الشاهد - عبد الله العظم
دولة الرئيس ، بعد مخاضكم الطويل في اعادة ترتيب حكومتكم خرجتم علينا بتعديل وزاري لا يبعث على الامل و اقل ما يقال فيه جاء لارضاء جهات و محاسيب على شاكلة الحكومات التي سبقتكم بهذا النهج الذي اصبح موضة عند رؤساء الحكومات .
دولة الرئيس ما كان هذا التعديل يستدعي منكم الجهد و الوقت الطويل ولا هو بحاجة الى غربلة الصالح من الاصلح .
تعديل يدل على انه فرض عليكم من شخوص لا نعلمها ، وهذا يبدو ظاهرمن دخول بعض الوزراء و وزراء نون النسوة ، و واضحا من الية التدوير و التبديل بين الحقائب مثال استبدال كفاءات وفاء بني مصطفى القانونية بالتنمية الاجتماعية ، و الابقاء على وزير المياه الذي جاء بالاصل ليغطي على من سبقه بتفريغ السدود من المياه ،ورفض ازالة الطمر منها على مدار تسلمه حقيبة المياه الى اليوم .
اما وزير النقل ، الذي لا يعرف بالنقل الا وسيلة التنقل بين الوزارات ، واخرها وزارة الشؤون البرلمانية و التنمية السياسية ، كيف لهذا الوزير أن يرأس وزارة تعاني من معلولية في برامج التنمية الحزبية ، وشخص مجرب في مواقع وزارية خرج منها كما دخل.
كان يجب ان يجري التعديل على اسس و قواعد مدروسة ، و وفقا لتغيير شامل على المواقع و الحقائب الوزارية الضعيفة ، و الجرأة باتخاذ القرارات الساخنة ، و ترتيب بالعلاقة بين فريق وزاري جديد . و ليس على اساس مصالح فردية ، المشاكل و القضايا التي يعاني منها الاردنيون واضحة وهي سيرة على كل لسان ، و مشكلة المواطن ليس ما تعلق بالجندر .
دولة الرئيس و بصراحة و بعيدا عن المجاملات ، نحن على مسافة قريبة ، و قريبة جدا من مرحلة لا يمكن لنا ان نقف مكتوفي الايدي امامها ، او دفن الرأس بالرمال في انتظار القادم ، ونحن غير مهيئين من داخلنا للعواصف المتأتية من شتى الجوانب .
الاشهر المقبلة ، سيشهد العالم تغييرات ، ليس لهذه الحكومة قدرة عليها ، و سماء العالم السياسي و الاقتصادي ملبدة بالغيوم ، مرحلة جديدة لايمكن لهذه الحكومة على شكلها القائم قدرة على مواجهتها ، فالقضايا و المعيقات القادمة هي الاكثر صعوبة امام المتغيرات التي ستحدث عن اثار الحرب الروسية مع الغرب و ارتداداتها على المنطقة ، و هنا لا بد من الاشارة الى تداعيات الحرب الاخيرة ، في اعتراف بوتن باستقلال منطقتي زابوريجيا وخيرسون الواقعتين في جنوب أوكرانيا، و ضم اقليم دونباس الى روسيا .
اذا كانت الحكومة قد قاربت منحنى الاحداث القاهرة و القادمة ، وهي بهذه الجاهزية الضعيفة فانها لن تسطيع تخطي الحواجز و العراقيل الجوهرية ولن تقدر على اقناع الشارع باية برامج او انجازات تقول انها بالطريق ، ونحن لا نملك ترف الوقت ، بالتالي كان لابد من تطعيم حكومتك بفريق اقتصادي و تكنوقراط ومن مخضرمين قادرين على اجتياز المرحلة ، و التنسيق مع مجلس السياسات _لكي يكون مهيئا _ ان يعيد النظر في خططه و استراتيجاته من الآن ، و ان يضع نصب عينيه دراسات واقعية للمنطقة و للدول المجاورة ، ومشاركتها و التعاون معها بعيدا عن اية تبعات خارجية للدول العظمى التي ستكون منشغلة في ترتيب اوضاعها على اساس الكسب و الخسارة.