أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة نتنياهو : لا دولة فلسطينية واهتمامي الاول...

نتنياهو : لا دولة فلسطينية واهتمامي الاول برخاء شعب اسرائيل

25-03-2015 02:49 PM
الشاهد -

بعد فوزه في الانتخابات التشريعية بثلاثين مقعدا وتحالفه مع اليمين:
اميركا قلقة واوروبا تدعو القادة الاسرائيليين الى اعادة النظر في مواقفهم تجاه العملية السلمية
الشاهد - عبدالله القاق
لم يكن نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل مهتما بردود الفعل العربية او الدولية عندما اعلن بعد فوزه في الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الثلاثاء الماضي بثلاثين مقعدا واستعداده لتشكيل الحكومة من 67 عضوا من اليمينيين المتطرفين الذين يرفضون السلام انه لاحل باقامة الدولتين وانه سيهتم فقط برخاء الشعب الاسرائيلي الذي منحه الثقة الامر الذي سيكون محورا رئيسا في القمة العربية التي ستعقد في شرم الشيخ في السابع والعشرين من الشهر الجاري
فالاسرائيليون الذين اقترعوا لنتنياهو اثبتوا انهم مثله ينظرون الى أفراد الاقلية العربية في إسرائيل على أنهم أغراب ودخلاء أو طابور خامس، تماماً مثلما كانوا ينظرون اليهم قبل 66 عاماً. وعندما توّجوا نتنياهو "ملكاً" عليهم للمرة الرابعة، كشفوا عن وجههم الحقيقي الوجه العنصري الكاره للعرب، الأحادي النظرة والمعادي للتعددية، المتقوقع على هويته اليهودية. ويتمثل نجاح نتنياهو في قدرته على حدس هذه المشاعر المظلمة والعميقة التي تعتمل داخل نفوس الإسرائيليين وفي اعطائها شرعية وتبنيها والدفاع عنها. كما برزت مهارته الشيطانية في تحويل العنصرية الإسرائيلية الدفينة الى خطاب تحريضي على اليسار الإسرائيلي وعلى العرب في إسرائيل.
إن تجديد حكم اليمين في إسرائيل لولاية أخرى مدتها اربع سنوات معناه بالنسبة الى الفلسطينيين استمرار مرحلة الجمود وازدياد الشعور بالاحباط واليأس والطريق المسدود. وهذا لا يعني ان فوز اليسار الإسرائيلي كان سيغير ذلك كله جذرياً، لكنه كان على الاقل سيفتح ثغرة في الحائط المسدود، والأهم انه كان من المحتمل ان يعيد احياء معسكر الاعتدال في إسرائيل الذي كانت بدأت تخرج أصوات منه الى العلن في الفترة الاخيرة قبل أن يمنى بهزيمة نكراء.
إن فوز اليمين الإسرائيلي معناه موت حل الدولتين، وان الاحتلال الإسرائيلي باق الى ما لانهاية، وان اعداد المستوطنين ستزداد وعمليات الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية ستستمر، وكذلك سياسات الاغلاق والحصار.
وفي السنوات الاخيرة تحول النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي نتيجة الاضطرابات التي حملها معه "الربيع العربي" قضية ثانوية. ونظراً الى كون الدول العربية الاساسية المعنية بالصراع اما تفككت وإما في خضم نزاع أهلي مدمر، فإن الفلسطينيين وحدهم في مواجهة اليمين الإسرائيلي المتوحش، وهم وحدهم في نضالهم للحصول على اعتراف المجتمع الدولي بهم، ووحدهم يتحملون مسؤولية الدفاع عن مشروع دولتهم المستقلة. الفلسطينيون اليوم في حاجة ماسة الى وضع استراتيجية موحدة تتلاءم مع المرحلة المقبلة من حكم نتنياهو الذي سيجعل تصفية القضية الفلسطينية والقضاء على حلم الدولة المستقلة هدفاً له.
فوز نتنياهو قتل الأمل لدى الإسرائيليين المعتدلين في التغيير، ولكن ممنوع ان يقتل الامل لدى الفلسطينيين بل يجب ان يشكل حافزاً لتوحيد جهودهم من اجل التصدي لمشاريع اليمين القديمة والجديدة".
لقد انتهت الانتخابات الإسرائيلية المبكرة، وواضح أن قوى اليمين الإسرائيلي المتطرف قد حققت فوزاً ساحقاً في هذه الإنتخابات، وبالذات حزب "الليكود" بزعامة الملك نتنياهو (30) مقعداً، يضاف لذلك "البيت اليهودي" برئاسة نفتالي بينت (8) مقاعد و"كولانو" برئاسة موشيه كحلون (10) مقاعد و"اسرائيل بيتنا" برئاسة ليبرمان (6) مقاعد، يضاف الى ذلك الأحزاب الدينية "شاس" و"يهوديت هتوراه" (14) مقعداً، وبالتالي فإن نتنياهو ومعه هذا الطيف السياسي الواسع اليمني المتطرف، هو الأكثر حظاً لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ليس فقط حكومة يمينية ضيقة، بل لديها أغلبية واسعة ومريحة، ستعتمد عليها في تمرير أية قرارات او تشريعات او قوانين يجري سنها وتشريعها، تحديداً في الجوانب السياسية والأمنية، وهذا ليس مربط الفرس، ولكن ما يثير استغرابي سذاجة وسطحية بعض التحليلات والتمنيات للعديد من الكتاب والقادة الفلسطينيين والعرب، والتي ترى بأن التطور الدراماتيكي والتغير الأبرز هو القوة العربية الموحدة في الكنيست (14) مقعداً، وكذلك الرهان على المعسكر الصهيوني هرتسوغ ليفني، بأن فوزه، هو بمثابة تحطيم لليمين الإسرائيلي، أو انقلاب جذري في السياسة الإسرائيلية، والبعض العاجز فلسطينياً وعربياً، كان ليس فقط يتمنى أن تفوز ما يسمى بقوى الوسط واليسار الصهيوني ليفني- هرتسوغ مع التحفظ على التسمية، بل كان يهلل ويطبل ويزمر فرحاً وإبتهالاً، وكان هذا المعسكر سيسلم مفاتيح القدس، وسيقتلع كل المستوطنات من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وسيمنح العرب في الداخل الفلسطيني حقوقهم كأقلية قومية في دولة الإحتلال.
أما فيما يخص القائمة العربية الموحدة التي أوصى قادتها للمعسكر الصهيوني هرتسوغ- ليفني بتشكيل الحكومة الصهيونية القادمة، وذهب رئيسها ايمن عودة بعيداً في تخيلاته، في تصريحه لفضائية "الميادين"، بأنهم حققوا الهدف من هذه الإنتخابات بدفع نتنياهو الى خانة المعارضة، فواضح كما يقول المحلل السياسي راسم عبيدات بأنه رغم ما يشكلونه من قوة انتخابية ثالثة في الكنيست، فإنهم لن يستطيعوا التأثير في السياسة الإسرائيلية وبالذات في القضايا والقرارات ذات البعد الإستراتيجي سياسيا وامنياً، وإذا ما قدر لهذه الوحدة أن تستمر وفق برنامج موحد متفق عليه، فيمكن لها أن تحد وتلجم من "تغول" و"توحش" اليمين المتطرف الإسرائيلي تجاه حقوق شعبنا في الداخل الفلسطيني.
وقبل القراءة لهذه النتائج فإنني أود التأكيد على حقائق ثابتة في الفكر الصهيوني، وتتبناها وتؤمن بها كل ألوان الطيف الإسرائيلي من أقصى يسارها إلى أقصى يمينها، ألا وهي أن الاستيطان مرتكز أساسي وعامل رئيسي وجوهري في كل برامج الأحزاب الصهيونية، وهي بمثابة الثابت لا المتغير، وأي حزب يحاول أن يقفز عن هذا الثابت، فهو يدرك تماماً بأنه منتحر سياسياً، ويخسر وجوده في البرلمان "الكنيست" ويعزل جماهيرياً، ولذلك كان هذا الثابت البند الأساسي في دعاية أغلب إن لم يكن جميع الأحزاب الصهيونية، والعديد منها بدأ دعايته الانتخابية بزيارة المستوطنات، أو القيام بزيارة استفزازية للمقدسات الإسلامية الأقصى والحرم الإبراهيمي، أو إطلاق تصريحات تؤكد على قدسية الإستيطان وعدم التنازل عن القدس او حتى السماح بإقامة دولة فلسطينية غربي نهر الأردن، تصريحات نتنياهو في مهرجان الأحزاب الإسرائيلية اليمنية في تل أبيب "متحدون من اجل أرض اسرائيل الكاملة".
اما المركب الثاني الثابت في كل برامج الأحزاب الإسرائيلية أنها جميعاً ترفض حق العودة للشعب الفلسطيني، وحتى أكثر الأحزاب الإسرائيلية يسارية لا تصل إلى حد الإقرار والاعتراف بالحدود الدنيا من حقوق الشعب الفلسطيني في الدولة المستقلة في حدود الرابع من حزيران.
والثابت الثالث، هو أن الأحزاب الإسرائيلية، ترى بان العرب يخضعون بالقوة فقط، ولذلك كل حزب يريد أن يحقق نتائج سياسية وشعبية وتمثيلا أوسع واكبر في البرلمان "الكنيست" والحكومة، يرى الطريق إلى ذلك من خلال الإيغال في الدم الفلسطيني والعربي، عبر ارتكاب الجرائم والمجازر وتوسيع القمع والإذلال وامتهان الكرامة لشعبنا الفلسطيني..
إن الخلاف بين الأحزاب الإسرائيلية ليس جوهرياً في القضايا الإستراتيجية والسياسية والموقف من حقوق شعبنا الفلسطيني، بل هي ادوار تلعب، اليمين المتطرف يعبر عن مواقفه بشكل واضح وصريح، وما يسمى بالوسط واليسار، يعبرون عن نفس المواقف ولكن مغلفة بدبلوماسية، الإستيطان، القدس، اللاجئين، الكتل الإستيطانية الكبرى..
والواقع انه لا بد من رسم استراتيجية فلسطينية شاملة وموحدة بعيدة عن لغة المناكفات و"الجعجعات" و"الهوبرات".. إستراتيجية تفرض حضورا حقيقيا لفلسطين في مواجهة المشروع العنصري الاحتلالي..
مطلوب من امريكا اذا كانت تريد المحافظة على امن واستقرار المنطقة ان تضغط على نتنياهو بقبول حل الدولتين ووضع حد لانتشائه بالفوز في الكنيست ليكون رئيسا لوزراء الاحتلال للمرة الرابعة في تاريخ دولة الاحتلال البغيض .
رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية – abdqaq@orange . go





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :