شدد وزير المياه الأسبق الدكتور حازم الناصر على أن مشكلة المياه في الأردن لا تحل بمنخفض جوي ولا بجبهة باردة ولا حتى في موسم مطري واحد.

وأكد الناصر على أهمية مشروع الناقل الوطني الذي يعد أحد أهم بدائل التزويد طويلة الأمد للتعامل مع نقص المياه، وتلبية الاحتياجات المختلفة إذا كانت لأغراض الشرب أو الصناعة في محافظات المملكة كافة، بحسب ما ذكره للمملكة.

وبين أن الناقل الوطني مشروع كبير ويحتاج إلى فترة زمنية، وإجراءات فنية ومالية كالمنح والقروض، والحاجة ماسة للغلق المائي بمشاركة من القطاع الخاص بطريقة التشغيل والبناء ونقل الملكية، ومن ثم الذهاب لتنفيذ المشروع على أرض الواقع والذي يحتاج من 4-5 سنوات لإنجازه، مبينا أن مياه الناقل الوطني ستصل إلى محافظات المملكة قبل حلول عام 2030.

وزاد: لغاية ذلك التاريخ نحتاج للقيام بمجموعة من الإجراءات، فيما يتعلق بإدارة الطلب وإدارة تزويد نحتاج إجراءات بما يخص كفاءة تزويد المياه وتقليل الفاقد ومشاريع الحصاد المائي.

وأوضح أن المزارع الأردني مشهود له بكفاءة الاستخدام التكنولوجي، بمجال الزراعة المروية، إلا أنه أمامنا المزيد من العمل لرفع الكفاءة لتوفير المياه.

واعتبر الناصر أن الموسم المطري كان جافا، في ظل أن مربعانية الشتاء وهي صلب هذا الفصل كانت جافة، خاصة أن الشهر الماضي لم يكن هناك أي هطول مطري بمناطق المملكة كافة، حيث كانت درجات الحرارة مرتفعة قبل تاريخ 4-2-2022، قبل أن يأتي المنخفض ورفع نسبة التزويد المائي من 54% إلى 72%، وأعاد الرطوبة إلى التربة التي خسرناها في المربعانية وزاد من تخزين السدود حوالي 10 %.

وأشاد بفوائد المنخفض حيث جعل الموسم المطري الحالي رطبا نوعا ما، ونحتاج إلى هطول الأمطار خلال الشهر الحالي والشهر المقبل، وتميز المنخفض الذي أثر على البلاد باستمرارية الهطول على مدار 3 أيام، وهو أمر هام لتغذية المياه الجوفية والينابيع.

وأشار إلى أن الوضع بما يخص مياه الري في وادي الأردن مريح، حيث أن المنخفض رفع مخزون سد الملك طلال من 28 مليون م3 إلى 44 مليون م3 وهذا مهم للموسم الزراعي.

وقال الناصر: إن وزارة المياه لها خطط واستراتيجيات في خفض فاقد المياه، وهي تحارب على جبهتين، أولها أن تبقي الفاقد المائي في حدوده، وتخفيض الفائض في مناطق أخرى وهذا يتطلب أموال وجهود كبيرة وتعاون من عدة وزارات، مشددا على أن جزء كبير من الفاقد المائي سببه الرئيسي الاعتداء على شبكات المياه وهو ما يجب التعامل معه بحزم.