أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك على طاولة الملك .. يمتزج الوطني بالقومي

على طاولة الملك .. يمتزج الوطني بالقومي

17-03-2022 12:31 PM
الشاهد -

بلال حسن التل


كما هي عادته، فإن جولات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ولقاءات جلالته مع زعماء وقادة الدول لا تقتصر على القضايا والهموم الأردنية والعلاقات الثنائية، وجلالته بهذا إنما يرسخ النهج القومي لابائه وأجداده من جهة، ويؤكد دور الأردن ورسالته القومية التي قامت عليها الدولة الأردنية الحديثة قبل قرن من الزمان، باعتبارها وارثة الثورة العربية الكبرى، والأمينة على الأحلام القومية للعرب.

مناسبة هذا الكلام ما رشح عن زيارة جلالته خلال الأيام القليلة الماضية لكل من النرويج والمانيا، حيث تصدرت قضية فلسطين جدول أعمال جلالته ومحادثاته مع زعماء البلدين، وهو أمر تميز وانفرد به جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، فصار الزعيم العربي الوحيد الذي يصر على ابقاء قضية فلسطين حية في ضمير العالم، وعلى جدول أعمال زعمائه من منظورها العربي، حيث يصر جلالته على أن يحفظ العالم للقدس صبغتها الدينية والتاريخية والقانونية، وأن تتحول إلى عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة على أساس حل الدولتين الذي يتمسك به الأردن، ?سانداً في ذلك وداعماً للأهل في فلسطين.

وكما هي عادته فقد كرر جلالته التحذير من تدهور الأوضاع في فلسطين عموماً وفي القدس على وجه الخصوص، خاصة ونحن على مشارف شهر رمضان وخصوصيته المقدسة في المدينة المقدسة، ولدى مليار مسلم ويزيد، ناهيك عن ملايين المسيحيين العرب، حيث تشكل القدس واحدة من أهم رموز التعددية في هذه المنطقة، خاصة التعددية الدينية والحياة المشتركة بين أتباع الديانات السماوية، قبل ظهور الحركة الصهيونية وأطماعها.

ومثل اهتمام جلالته بفلسطين وقضيتها، فإن الأوضاع في سوريا لم تغب عن الاهتمامات الملكية وضرورة الحل السياسي للمشكلة السورية، مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، خاصة وأن وجودهم زاد الاعباء الاقتصادية والاجتماعية على الدول المضيفة، خاصة الأردن الذي تحمل نتيجة اللجؤ السوري فوق طاقته، بل وفوق طاقة دولة كبرى، كما صار الأردن مستهدفاً من قبل عصابات تهريب المخدرات التي تتمركز بالأراضي السورية، ومحاولاتها المستميتة لاختراق أمن الأردن، وهي المحاولات التي تتحطم على صخرة قواتنا المسلح? وأجهزتنا الأمنية، التي هي في حالة استنفار دائمة مكلفة اقتصادياً، علماً بأن الأردن في تصديه لهذه العصابات يدافع أولاً عن جزيرة العرب وخليجهم، ثم عن دول العالم الاخرى التي تستهدفها عصابات المخدرات المنطلقة من سوريا، كذلك لم يغب الشأن العراقي عن جدول أعمال جلالته وضرورة عودته إلى حضنه العربي، وقيامه بدوره في الإقليم والعالم.

خلاصة القول في هذه القضية: إنه وحده الأردن الذي تمتزج قضاياه وهمومه الوطنية بالقضايا والهموم القومية فتصبح واحدة، راسما بذلك أروع صور الإخلاص للحلم العربي..




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :