صالح الراشد

فشل حلف شمال الأطلسي "الناتو" في إتخاذ موقف مؤثر في الحرب الروسية الأوكرانية، ووجد أنه غير قادر على مواجهة القوة العسكرية الروسية، فقرر أن يواجه موسكو بطريقة مختلفة حتى يمنح نفسه دوراً بطولياً في حرب لم ولن يُشارك فيها، لتقوم الولايات المتحدة هولندا وألمانيا بالإعلان عن دعم أوكرانيا بصورايخ "ستينغر" ومضادات للدبابات والمال، لمواجهة القوة الروسية المتعاظمة في الحرب التي شارك بها ثلث القوات الروسية على الحدود الأوكرانية.

لقد ظهر ان "الناتو" يسعى لإطالة أمد الحرب والتي كان من المتوقع أن تنتهي بسرعة كبيرة، بحيث يدفع الروس، الجيش الأوكراني للسيطرة على البلاد وطرد الرئيس فولوديمير زيلينسكي أو تصفيته مع عدد من مناصيرة الإقتصاديين، ويتم تعيين رئيس جديد يتناسب مع الفكر والتوجهات الروسية، وبالتالي فإن "الناتو" بجيشه القوي لن يخوض الحرب دفاعاً عن أوكرانيا وسيكتفي بالدم الأوكراني لينوب عنه في المواجهة الروسية، والتي كلما طالت حربها ستقوم بإستخدام أسلحة أكثر فتكاً، مما سيتسبب في قتل العديد من المدنيين.

لقد كان على "الناتو" أن يقف بقوة وصلابة لوقف الزحف الروسي صوب كييف، وأن لا يكتفي بدور المتفرج أو مشعل النيران، لا سيما أنه السبب الرئيسي في زيادة الحنق الروسي على أوكرانيا، حين اراد نشر صواريخه على الحدود المتاخمة لروسيا، وبالتالي فان الحرب لم تكن لتقع لو قدر قادة "الناتو" المصالح الروسية والاوكرانية، لكنهم تعاملوا مع الموقف الخطير إنطلاقاً من مصالحهم الخاصة، والتي سيدفع ثمنها الشعب الأوكراني وليس الرئيس الذي وضع يده بيد الغرب، ليجد أن يده في نهاية الأمر في العراء تماماً.