أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة تظاهرات في العراق للاصلاح ومواجهة المقصرين

تظاهرات في العراق للاصلاح ومواجهة المقصرين

20-08-2015 11:36 AM
الشاهد -

مطالبات بتوفير المشتقات النفطية والخدمات والكهرباء وتحسين الخدمات العامة
هل تقام دولة عراقية ديمقراطية ام ان اتجاه التقسيم العراقي بات قائما!!
الشاهد – عبدالله محمد القاق
شهدت العاصمة العراقية بغداد ومحافظات في وسط جنوب البلاد الجمعة مظاهرات حاشدة احتجاجا على الفساد المالي، والإداري، داعين إلى معاقبة المسؤولين. فيما قرر مجلس النواب استجواب الوزراء المعنيين بالخدمات، وتعهد رئيس الوزراء «حيدر العبادي» بالإعلان عن خطة شاملة للإصلاح وتنفيذها. وخرج عشرات الآلاف من العراقيين في بغداد ومحافظات أخرى في جنوب البلاد مساء الجمعة احتجاجا على انقطاع الكهرباء وتردي الأوضاع الخدمية وعلى الفساد الإداري، وذلك استجابة لدعوات أطلقها ناشطون من التيار المدني عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وجاءت المظاهرات في بغداد وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها السلطات الأمنية وسط المدينة، وفي مداخل المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا والتي تضم البرلمان والحكومة ومنازل المسؤولين، فضلا عن إجراءات مماثلة في محافظات الوسط والجنوب. وردد المتظاهرون شعارات تطالب بتوفير المشتقات النفطية والخدمات والكهرباء، كما طالبوا بمحاسبة المفسدين من المسؤولين. وحملوا نعشا مغطى باللون الأسود كتب عليه «ضمير السياسي، وضمير البرلمان، والخدمات». كما شهدت محافظات البصرة وواسط والمثنى والديوانية وذي قار وبابل (جنوب) أيضا مظاهرات حاشدة تطالب بإجراء إصلاحات واسعة في الحكومة والبرلمان وتحسين الخدمات، وكشف المفسدين وإحالتهم إلى القضاء. وفي رد فعل على المظاهرات، قال رئيس مجلس النواب العراقي «سليم الجبوري» إن المجلس سيشرع في استجواب الوزراء المعنيين بالخدمات في الحكومة العراقية والذين يطالب المتظاهرون باستجوابهم بعد تصاعد الاحتجاجات على سوء الخدمات والفساد. وأضاف «الجبوري» أن مجلس النواب سيشرع في جملة إجراءات سيراها الشارع في القريب العاجل، داعيا المتظاهرين إلى ممارسة حقهم الدستوري والتعبير عن آرائهم بحرية، حيث ذهب زمن الاستبداد. وقد دعا المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق «علي السيستاني» رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» إلى اتخاذ اجراءات حاسمة ضد المسؤولين الفاسدين وضرب كل المتورطين بالفساد بيد من حديد. وأعلن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) إن «العبادي يتعهد بالالتزام بالتوجيهات القيمة للمرجعية الدينية العليا وأنه سيعلن خطة شاملة للإصلاح»، داعيا القوى السياسية إلى التعاون معه في تنفيذها. يذكر أن الاحتجاجات الشعبية بدأت في بغداد على خلفية تكرار الانقطاعات في شبكة الكهرباء والتي تصل إلى 12 ساعة يوميا، في جو صيفي حار تتجاوز الحرارة فيه 50 درجة مئوية، قبل أن تمتد الاحتجاجات إلى مناطق متفرقة من البلاد. ويرى المراقبون ان هذه التظاهرات تجئ من اجل الإصلاح إيماناً به أم لمنع الإنفجار !؟ لا أعتقد بمن يقول: أن لا فرق بينهما, أو إن الفرق الذي بينهما ضئيل, كما لا أعتقد أيضاً، أن التنبيه إلى ذلك في هذه المرحلة قد يحبطُ من عزم الجماهير وإندفاعها،
أو يحد من مظاهر الفرح التي هو فيها.. نحنُ نحتاج مع العزم إلى وضوح رؤيا، ونحتاج مع الفرح إلى وهج الذاكرة, ونحتاج إلى من يُبكينا لا إلى من يَبكينا. إن الدموع هي من أتى بالجماهير إلى ساحة التحرير, وإن إبقاء الجماهير في تلك الساحة ،يحتاجُ إلى الحفاظ على سخونة تلك الدموع، وإن قيادة التظاهرات، يجب ان تعي أن سرّ نجاحها لا يكمن في قدرتها على جذب الجماهير لتلك الساحة، وإنما في قدرتها على إبقاء الجماهير فيها، وعلى مراقبة جميع خطوات الإصلاح والتعرف على مدى الجدّية في تنفيذها, وهي الآن باتت تملكُ حقّ أن تكون المرجعية السياسية الأولى في البلد, والإعتراف بدورها هذا لن يكون منّة من أحد, بل هي قد إستحقته من خلال معاناتها الشديدة وآلامها العصية على الوصف, كما إن دورها هذا لا يتقاطع مع مفهوم الديموقراطية، بل هو في الصميم منها, فلقد كان خروج الجماهير بهذا العزم وبهذا الكم هو إستفتاء حقيقي على فشل مؤسسات الدولة في حماية الديمقراطية نفسها بل وخيانتها لها ، لكن أهم ما نحتاجه هو أن تبقى شعلة ساحة التحرير متوهجة وعصية على أن تطفأ برذاذٍ من الماء البارد !! إنها اللحظة التاريخية المفصلية الفاعلة، والتي لا يمنحها التاريخ للشعوب كل يوم.. بل هي قد تأتي مرّة في كل جيل ..فإن كان هناك إخفاق في الإمساك بها.. ضاعت الفرصة وضاع الجيل، وساعي البريد نفسه لا يطرق الباب مرتين !!
ما حدث كان كبيراً وحتى مفاجئاً،كما قال- المحلل السياسي العراقي جعفر المظفر إذ لم يكن أحد يتوقع أن تكون الإستجابة بهذه السرعة, لكن أفضل من تلك النتيجة المنظورة ، هو وجود مختلف الملل والطوائف في خندق واحد, فهو سقوط مدوي للطائفية من خلال جيل جديد لم يعد يقنعهُ خطاب النظام الذي كان يلقي بكل شيء على كاهل النظام الصدامي، مثلما أيقن إن الكهرباء والجوع والمعاناة والتخلف، لم يميّز بين الشيعي والسني, ودائماً كنا نقول: إن الشيعي ينتصر بالسني وليس عليه, والمسلم ينتصر بالمسيحي وليس عليه, والكردي ينتصر بالعربي وليس عليه، لكن ما يجعلني أتوجس هو معرفتي بان إصلاح النظام هي عملية لا تستهدف الإطاحة بهذا الفاسد أو ذاك، وإنما هي تتعامل مع البنية التي أنتجت الفساد، هذه الأخيرة هي التي بحاجة إلى معالجة حقيقية, وكل جهد يعالج الأزمة على السطح، ولا ينفذ إلى حيث مكمن الداء، سوف يكون إجراء ترقيعياً وينبع من ذات هدفها منع الإنفجار لا تحقيق الإصلاح الحقيقي، إن الفساد, ببنيته وقواعده الأساسية هو الذي يجب ان يحارب, وسنجد أنهُ قمةٌ لجبل قاعدته الطائفية ونظامها الللعين –المحاصصة، وسننتهي إلى حقيقة إن الشرط الساسي للمعالجة، هو إعادة بناء دولة وطنية ديموقراطية علمانية, ولذلك يجب الشروع دون تأخير في إعادة بناء الدولة العراقية على اسس تبدأ بإعادة كتابة الدستور، مرجعيتنا السياسية الكبيرة الآن هي ساحة التحرير, وذلك لن يبخس حقّ مرجعية النجف ولا يتقاطع مع الإعتراف بدورها في رعاية حركة الإصلاح وفي الدعوة لها، إن لم يكن الهدف الحقيقي ينبع من إيمان حقيقي بضرورة الإصلاح,. والواقع ان ما قاله نائب رئيس الاركان الاميركي امس من ان استمرار تفاقم الاوضاع وعدم اجراء الاصلاح سيفضي دون شك الى تقسيم العراق وهذا امر خطير بالمرحلة الحالية. رئيس تحرير سلوان الاخبارية - abdqaq@orange .jo





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :