أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة في غياب عميد وزراء خارجية العالم الراحل سعود...

في غياب عميد وزراء خارجية العالم الراحل سعود الفيصل

15-07-2015 02:01 PM
الشاهد -

الراحل الفيصل : ازمتنا تمر بازمات حادة عصفت بواقعها ودفعتها الى مستنقع الحروب الاهلية
اسف الراحل الرئيس ان قضية فلسطين لم تحل بعد
الشاهد – عبدالله محمد القاق
سياسي مخضرم، يعد أقدم وزير للخارجية في العالم، حيث تولى حقيبة الخارجية السعودية منذ عام 1975، وقادها منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا، أي أنه يقود السياسة الخارجية السعودية منذ 40 عاماً. تخرج الأمير سعود، وهو الابن الثاني للملك الراحل فيصل، من جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي بالولايات المتحدة عام 1964، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد. العام الحاسم في حياة سعود كان العام 1975، عندما صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيراً للخارجية، وذلك بعد وفاة والده الملك فيصل الذي كان يتولى المنصب نفسه إلى جانب قيادته البلاد. ونظراً للمنصب المهم الذي يتولاه، أي وزير الخارجية، شارك بعضوية الكثير من اللجان العربية والإسلامية مثل اللجنة العربية الخاصة، ولجنة التضامن العربي، واللجنة السباعية العربية ولجنة القدس واللجنة الثلاثية العربية حول لبنان ضمن وزراء خارجية الدول الثلاث وغيرها. من الصفات التي ربما أهلته لأن يكون وزيراً للخارجية طوال هذه الفترة،كما عرفت سموه من خلال مشاركتي بالمؤتمرات العربية والدولية إلى جانب علاقاته الجيدة بملوك البلاد، أنه يتقن 7 لغات إلى جانب اللغة العربية، منها الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية. اما المنهج السعودي، هو نتاج تربية إسلامية عربية أصيلة وعلم، وعقلية فذة.. والقيادة منحة من رب العباد، وفن يتعلمه الفرسان.. والسياسة في المملكة ورثها الأبناء عن المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-. فالحزم والحسم؛ من أبرز صفات القيادة السعودية.. والملك سلمان، هو العنوان الأبرز لهذه الصفات للقائد الهمام، والنبيل الملهم. والأمير سعود الفيصل، يمثل السياسة/الدبلوماسية السعودية، بمنهجها الأصيل. ومن تابع كلماته يجد فيها البراهين على صدق القول والفعل عن القيادة في المملكة العربية السعودية. في هذا التقرير نذكر بعضاً من تلك الكلمات القوية عن الأمير سعود الفيصل.. نبدأ فيها بمداخلة سموه التي ما زال يتذكرها العرب في قمتهم الأخيرة بشرم الشيخ. في 9 جمادى الآخر 1436 الموافق 29 مارس 2015م.. عندما قال: "أود أن أكون أول المهنئين لكم لنتائج هذه القمة والقرارات التي اتُخذت فيها، والبيان الذي صدر عنها، متمنياً لكم خادم الحرمين الشريفين دوام النجاح في كل مساعيكم. لدي ملاحظة على الرسالة التي أتت من رئيس جمهورية الاتحاد الروسي، هو يتكلم عن المشاكل التي تمر بالشرق الأوسط، وكأن روسيا ليست مؤثرة على هذه المشاكل، وعلى سبيل المثال سوريا، هم يتكلمون عن مآسي الوضع في سوريا بينما هم جزء أساسي من المآسي التي تمس الشعب السوري، يمنحون من الأسلحة للنظام السوري ما هو فوق حاجته لمحاربة شعبه، يمنحونه الأسلحة الاستراتيجية، وحتى هناك تقارير أن لديهم أسلحة من روسيا ضد الأنظمة الدولية التي تحد من استخدام الأسلحة الفتاكة، خاصة وأن القانون الروسي نفسه يمنع روسيا من بيع السلاح للدول التي تستخدمه لأسباب الهجوم وليس الدفاع، فكيف نستطيع أن نأخذ ما يعرضه علينا جميعا! هل هو استخفاف بآرائنا حول مصالح العمل العربي في سوريا! هل هو عدم شعور بالكارثة التي حلت بسوريا من الأسلحة الروسية؟ ألا يجوز له وهو كان صاحب اختيار طريق (جنيف1) و(جنيف2) لحل المشكلة السورية، ألا يحق لنا أن نسأله: كيف يمكن أن يدعو لهذا الحل السلمي وفي نفس الوقت يستمر في دعم النظام السوري وهو بزعمه أحد الطرفين، مع أنه النظام فقد شرعيته وفقد كل ما لديه من اتصالات بالعالم المتحضر.. أنا لا أريد أن نقف ضد روسيا أو لا نراعي مصالح روسيا، بل نبني مصالح مع روسيا، ولكن نأمل أن نتمكن من النظر إلى روسيا كبلد صديق يريد الخير للعالم العربي ولا يسعى لمساعدة الشقاء في العالم العربي".
قنوات التواصل تغرد بالتحية والثناء: «كفيت ووفيت»
فاصل آخر من السياسة حول المنطقة ومداخلة تاريخية لا تنسى للأمير/ سعود الفيصل في مؤتمر الأمن والسلام في العراق والمنعقد في فرنسا - 15 سبتمبر 2014م.. وهي غنية بالرسائل القوية الواضحة.. بدأها ب: "لا يفوتني في هذه المناسبة الترحيب بفخامة رئيس الجمهورية العراقية العربية الدكتور فؤاد معصوم وكلمته الضافية متمنياً للعراق الشقيق الوحدة والأمن والاستقرار والرخاء". "ويأتي اجتماع اليوم بعد تطورات سياسية وأمنية عاصفة شهدتها الساحة العراقية والتي تضع هذا البلد أمام مفترق طرق بين ماضٍ شهد حالة من الاضطراب السياسي والعنف الطائفي وأشكال التدخل الخارجي المصحوبة بتحديات هددت سيادته ووحدته الوطنية".. "الشيء الثاني الذي يمكن الإشارة إليه أن تحدي "داعش" الذي تواجهه الحكومة العراقية لا يعدو كونه شكلاً من أشكال الإرهاب العابر للحدود والقارات والذي فرضته جملة من المعطيات الفكرية والسياسية والأمنية التي تجتاح منطقتنا والتي وفرت لهذا التنظيم أرضية خصبة استغلها لتحقيق مآربه ومآرب من يستفيدون منه تحت غطاء الدين الإسلامي الذي هو براء منهم..". آخر الخطابات.. تأطير ونظرة إلى المستقبل كلمة صاحب الأمير سعود الفيصل في مجلس الشورى 11 جمادى الآخرة 1436 الموافق 31مارس2015م، هي آخر الكلمات الطويلة.. غزيرة -كالعادة-، ونقتطف منها التالي: "منطقتنا، كما ذكر سيدي خادم الحرمين الشريفين: "تَمُر بتحديات إقليمية نتيجة لما حَلّ بعدد من الدول المجاورة أو القريبة من أزمات حادة عصفت بواقعها ودفعتها إلى مستنقع الحروب الأهلية والصراعات الطائفية مما يتطلب منا اليقظة والحذر".. إن سياسة المملكة الخارجية مبنية على ثوابت محددة أهمها: الانسجام مع مبادئ الشريعة الإسلامية، والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، وخدمة الأمن والسلم الدوليين، مع الالتزام بقواعد القانون الدولي والمعاهدات والمواثيق الدولية واحترامها، وبناء علاقات ودية تخدم المصالح المشتركة مع دول العالم، تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وذلك في إطار خدمة مصالح الوطن وحمايته والحفاظ على سلامة اراضيه واستقراره ونمائه، ورعاية مصالح المواطنين، وإعلاء شأن المملكة ومكانتها في العالم. إن العمل بموجب هذه الثوابت، في سياق تحقيق سياسة المملكة الخارجية، يحتم على وزارة الخارجية مواكبة متطلبات التغيير والتجديد في أسلوب وطريقة أدائها للمهام المناطة بها، وعلى النحو الذي يحاكي لغة العصر ويتعامل مع اساليبه، ويمكنها من مواجهة الأعباء والمسؤوليات المتعاظمة الملقاة على عاتقها، في ظل ما يشهده العالم من تحول من الدبلوماسية التقليدية المحدودة بين الدول والحكومات الى ما اصطلح على تسميته بالدبلوماسية الشاملة".. "إن السياسة الخارجية للمملكة، تحرص دائما على العمل الجماعي الفعال، في مختلف أطرها الخليجية والعربية والإسلامية والدولية. وتسعى بجدية إلى تطوير آليات العمل المشترك..". تضيق مساحات التعبير في وصف شخصية عظيمة كشخصية سعود الفيصل، فهي شخصية لم ولن تتكرر.. فالأمير سعود يعتبر كبير الدبلوماسيين السعوديين، الأمير المثقف المتعدد اللغات، أقدم وزير خارجية في العالم، خدم بلاده خلال فترات حكم من عهد الملك فيصل إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- هذا العام يتمم الأمير سعود الفيصل -حفظه الله- أربعة عقود (١٩٧٥- ٢٠١٥م) في العمل الدؤوب والجهد اللانهائي لخدمة وطنه وأمتيه العربية والإسلامية. أربعون عاماً قضاها الأمير سعود الفيصل من حياته في العطاء والتميّز خدمة لدينه ووطنه، وفي قضايا العرب والمسلمين قاطبه في أصقاع الأرض، وسطّر له التاريخ أعماله وإنجازاته العظيمة التي لا يستطيع أحد إنكارها، والتي ثمّنها المجتمع الدولي والشعوب العربية والإسلامية عامة والشعب السعودي خاصة والتي تصب في خدمة دينهم وأوطانهم، ومصالحهم وقضاياهم الشخصية والعامة.. سعود الفيصل هو بمثابة رمز من رموز هذا البلد.. ومن واجبنا نحوه أن نفاخر به على المستوى الدولي فهو عميد العالم للسياسة الخارجية. لقد كانت له مواقف تاريخية عديدة خلال مشواره الدبلوماسي ليخدم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وسعى بكل قوة لرفع راية الدبلوماسية السعودية، حيث تمتعت المملكة في عهده بمؤسسة دبلوماسية على مستوى دولي متقدم يليق بمنزلتها العالمية. كتب وتحدث عنه رؤساء كبار ووزراء من مختلف دول العالم ومنهم ميخائيل غورباتشوف آخر رؤساء اﻻتحاد السوفيتي فقال: "لو كان لدي رجل كسعود الفيصل ما تفكك اﻻتحاد السوفيتي وانتهى".. وكذلك عندما سُئل صدام حسين الرئيس العراقي من الرجل الذي تخشاه ابتسم وقال: "سعود الفيصل؛ أدهى من قابلت في حياتي، فحينما كنت في حرب إيران جعل العالم معي، وبعد أن دخلت الكويت قلب العالم ضدي، وكل ذلك يكون في مؤتمر صحفي واحد!"، وقال عنه ديفيد ميليباند وزير الخارجية البريطاني السابق: "سعود الفيصل يستطيع أن يحصل على ما يريد، ومنح السعودية قوة خارجية ﻻ يستهان بها". أحد مستشاري الرئيس الروسي الأسبق بوتين قال عنه: "إن سعود الفيصل يتحدث بوضوح تام يجعل محادثيه في حيرة من أمرهم، كيف يكون وزير خارجية بهذا الصدق!".. وغيرهم الكثير أمثال جيمس بيكر وكوشنر وبطرس غالي. ويكفيه فخراً برقية الوفاء التي سطّرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عرفاناً وامتناناً بما قدمه هذا الرجل على مدى خدمته.. فسعود الفيصل قامة دبلوماسية قلما نجد مثيلاً لها عربياً بل حتى دولياً. أسفه الرئيسي في مسيرته الطويلة هو أن المشكلة الفلسطينية التي كرّس والده حياته لها لم تحل بعد. شكراً سعود الفيصل.. على كل ما قدمته من عطاء وتفانٍ في خدمة هذا البلد الغالي، أربعون عاماً لم تهنأ فيها بالراحة لخدمة بلدك وأمتك.. فجزاك الله عنا خير الجزاء. رئيس تحرير جريد ة سلوان الاخبارية -abdqaq@orange .jo





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :