أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية عالم الجريمة وفاة الحدث وائل مسؤولية من؟؟

وفاة الحدث وائل مسؤولية من؟؟

19-03-2015 08:43 AM
الشاهد -

يعمل في محددة والتف السلك على رقبته
الشاهد-فريال البلبيسي
لم يدرك الحدث خالد ذو 15 عاما انه سيخرج من منزله قاصدا عمله في هذا الصباح وهو يودع والديه طالبا رضاهم لن يعود اليه الا جثة هامدة وهو محملا على الاكتاف. خالد هذا الحدث برغم صغر سنه فقد دفعته اوضاع اسرته المادية المتردية الى سوق العمل لينخرط في مهنة تصنف وفق وزارة العمل تحت بند المهن الخطيرة، ونسي هذا الطفل مدرسته وطفولته وخلع ملابس المدرسة وارتدى ملابس العمل ليساعد والده المريض في الاعباء المعيشية.
الحادثة
توفي الحدث خالد وائل 15 عاما بتاريخ 15/2/2015 مساء يوم الثلاثاء اثناء انهماكه بقص وخراطة قطعة حديد واثناء قصه للقطعة التف الوشاح حول عنقه مع الالة التي يعمل بها (الصاروخ) ولم يستطع الافلات منها وقامت بخنقه. وقد اثبت تقرير الطب الشرعي ان سبب الوفاة الخنق بالرباط حيث كان الطفل لحظة الحادثة يرتدي وشاحا حول عنقه وقد التف الوشاح في آلة الخراطة التي كان يعمل عليها ما ادى الى اختناقه ووفاته. الشاهد قامت بزيارة ذوي المغدور الذي ذهب ضحية الحاجة والعوز وتناسي الضحية طفولته البريئة وسط غدر الزمن الذي لا يرحم وجشع اصحاب وارباب العمل الذين يقومون بتشغيل احداث صغار مستغلين حاجتهم للعمل لتأمين رزق اهاليهم في منطقة المشيرفة الرصيفة، لنستطلع على ظروفهم ومعيشتهم.
والدة خالد
التقينا والدة الحدث خالد وائل فتحي وكانت الام في حالة حزن شديد وغير مصدقة انها فقدت ولدها على هذا النحو وكانت دموعها تنهمر بغزارة وقالت ان ولدي ذهب ضحية الفقر الذي تعيش فيه عائلتي، ان خالد كونه الولد الاكبر لدى اسرتي كان يشعر بمرض والده الذي جعله عاجزا عن اعالة اسرته وولفدي الاصغر من خالد يعاني بضمور بدماغه وابنتي بحاجة الى عمليات جراحية عديدة لانها مصابة بحروق في انحاء جسدها، لهذا خلع ولدي ملابسه الدراسية والتحق وهو صغير الى سوق العمل من اجل الوقوف مع والده المريض. وكان خالد سعيدا في عمله بالمحددة التي يعمل فيها وكان يقول لي دوما يا امي انني اتعلم جيدا وبسرعة وساصبح حدادا ماهرا في المستقبل ولم يدرك خالد ان نهايته ستكون سريعة في هذه المهنة التي احبها وحلم ان يعمل فيها لتحميه من شبح الفقر مع اسرته.
وعن الحادثة
قالت ام خالد بتاريخ 15/2/2015 خرج ولدي صباح يوم الثلاثاء الى المحددة وكان خالد سعيدا في هذا العمل وكان يقول لي ساكون يوما حدادا ماهرا ولمي درك ان نهايته ستكون قريبة في هذه المهنة التي احبها واحب ان يتعلمها لتحميه من شبح الجوع مع اسرته. وكان يرتدي وشاحا على رقبته ليحتمي به من برودة الجو، وفي الساعة السادسة والنصف كان يقص الحديد بالصاروخ ولانه صغير الحجم لف الصاروخ على اللفحة التي يرتديها ولم يستطع ولدي السيطرة على الصاروخ التي قامت بقطع رقبته واضافت الام شاهده العامل الموجود في المحل وقام بالصراخ والاستنجاد بالمحال المجاورة الذين هرعوا الى المحل وذهلوا من هول المنظر وقام العامل بالاتصال بصاحب المحل الذي هرع على الفور الى المحل وقام باسعافه الى مستشفى فيصل لكن ولدي كان متوفيا. وقالت ام خالد اتصل عم ابنائي واخبرنا ما حدث مع خالد وعندما ذهبنا الى المستشفى وجدناه قد فارق الحياة. واكدت ام خالد ان ما حصل لولدها كان سببه الفقر وان ظروفهم المادية لو كانت جيدة ما حصل هذا لولدها الذي ذهب ضحية الفقر. وقالت اعتبرنا ان ما حصل للمرحوم قضاء وقدر وبكت ام خالد ولدها وبحرقة وهي تقول قبل وفاة خالد بيوم طلب مني ان اطبخ له اكلة كان يحبها وقال لي سأطلب من صاحب العمل اعطائي مبلغ لاشتري لك اللحم لصنع المنسف ولم يدرك ان الجميع اكل من المنسف الذي ارادني ان اطبخه له.







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :