية. اعتبر البعض أن التقدم الروسي نحو القرم الخطوة الأخيرة أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنقاذ حكمه الهش، ولكن لدى الأتراك وجهة نظر أخرى، فقد اعتبر بعضهم أن غزو روسيا شبه جزيرة القرم يسير على نمط يعود إلى 340 عاماً، فقد كان فقدان الإمبراطورية العثمانية القرم وانضمامها للإمبراطورية الروسية في عام 1783 بمثابة نقطة تحول في تاريخ الحضارتين، بالنسبة للعثمانيين، كانت الخسارة الأولى الدائمة لأراض تقطنها غالبية مسلمة لتصبح تحت سيادة مسيحية، وبالنسبة للروس كانت بداية تحول بلادهم إلى قوة عالمية، وعبر البحر الأسود، تمكنت روسيا من الإبحار نحو الغرب. تحرص موسكو وأنقرة على تنمية علاقاتهما حفاظاً على مصالحهما المتبادلة، وشهدت العلاقات حالات من الفتور في مراحل مختلفة، ويرتبط ذلك بعوامل عديدة: توجهات القيادة السياسية في الدولتين، وحجم الارتباطات الدولية والإقليمية لكل طرف، وطبيعة القضايا والمشكلات الخلافية بينهما. وحددت طبيعة الموقع الجغرافي لتركيا عبر التاريخ شكل علاقاتها مع دول الجوار، ولا يمكن إنكار ميراث تاريخي من الخلافات بين البلدين، لعل أبرزها: الخلافات حول المرور في مضيق البوسفور، والتّنافس على نقل بترول آسيا الوسطى وبحر قزوين، والموقف من قضية النزاع حول منطقة ناغورني كاراباخ، بين أذربيجان وأرمينيا، والقضية القبرصية، والدعم الروسي لليونان، ومشكلة الشيشان والموقف التركي منها. ويصح القول إن الجانب الاقتصادي يمثل حجر الزاوية في مسار التقارب التركي الروسي، إذ تعتبر تركيا سابع أكبر شريك تجاري لروسيا، وتسبق معظم أعضاء مجموعة «بريكس» لأكبر الأسواق النامية في العالم، كما أنها الوجهة الأولى للسياح الروس، وثاني أكبر أسواق التصدير بعد ألمانيا بالنسبة لشركة غاز بروم الروسية العملاقة، في حين تشغل روسيا المركز الثاني بين الشركاء التجاريين الرئيسيين لتركيا، وتجاوز حجم التبادل التجاري بين تركيا وروسيا 32 بليون دولار أميركي، ويعتزم البلدان رفع ذلك التبادل ليصل إلى 100 بليون دولار، وفق وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي، وتبلغ الاستثمارات التركية في روسيا نحو 1.5 بليون دولار، بينما يتراوح حجم الاستثمارات الروسية في تركيا بين 200 مليون و300 مليون دولار. مما لا شك فيه أن نشر القوات الروسية في سورية مؤخراً كما جاء في جريدة الحياة اللندنية لا يهدف فقط إلى إعادة رسم مسار الأحداث هناك فقط، وانما موقع روسيا على الساحة الدولية، فقد عانت موسكو من العزلة، بسبب العقوبات التي لجمتها نتيجة لقرار ضم شبه جزيرة القرم، والدعم الذي تقدمه للانفصاليين في شرق أوكرانيا، ولعل الانضمام لتحالف دولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية هو الطريقة الأنجح لكسر العزلة الدولية بسبب أزمة أوكرانيا، وذكرت صحيفة «أوبزيرفر» أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يحاول لعب دور عالمي على الساحة الدولية، في وقت دخلت فيه قواته إلى سورية، وأنه من خلال مضاعفة دعم بوتين للنظام السوري المحاصر، فقد أرسل رسالة بأنه لن يكون هناك حل للأزمة السورية من دون موسكو. التوسع الروسي في عهد الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين دفع تركيا لأن تصبح عضواً قوياً في حلف الناتو، ومن المحتمل أيضاً أن يؤدي غزو القرم، وتواجد روسي مكثف في شواطئ المتوسط السورية، إلى دفع تركيا، التي اتجهت بعيداً عن الغرب في عهد رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان، لتذكر الأسباب التي أدت إلى انضمام البلاد إلى ذلك التحالف في المقام الأول. وببساطة لم تتمكن الإمبراطورية العثمانية ولا الدولة التركية الحديثة من ردع التوسع الروسي أو مقاومته بمفردها. ومن الواضح أن الحرب فى سوريا والعراق بدأـت تأخذ شكلا ومنحنى خطيرا للغاية وخصوصا بعد إسقاط تركيا الطائرة العسكرية الروسية و اشتعال الاتهامات المتبادلة بين تركيا وروسيا حول اختراق أو عدم إختراق الطائرة الروسيه للمجال الجوى التركى وكذلك اعتراف تركيا بإسقاط الطائرة و الاسراع فى الاحتماء بحلف الناتو خوفا من بطش الدب الروسى وخصوصا انه لا يمكن لأحد أن يتوقع ماذا سيكون رد فعله على ما فعلته تركيا و فى أى وقت سوف يرد على هذا الفعل المتعجل من تركيا. ويمكن القول ان من اسباب تصاعد الأزمة الحالية بين الروس والاتراك هي قضية التدخل الروسي في سوريا والمصالح المتضاربة بين الروس والاتراك بين بقاء نظام بشار الاسد ورحيله، فضلاً على تعصب القيادة التركية المتمثلة بـ اوردوغان، والخلاف بين الرئيسين بوتين واوردوغان، التي وصلت لحد السجال والقاء التهم بين الاثنين في وقت سابق. ولعل الخلاف بين الطرفين بشأن الازمة السورية، والعلاقة الأمريكية التركية، وعضوية الاخير بحلف الناتو، والعلاقة التركية الجورجية. كل تلك المشكلات باستثناء الازمة السورية هي خلافات سابقة أو خلافات لايمكن أن تؤدي إلى الصدام المباشر، وقد عفى عليها الزمن، إلا أن نقطة التحول في العلاقات التركية الروسية، تغيرت بعد التدخل الروسي في سوريا ودعمه لنظام بشار الاسد، ولعل الاخطر من ذلك، والذي كان يدور منذ تدخل روسيا في المنطقة قد حدث بإسقاط الطائرة الروسية، طائرة سيخوي من طراز "سو- 24" فوق جبل التركمان.
إذ تقول تركيا أنها اخترقت الاجواء التركية لعشرة مرات خلال 5 دقائق وتم تحذيرها بشكل متكرر ولم تستجيب الطائرة للتحذير، مما ادى إلى سقوط الطائرة وقتل الطيارين في منطقة جبل التركمان كما تشير بعض المصادر. وبالمقابل صرح الكرملين بأن الطائرة الروسية لم تخترق الاجواء التركية وكانت على بعد 4 كيلومتر أو أكثر عن الحدود المسموح بها، وهي داخل الاجواء السورية أي في المناطق التي يدور فيها قتال. وبغض النظر عن أن الطائرة اخترقت الاجواء التركية أم لم تخترقها، إلا أن من المؤكد بأن لتلك الحادثة تداعيات خطيرة على المنطقة، وتمثل تشنج كبير في العلاقات التركية الروسية المتوترة أصلاً. وقد وعد الكرملين بأن حادثة اسقاط الطائرة سابقة خطيرة، وقد تلقي بضلالها على العلاقات التركية الروسية. ووصف الرئيس الروسي بوتين الحادثة خلال زيارته العاهل الأردني، بأن حادثة اسقاط الطائرة الروسية "طعنة في الظهر من قبل قوى داعمة للإرهاب"، مؤكداً بأن روسيا لن تتسامح مع هكذا جرائم، كحادثة الهجوم على الطائرة الروسية. وهذا يشير إلى الاتهام الروسي المتكرر لتركيا بأنها هي من تساعد تنظيم داعش وتدعمه اقتصادياً، محذراً تركيا بالقول: "ستكون هناك عواقب وخيمة على العلاقات بين موسكو وأنقره". في المقابل لم يكن الموقف التركي اقل قوة من ردت الفعل الروسية، وقد جاء الرد على لسان رئيس الوزراء احمد داود أوغلو بأن "من حق تركيا الرد على انتهاك مجالها الحيوي". وقد استدعت موسكو الملحق العسكري التركي لديها بعدما اكدت السفارة الروسية في أنقرة على استدعاء وزارة الخارجية التركية الوزير المفوض لدى سفارتها "سيرغي باتوف". وقد طلبت تركيا من حلف الناتو اجراء مشاورات حول الحادث، وهذا ما يغيظ الروس أكثر؛ لأن حادثة سقوط الطائرة الروسية يعد الأول من نوعه من قبل دولة عضو في حلف الناتو منذ خمسينيات القرن الماضي، ولموقف الروس من حلف شمال الأطلسي اذ أن أحد أسباب خلاف الروس مع تركيا هو بسبب عضويتها بحلف الناتو. الدبلوماسيون يستبعدون الخيار العسكري الروسي ضد تركيا بل يواجهون المشكلة باسقاط الطائرة سوخوي 24 بفرض عقوبات اقتصادية كبيرة روسية ضد تركيا في المرحلة الراهنة وتهديد تركيا بان لا تقوم بعمل مضاد ضد الطائرات الروسية التي تحاول اقتلاع داعش من جذورها في سورية والعراق.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :