أخر الأخبار

نكسة وهزائم

11-06-2015 11:19 AM

نبيل شقير
نكساتنا وخيباتنا تتعاظم من حزيران 1967 وحتى حزيران 2015، وتزداد خطورة وشعبنا وامتنا يدخلون في نفق مظلم، قد يمتد لعشرات السنين اذا ما انتصر المشروع الامريكي وادواته في المنطقة، ويبدو ان كل برامج الفصائل الفلسطينية الوطنية التحررية والديمقراطية الاجتماعية لم تثبت صحتها في ارض الواقع، كما يحلو دائما للفصائل القول ب (سوبريتها) وصحتها. ثمانية واربعون عاما على نكسة حزيران، ولا اعرف لماذا اطلق عليها العرب اسم النكسة، فالنكسة او الوعكة تحدث بشكل مفاجىء لجسم معافى وسليم، والوضع العربي لم يكن لا معافى ولا سليما، ومواجهة ومحاربة (اسرائيل) وطردها وتحرير فلسطين، لم يكن اكثر من شعارات (ديماغوجية) وخطب رنانة عبر اثير الاذاعات، ونتيجة تلك الحرب التي لم تكن مجرد نكسة بل هزيمة ساحقة خسرنا فيها البقية الباقية من فلسطين التاريخية واراض لثلاث دول عربية اخرى، ما زال الجولان محتلا بشكل مباشر، وسيناء ووادي عربة محتلة بشكل غير مباشر ومكبلة السيطرة العربية عليها بقيود واتفاقيات مجحفة ومذلة. منذ هزيمتنا في عام 1967 وحتى اللحظة الراهنة، لم نستطع ان نجسد حلمنا في تحرير ارضنا واستعادة حقوقنا الوطنية المشروعة، لم ننجز لا المرحلي منها باقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 ولا الاستراتيجي باستعادة فلسطين التاريخية، اي باختصار فشلنا في نقل مشروع الدولة الفلسطينية من الامكانية التاريخية الى الامكانية الواقعية. الان تبدو الامور على نحو اكثر سوداوية وسوء ليس فقط على صعيدنا الفلسطيني بحيث ان الممكنات والظروف لتحقيق الحلم الفلسطيني في اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 تزداد صعوبة وتعقيدا فالنكسة الفلسطينية يتوالد عنها نكسات، وكذلك الحالة والوضع العربي تزداد نكباته ونكساته، فالمشروع الوطني الفلسطيني والقضية الفلسطينية معرضتان لمخاطر التصفية والتبديد والتفكك، فالحالة الفلسطينية منقسمة على ذاتها، والاحتلال يزداد (تغولا) وشراسة، مستفيدا من حالة الانقسام الفلسطيني التي تتعمق وتتكرس والمناكفات الداخلية متواصلة وتتصاعد، ونحن نرى بان مشاريع التصفية للقضية تطل برأسها، وتشارك فيها اطراف دولية واقليمية وعربية، حيث الدولة ذات الحدود المؤقتة في قطاع غزة والاجهاز على القدس بشكل نهائي، وتحويل ما يتبقى من الضفة الغربية بعد ضم مناطق (سي)، والتي تشكل (60٪) من مساحج الضفة الغربية الى (كانتونات) معزولة كجزر متناثرة في محيط اسرائيلي. اما في الحالة العربية فنحن نرى بأن كل قطر عربي، يعيش ليس نكسة بل ما هو اكبر من نكبة، حيث المشروع المعادي للمنطقة العربية مشروع الفوضى الخلاقة، المستهدف للامة العربية وجودا وشعوبا وجيوشا وجغرافيا سائر بالمنطقة نحو التقسيم والتجزئة والتفكيك والتذرير، وادخال كل قطر عربي في صراعات مذهبية وطائفية، وبما يخلق ثارات اجتماعية عميقة، تجعل من الصعب تعايش مكونات ومركبات القطر الواحد الاثنية والمذهبية والطائفية في دولة مركزية واحدة، بحيث يصبح التقسيم حاصل تحصيل وامرا واقعا، ونحن نشهد تجليات هذا المشروع في ليبيا والعراق وسوريا ومصر وحتى السعودية، مشروع يدفع بالعرب نحو التدمير الذاتي، ينهب خيراتهم وثرواتهم ويدمر بلدانهم ويقتل شعوبهم، ويستنزف مواردهم المالية، وفي النهاية تعاد صياغة جغرافيتهم خدمة للمشاريع الامريكة والاستعمارية في المنطقة، والتي جوهرها حماية امن اسرائيل وتسيدها في المنطقة لعشرات السنين القادمة، واحتجاز تطور الامة العربية لمئة سنة قادمة، بحيث الدول المقسمة طائفيا ومذهبيا وثرواتيا، مرتبطة امنيا باحلاف امنية مع اسرائيل وتدار اقتصاديا من قبل المركز الرأسمالي العالمي، على ان تقاد من قبل (مخاتير) سموهم رؤساء، ملوك وامراء بدون سيطرة على مواردهم وقرارهم السياسي.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :