أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات في ذكرى نكسة حزيران

في ذكرى نكسة حزيران

11-06-2015 11:35 AM

بقلم :عبدالله محمد القاق
تمر ذكرى نكسة حزيران الهزيمة التي روّعت الامة العربية والاسلامية والتي وضعت فلسطين بكاملها تحت الاحتلال الاسرائيلي الغاصب، والاحتلال يواصل قضمه للارض الفلسطينية وتهويد المقدسات واقتحام المسجد الاقصى واستمرار اعتقال المواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة والرفض المطلق للاذعان للقرارات الدولية بانهاء الاحتلال وخاصة مبادرة السلام العربية التي نصت على السلام مقابل الارض.
هذه الذكرى تجيء والعالم العربي يشهد مزيدا من الانقسام والشرخ والتشرذم عبر ثورات الربيع العربي التي شهدتها مصر وليبيا وتونس واليمن والاحداث الدامية في سورية؛ ما اكسب الاحتلال قوة جديدة نتيجة الخلافات السياسية والهزائم والنكبات والاقتتال بين الاخوة في السلاح في وقت نحن احوج ما نكون فيه الى وحدة الصف والكلمة المخلصة في هذه الظروف الراهنة والابتعاد عن التفرقة والسعي للوحدة والتفاهم وتعزيز دولة المواطنة وتجسيد الديمقراطية.
وفي هذا اليوم من كل عام نستذكر الدور الاسرائيلي الذي يؤكد يهودية الدولة ويرفض الاعتراف بحل الدولتين بل ويجسد اعماله القمعية والعدوانية وهذا يؤشر بصورة لا تقبل الجدل على ان سياسة اسرائيل ما زالت تراوح مكانها دون الرغبة بالتوصل الى حل بالرغم من ان ارادة الشعوب الرافضة للاحتلال؛ التي لا يمكن قهرها مهما كانت ادواته وسياساته القمعية والعدوانية وقضم الاراضي والانتهاك الصارخ للمقدسات الاسلامية والمسيحية ايضا.
اننا نعتقد ان الخطوات العملية التي تم التوصل اليها بشأن المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس وفصائل حركات التحرير الاخرى من شأنها ان تسهم في دفع المخططات العربية الرامية الى مواجهة الاحتلال خاصة وان التظاهرات والاعتصامات التي سادت مدن الضفة الغربية والقدس يوم امس بمثابة رسالة قوية بان الفلسطينيين والعرب قادرون على مواجهة الاحتلال لان الشباب العربي الغاضب من محيطه الى خليجه يمتلك الامكانات الكبيرة التي تعبر عن الثورة الرافضة لهذا الاحتلال بالرغم من انه يمتلك ترسانة من الاسلحة تفوق على اكثر من 200 قنبلة نووية ويواصل تهديداته لكل من سورية ولبنان وايران للتأكيد على قدرته في اسكات الاصوات الرافضة للتوسع الاسرائيلي على الاراضي العربية.
فذكرى العدوان الاسرائيلي تمر والشعب الفلسطيني ما زال يرزح تحت الاحتلال الساعي الى انهاء فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحويلها الى كانتونات وسجون التفاف على حقوق الشعب الفلسطيني الامر الذي يمثل ذلك وصمة عار للانسانية والمجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الامريكية التي تتبنى الديمقراطية والحرية وتدعو الى تقرير المصير والقضاء على الظلم التاريخي والاضطهاد فيما لا زالت اسرائيل تحتل الاراضي العربية الفلسطينية بشكل سافر وفي الوقت الذي تواصل المنظمات الشعبية رفضها للاحتلال عبر المسيرات التي تؤكد ضرورة انهاء الغطرسة الاسرائيلية ووقف ما تقوم به اسرائيل من سياسات عدوانية وجرائم منذ عام 1967 باستمرارها بالاستيطان وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وتواصل الولايات المتحدة واوروبا دورها في الانحياز الاعمى لاسرائيل بالدعوة الى حماية امنها واستقرارها متناسية الدور الذي تقوم به السلطات الاسرائيلية في تهديد المقدسات ورفض كل الجهود لاطلاق سراح اسرى الفلسطينيين الذي يعتبرون اسرى حرب خاصة بعد حصول فلسطين على وصفية دولة غير عضو في الامم المتحدة.
وهذه النكسة تعد الحرب الثالثة ضمن الصراع العربي الاسرائيلي حيث وقعت حرب الـ “67” بين كل من الاردن ومصر وسورية واسرائيل خلال الفترة من الخامس من حزيران وحتى العاشر منه في محاولة جادة لوقف العدوان الاسرائيلي لكنها اسفرت بسبب الدعم الخارجي لها عن احتلال اسرائيل لكل من سيناء المصرية والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان السوري وادت الى استشهاد ما بين 15-25 الف شهيد بين الدول العربية الثلاث مقابل 800 قتيل من اسرائيل وتدمير 70-80 في المائة من العتاد الحربي العربي مقابل 2-5% في اسرائيل حسب الاحصاءات الاجنبية والعربية كما كان من نتائجها صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 242 الداعي الى ضرورة استعادة الاراضي المحتلة على اساس القرارات الدولية ذات الصلة وانعقاد قمة اللاءات العربية في الخرطوم وتهجير عشرات الآلاف من الفلسطينيين من الضفة بما فيها محو قرى بأكملها وفتح باب الاستيطان في القدس والضفة الغربية.
واذا كانت معركة الكرامة التي جاءت بعد عام على النكسة عكست صورة الهزيمة واثبت الجيش العربي المصطفوي بانه قادر على احداث مفاجأة عسكرية تكتيكية واستراتيجية نزلت على العدو الاسرائيلي كالزلزال؛ ما اكد قدرة الجندي العربي الذي حارب بامكانات محدودة لبلوغ الاهداف ووقف العدوان على الاردن واثبت للعالم اجمع ان القدرة العربية تستطيع ان تخطط وتدير معركة حديثة تؤكد شجاعة الرجال وعظمة الامة اذا سادت روح التضامن والاخلاص والعمل الجاد على حشد امكاناتها الضخمة من الخليج الى المحيط وراء جنودها البواسل في مواجهة الاحتلال.
اننا يجب -في هذه المناسبة الاليمة- ان لا نبحث عن اسباب القصور في النكسة بل علينا ان نعي دروسها المستفادة وان نعمل من اجل البحث عن البدائل الكفيلة بانهاء هذا الاحتلال عبر موقف عربي واسلامي موحد لاستعادة الحقوق المهدورة للشعب الفلسطيني وان يسهم الجميع في مواجهة الاحتلال بالوحدة والاخلاص والاستراتيجية الثابتة للمستقبل .
HYPERLINK "mailto:abdqaq@orange.jo"abdqaq@orange.jo - رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :