الشاهد -
عبدالله العظم
خروج الحكومة عن التحذيرات الدولية التي سبقت الحرب الروسية الاوكرانية من شح الموارد و السلع على مستوى الكوكب و تنبؤات لازالت جارية تحذر من مجاعة عالمية قادمة ،و عدم الاستعداد اليها و اغفالها يضعنا على رأس قائمة الدول التي ستواجه الخطر جراء تشتت الاولويات و الذهاب الى مشاريع بعيدة كل البعد عن المرحلة و تحدياتها.
وزارة الزراعة التي تقع عليها المسؤولية الاعظم راحت تفكر خارج الصندوق . و وضعت جل اهتمامها بتنفيذ مشاريع فاشلة بعيدة المدى ضمن برنامجها الذي تم وضعه من معالي خالد الحنيفات لمواكبة تقلب المناخ و البيئة تؤتى اكله حسب تعبيرة لوكالة "بترا "بعد عشر سنوات .من خلال زراعة 110 مليون شتله من الاشجار الحرجية موزعة على مناطق المملكة تنفيذا لمؤتمر غلاسكو للتغير المناخي . في حين السعودية ومصر قامت بزراعة ملايين الدونمات على ارضيها من قمح و شعير و خضروات استعدادا للمواجهة خطر المجاعة .
و لم يفكر معاليه بالعودة لاحياء فرصة استئجار اراضي السودان التي راحت من يدنا نتيجة عدم تعاطي الحكومة مع ملف الاتفاقية الاردنية السودانية لانتاج الحبوب و القمح عبر استئجار ارضي زارعية بالسودان على نهج وطريقة دول اخرى لديها سلع استراتيجية تمكنها من النمو الاقتصادي منها السعودية و الامارات و غيرها التي بادرت بزراعة القمح و الذرة و الاعلاف على امتداد مساحات بملايين الهكتارات الزراعية من اراضي السودان .
ولم يفكر الحنيفات بطريقة الطرف المقابل لنا الذي نتساوى معه بمعدل الامطار السنوي و المناخ و تضاريس الارض . على اساس نحن اكثر تقدما منه في مجالات التكنوزراعية ونملك الكفاءة الاعلى بالمستوى ، ولدنيا الاكتفاء الذاتي من المنتجات الاساسية التي اوقفت تصديرها الدول الينا و احتكرتها داخل حدودها وهذا من حقها لتلافي ضرر سنوات عجاف في محافظتها على سلة الغذاء ، و وضع تفكيره بتحريج الاراضي ، و هو على الاقل غير قادر على المحافظة و حماية الاحراج والغابات التي تلتهمها النيران بين يوم و التالي.