أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات الصمت على التراجع

الصمت على التراجع

06-06-2015 12:24 PM

بقلم عارف العتيبي
لن يكون هناك اثم يحاسب عليه كل من صمت وصبر، وآمن بأن الحلول من صنع القدر، وان الحياة لمن سرق وغدر. موتوا .. ولسوف نذكركم في ليالي الانس والافراح، بعد ان تخلصنا منكم ومن الجراح، بفضل زعيمنا، الطاغية السفاح واعوانه من كل ذئب وتمساح. لولاكم لما ظهرت على السطح الافاعي والحيتان، ولا عاش الشريف عريانا، ولا رقصت القطط السمان على انغام الجور والبهتان. موتوا قانعين بالخلاص من هذا البلد، لأن موتكم لن يسبب فضيحة لأحد، ولن يبكيكم حتى (عبدالصمد) لأنكم في الحياة اصفارا بلا عدد، وضبابا بلا عمد، وان العدل صوت خمد. لقد كنا بواسطتكم نحصل على المساعدات، ونسرقها لنصرفها في الحانات، وعلى الرحلات والفاتنات، وغياهب السفاهات. موتوا (كالأبطال) لأنكم تخليتم عن النضال، وحطمتم الآمال، وانهارت كرامتكم من فوق الجبال، لتستقر في وديان الضلال، لقد دفعتم الضرائب والرسوم دون تذمر او حتى وجوم، ودون شكوى للهموم، او صرخة احتجاج مظلوم، او صيحة ألم محروم. اموال ينعم فيها المارق والسارق، وكل فاسد للحرام عاشق، ومن يسعى لبناء قصر شاهق، وكل وصولي منافق. موتوا لأن البقاء للاقوى، ولكل من للظلم يهوى، ولمن اتخذ الخمر سلوى، واعتبر وجودكم على الارض بلوى. سوف نذكركم دائما بالخير، ما دام على الارض وحش وطير، وعلى الطريق مراقب سير، يجمع لكم قوت الغير، ومأمور جمارك جعل البحر نهير، وقليل اصل يدعي بأن جده هو (ابو نصير). نعم لقد قتلكم المرض والجوع والصبر وآلام الضلوع والنوم في الظلام مع قلة الشموع، والصمت الرهيب مع الخنوع، والرقص امام الاقوياء والركوع. موتوا في جحوركم مع العذاب، لأن المستشفيات محدودة الابواب، ولا يدخلها الا اقارب الاحباب، ولن يخرجوا جثتكم قبل دفع الحساب. موتوا لأنكم لن تتقنوا هتاف المنتفعين، ولا حتى التصفيق مع الوصوليين، ولا نظم اشعار المنافقين. موتوا لأن صدوركم لا تعتليها اوسمة الهزائم، والعار، ولن تجدوا رحمة من غدار، ولا الصعود على اكتاف الصغار. موتوا واتركوا الجبارين للجبار، وهو الذي سيأخذ الثار، من كل ظالم ومكار، وأناني وغدار.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :