أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة اوضاع مأساوية يواجهها المهجرون السوريون في...

اوضاع مأساوية يواجهها المهجرون السوريون في الدول الاوروبية

09-09-2015 02:34 PM
الشاهد -

الشاهد : عبدالله محمد القاق
اوضاع اللاجئين السوريين في اوروبا والمشكلات الانسانية التي يواجهونها من دول تتشدق بحقوق الانسان والديمقراطية لا يمكن السكوت عنها بل يجب على الدول العربية التحرك لاحتضان اللاجئين السوريين الذين يعانون الكثير جراء الحملات غير الانسانية من المجر وغيرها من الدول الاوروبية . والواقع ان تفاقم مأساة المهاجرين غير الشرعيين مؤخرا ادى الى ازمات سياسية واجتماعية واخلاقية في اوروبا التي تجد نفسها مضطرة للموازنة بين التزاماتها القانونية حسب المعاهدات الدولية ذات الصلة، وضرورات امنية واقتصادية وسياسية وضغوط متصاعدة من الرأي العام لا يمكن تجاهلها. وللأسف فان الانباء حول مقتل العشرات بل والمئات من المهاجرين تتحول تدريجيا الى «حدث اعتيادي»، في ظل حالة من الاستنفار الشامل لمواجهة تدفق غير مسبوق للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، ما يطرح اسئلة مشروعة بشأن «ازمة ضمير» تفرض شروطها على ادارة الازمة.
والشاهد ان الصور المروعة التي تداولتها وكالات الانباء خلال هذا الاسبوع لمأساة غرق المئات قبالة الساحل الليبي واختناق العشرات في حافلة مجرية ادت الى الاسراع بفرض اجراءات سياسية لتشديد قوانين الهجرة، وامنية لمنع المهاجرين من عبور الحدود بأي ثمن، بدلا من البحث في استراتيجية اكثر شمولا للازمة. ومثال ذلك اعلان المجر عزمها تشديد 13 قانونا معتبرة ان «سياسات الاتحاد الأوروبي التي قال إنها تشجع تدفق المهاجرين بأنها «غير مسؤولة».
وتشمل التغييرات نشر قوات الجيش والشرطة على الحدود وفرض عقوبات أشد على العبور غير القانوني للحدود. وتسمح التعديلات بطرد المهاجرين الذين يخالفون القوانين الجديدة ويبدأ سريانها في حالة الموافقة عليها في منتصف ايلول/ سبتمبر.
"فاللاجئون الذين فروا بأهاليهم وأولادهم بحثاً عن الحياة، وخوفاً من أن تطالهم البراميل المتفجرة أو (وحشية داعش) ودمويتها وجنونها، كانوا في واقع الأمر في مهمة يائسة، فلم يكن أمامهم خيارات كثيرة للنجاة والحياة، ولم يكن أمامهم سوى طريق المغامرة وركوب الخطر فإما النجاة أو الهلاك، فسوريا الوطن بلا أفق للاستقرار وتتجه نحو المجهول، ولا أشد خوفاً من باب لا تعرف ماذا يخبِّئ خلفه"
وتضيف:"أوروبا اليوم تواجه مأزقاً صنعته بنفسها أو شاركت فيه من خلال تراخيها وتباطؤها في إنهاء الأزمة السورية ووضع حدٍ لمأساة السوريين. وأمام ذلك يجدر بأوروبا وأميركا تحمل تبعات سياساتهم في المنطقة واحتواء أزمة اللاجئين بمسؤولية وعدم التنصل من هذا الاستحقاق الإنساني. والواقع ان الإجراءات التي اقترحها وزير خارجية النمسا من أجل تعامل بلاده مع اللاجئين السوريين تعتبر أكثر إنسانية مع اللاجئين "فوزير خارجية النمسا سيباستيان كورتس اقترح أخيراً خطة تدعو لنظام حصص بين جميع الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وإنشاء ملاذات آمنة لأولئك الذين يطلبون اللجوء في أوروبا، ومنح اللاجئين المؤهلين مروراً آمنًا للبلدان التي يقصدونها، وشن حملة على مهربي البشر." " ومثل هذه التدابير تمثل نمطاً ملحاً تحتاج اليه أوروبا للتعامل بانسانية مع أكبر موجة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك في انتظار جهد دولي حقيقي لوقف الحرب السورية وتشجيع السوريين على البقاء في ارضهم لئلا تتحول رواية "رجال تحت الشمس" قصة الشعوب العربية ، واحداً تلو الآخر." والملاحظ إن "ما جرى فى سوريا جرح غائر فى قلب الأمة و(خطيئة عربية كبرى) يتحمل وزرها الجميع، داخل سوريا وخارجها" . والواضح انه " ليس كافياً أن يقول الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون إن ’التقارير المستمرة عن استخدام الأسلحة الكيميائية والمواد السامة الكيميائية سلاحا في الصراع السوري تثير الانزعاج البالغ‘… فالمطلوب هو اتخاذ إجراءات قابلة للتطبيق."
لقد سلّطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في افتتاحيتها امس ، الضوء على مآسي المهاجرين غير الشرعيين إلى دول أوروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط، وتعرضهم لهجمات عنصرية بشعة هناك، داعية الاتحاد الأوروبي لتخصيص موارد هائلة للعمل الإنساني والإداري لأزمة اللاجئين حيث قالت الصحيفة ان من مآسي أزمة اللجوء الأوروبية، أن اليونان التي تشح فيها الموارد تستقبل أكبر عدد من اللاجئين الفارين من الاضطرابات والفقر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لذلك كان من الحتمي حدوث شيئ خطأ، وقد حدث بالفعل عندما وضعت السلطات اليونانية حوالي ألف لاجئ في جزيرة كوس - المكدسة بأكبر موجة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية – داخل استاد رياضي تحت حرارة الجو الحارقة بدون طعام أو ماء أو حتى مراحيض مؤخراً، حتى تم نقل اللاجئين في النهاية، لكن الأزمة لا تزال قائمة، حيث يوجد حوالي 7 آلاف لاجئ في كوس، مع وصول المزيد كل يوم. وفي غضون ذلك، تخفق أوروبا في الوصول إلى حل مناسب وإنساني وممول جيداً لأزمة اللاجئين، وإذا لم يكن العبء الواقع على اليونان وإيطاليا وأسبانيا كافياً للعمل المشترك والفوري، فإن المعاناة الإنسانية واليأس والهجرة غير الشرعية ستتفاقم في جميع أنحاء القارة، جنباً إلى جنب مع تزايد وتيرة الهجمات العنصرية البشعة ضد المهاجرين. وتشهد ألمانيا - التي وافقت على استقبال أكبر عدد طالبي اللجوء من أي دولة أوروبية أخرى – موجة اعتداءات عنيفة بحق المهاجرين، فقد سجلت برلين أكثر من 179 ألف طلب لجوء خلال النصف الأول من هذا العام، و202 حالة هجوم على أماكن لإيواء اللاجئين من قبل عصابات اليمين المتطرف والنازيين الجدد، لكن الحكومة نددت بالهجمات، وتعهدت بمواصلة قبول طالبي اللجوء الذين من المتوقع أن يزيد عددهم على 450 ألف هذا العام. وفي المقابل، شاعت الحوارات المناهضة للمهاجرين في المجر، وكذلك السياسات الرسمية التي تهدف إلى إبقاء المهاجرين خارج البلاد، وأبرزها بناء سياج عال بطول 109 أميال على طول الحدود مع صربيا. وأعادت النمسا وفرنسا وسويسرا المهاجرين القادمين من إيطاليا، وتقف بريطانيا بالأسلحة في وجه المهاجرين المتجمعين في معسكرات في شمال فرنسا ويحاولون التسلل إلى إنجلترا عبر النفق الأوروبي. وقد ناقش الاتحاد الأوروبي أزمة اللاجئين في القمة التي انعقدت في يونيو الماضي، غير أن الدول الأعضاء حظرت أي جهود لتوزيع المهاجرين على البلاد، وكان من الأفضل التعهد بإعادة توطين 40 ألف لاجئ على مدى عامين (وصل أقل من ثلثهم إلى إيطاليا واليونان هذا العام). لا يوجد حل سهل للهجرة الجماعية، حيث تسببت الحرب الأهلية السورية في نزوح الملايين، معظمهم سيواصل محاولاتهم للوصول إلى ملاذ أوروبي آمن، وسيفعل ذلك أيضاً عدد غير محدود من النازحين والمهددين الآخرين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ما هو واضح الآن أنه لا توجد دولة أوروبية وحدها (وبالتأكيد ليست اليونان ولا إيطاليا) تستطيع التأقلم مع موجة تدفق اللاجئين أو حتى حظرهم، وينبغي للاتحاد الأوروبي على الأقل تخصيص موارد هائلة للعمل الإنساني والإداري، وكذلك السعي لسبل أفضل لتقاسم العبء المطلوب تحرك عربي واسلامي لانقاذ اللاجئين السوريين في المرحلة الراهنة وانهاء معاناة السوريين الذين هجروا والبالغ عددهم حوالي اربعة ملايين نسمة ... انها مأساة يعيشها الشعب السوري في اسوأ تطبيق اميركي واوروبي لحقوق الانسان .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :