أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك رفض الأسرة الانتماء للأحزاب .. الأسباب والتحديات

رفض الأسرة الانتماء للأحزاب .. الأسباب والتحديات

16-10-2022 09:05 AM
الشاهد -

تعد الأسرة المؤسسة التربوية الأولى للتنشئة السياسية، والنواة الأولى أيضاً التي يكتسب فيها الفرد، لغة المجتمع وعاداته وتقاليده وأعرافه وقيمه واتجاهاته ومعتقداته، وتمثل الجماعة الاولى للفرد، وهي أول عامل من عوامل تأسيس التنشئة السياسية.

ولا بد من التركيز على الأسرة باعتبارها البيئة الحاضنة التي يبدأ فيها الأبناء تكوين ذاتهم نتيجة التفاعل الإيجابي بينهم وبين أسرهم، وتقوم بتأهيل الفرد للانخراط في الحياة السياسية، لإنتاج جيل واع لدوره وقادر على تحمل مسؤولياته الوطنية.

التنشئة السياسية الصحيحة منذ الصغر مفتاح النجاح لعمل أساسات صحيحة فكرية وعميقة تجاه العملية السياسية وتحديداً مفهوم الأحزاب، بحيث ترتكز العملية بمجملها، بالاتجاه الوطني للأسرة التي لها قوة التأثير على تنشئة الأبناء والأفراد.

يروي سياسي فضل عدم ذكر نفسه، أنه طلب من ابنه وابنته الإنضمام إلى حزب معين، لكن قوبل هذا الطلب من -الأم- بالرفض، وأثرت بشكل كبير على آراء وتوجهات وتطلعاب الأبناء، وبررت -الأم- رفضها لانضمام أبنائها للحزب وبحسب الراوي، خوفاً من الملاحقات وعدم قدرتهم في المستقبل من ايجاد وظيفة، فالشاهد من المثال المذكور أن الأسرة سواء أم أو أب لهم قوة التأثير بالقبول للانضمام إلى الاحزاب من عدمه.

«الرأي» سلطت الضوء على أبرز التحديات والأسباب لرفض الأسرة للتحزب، والتي اجاب على استفساراتها أكاديميون في علم الاجتماع.

الخزاعي: الأحزاب ليست من أولويات الشباب

قال أستاذ علم الاجتماع، د.حسين الخزاعي، أن السبب الرئيسي للأسرة ورفضها لـ تحزب أبنائهم: «أولاً الأبناء لا يريدون التحزب والدليل أن الدراسات تشير أن 2% فقط من الشباب مقتنعون بالأحزاب السياسية ورافضون فكرة الانضمام.

السبب الثاني: الأحزاب السياسية لم تستطع أن تقنع المجتمع الأردني بها، ولم تحقق أي انجاز للمجتمع المحلي ولم تكن متفاعلة مع المجتمع.

وأضاف، السبب الثالث: أن الأهل عاشوا مرحلة فشل الاحزاب، فالأبناء الآن تولدت لديهم فكرة الآباء.

وأكد الدكتور الخزاعي، انه لا يوجد وقت الآن عند الشباب للانضمام إلى الأحزاب، فالهّم الأول والأخير عندهم هو مواجهة البطالة والفقر وأن هدفهم، رفع مستوى حياتهم الاقتصادية.

وقال إن «الخوف من الملاحقة الأمنية مستقبلاً دفع الشباب ثمنه في الماضي (عدم العمل، الحرمان من أي حقوق أو امتيازات في المستقبل)،.

الحياصات: فكرة الاحزاب مازالت غير ناضجة

وتقول دكتورة علم اجتماع من جامعة اليرموك، مديرة مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية، ناديا الحياصات، إننا نعيش في نسق أسري يرفض رفضاً جازماً فكرة الولوج في مفاهيم الأحزاب والتحول الديمقراطي والأعراف السياسية «فالاعتقاد الجازم لدى العديد من الأسر أن الانغماس في فكرة الأحزاب والانتماء يشكل خطراً على الفرد نفسه وعلى حياته المستقبلية ويحول دون أن يحقق أهدافه المستقبلية من علم وعمل وتقلد مناصب لذا فان فكرة ممارسة الحياة السياسية في الاردن تكون بعيداً عن الخوض في مضمار الاحزاب والانتماء لها مفكرة سائدة ومت?ذرة لدى الكثير من عامة الناس».

وتضيف، أما في ما يخص بـ فكرة الاحزاب الوطنية وتشكيلها «مازالت في طور النشوء ومازالت فكرة غير ناضجة في جميع أطرافها وتحمل في طياتها الغموض وعدم وضوح الرؤية لمفهوم الحزب ومبتغاه والأهداف المرجوة منه.

وتقول.. إنه على الرغم من الجهود الملكية وما ورد في الورقة النقاشية الخامسة التي نشرت في 13من تشرين الاول 2014 التي اشاد بها جلالة الملك بدور الاحزاب بالتغيير الا إنه يوجد العديد من التحديات التي تحول دون دعم فكرة الكتل الحزبية منها: عدم نضوج مفهوم الحزب وغموض في الدور الذي يقوم به، وأيضا اشكالية المفهوم لدى المواطن الأردني فالاعتقاد أن كلمة حزب تعني المعارضة والدخول في اشكاليات مع مفاصل الدولة وصناع القرار والصدام في حواجز ايديولوجية بعيدة المدى وهذا اعتقاد خاطئ لأن العديد من الأحزاب هي أحزاب وطنية وهناك أ?زاب معارضة وكلها تصب في بوتقة واحدة وهي الشأن الوطني الأردني وتشارك في صنع القرار نحو المصلحة الفضلى للمواطن والوطن وهذا يتعامل مع قول جلالته في الورقة النقاشية الثانية «ان من متطلبات التحول الديمقراطي الناجح حاجتنا إلى بروز أحزاب وطنية فاعلة وقادرة على التغيير، ومن التحديات كذلك اقتصار برامج الأحزاب في الاردن على الجانب الشعبوي بعيدا عن النظرة التكاملية وتحقيق الانجاز الوطني المرسوم له، واختزال الكثير من الاحزاب اجتهادات على أعمال فردية -براجماتية، نفعية-، والابتعاد عن العمل الجماعي والالتزام بالمبادئ وال?وانين، واخيراً يشكل ضعف الأداء الحكومي لتعزيز تشكيل كتل حزبية.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :