أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية منوعات شعوذة الفضائيات

شعوذة الفضائيات

25-06-2015 12:13 PM
الشاهد -

د.وليد سرحان
يبدو أن الحرب ضد الشعوذة تميل كفتها دائماً لصالح المشعوذين، فهم سريعو التطور وبدأوا باستعمال المحطات الفضائية والرسائل الهاتفية لوصف العلاج الشافي، وحالة من الفوضى تضر بالناس وتترك الأمراض تفتك بهم، وهذه الشعوذات كثيراً ما تغطى بالدين أو بالطب العربي أو الأعشاب الطبية.
والطب لا يتعارض مع الدين على الإطلاق بل يشجع الإنسان المريض أن يلجأ لربه، والطب العربي من وصفات وكي استعملت عندما لم يكن هناك ما هو أفضل أما الأعشاب الطبيعية فهذه كذبة العصر.
يحاول من يقوم بتسويق فكرة الأعشاب أن يقنع الناس أن الأدوية هي كيماويات خطرة تتلف الكبد والكلى وتضر أكثر مما تنفع، أما الأعشاب فلا ضرر منها على الإطلاق، مع أن الأفيون والحشيش والكوكايين هي نباتات طبيعية، وكثير من الأدوية المستعملة في الطب هي من منشأ عشبي طبيعي، وإذا احتوت بعض الأعشاب على مواد فعالة طبية فهي بغير قياس ولا حساب ولا معرفة بتفاعلاتها مع المواد أو الأعشاب الأخرى.
إن العقار الذي تراه في الصيدلية يكون قد مر بسنوات من الأختبارات والتقييم حتى وصل إلى الإستعمال، ويكون قد مر بالعديد من المؤسسات الرقابية ومؤسسات الترخيص، ويستمر تحت الرقابة دائماً، وتعقد المؤتمرات وتجرى الدراسات لإقرار استطبابات أي عقار، وهناك نظام الإبلاغ عن الأعراض الجانبية والذي قد يؤدي إلى إيقاف العلاج ومنع تداوله، هذا اجتهاد البشرية في تخفيف المعاناة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقارن بخلطة من أعشاب فيها العديد من الكيماويات تتفاعل معاً وفي داخل الجسم لتحدث ما يمكن من أثار إيجابية أو سلبية ولا أحد يعرف، ومن يقوم على وصفها يعرف أن هذه العشبة مفيدة للكلى أو للكبد أو للقلب، فهو يلخص الأمراض التي تصيب عضوا أو جهازا في الجسم بمرض واحد وعلاج واحد، وقد ورث هذه المعلومة عن والده أو من عطار آخر.
كلما فتح هذا الموضوع يطالب الناس الدولة بإيقاف الشعوذة، ولا يطالبون أنفسهم بعدم اللجوء إليها، في كل يوم أسمع من متعلمين القول الشهير (الغرقان بتعلق بقشة) لتبرير زيارته لمشعوذ أو دجال، في حين أجّل زيارة الطبيب المختص إلى ما بعد الشعوذة.
على سبيل المثال، عندما يتم زفاف شاب على فتاة وبعد الاحتفالات الصاخبة، كثيراً ما تفشل ليلة الدخلة، وهنا تكون المفاجأة والارتباك والرعب، فليس هناك من مكان محدد ولا مختص محدد في ذهن العروسين، فأول ما يوصف لهما هو المشعوذ فلان، والذي يقول أن سحراً وعملاً قد عمل من قريبة أو زميلة للشاب حتى تربطه عن زوجته، فتكبر القصة وتتضخم وتبدأ رحلة العذاب من مشعوذ إلى آخر لفك هذا السحر، ويصبح عند العروسين يقين أن الموضوع خارج عن الإرادة وأن الحل عند المشعوذين ويصل الأمر للطلاق.
مع أن المنطق الطبي يعتبر هذا الفشل نتيجة للإرهاق والخوف والتوتر الذي يحيط ليلة الدخلة، وبعض الراحة والطمأنينة كانت كفيلة بإنهاء المشكلة في أيام بدل استمرارها لسنوات طويلة. وإذا وصلت للعلاج تكون قد تشعبت وتعقدت وأصبح علاجها صعب.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :