أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة شجب واستنكار عالمي لاعدام الطيار الكساسبة بهذه...

شجب واستنكار عالمي لاعدام الطيار الكساسبة بهذه الطريقة البشعة

12-02-2015 10:10 AM
الشاهد -

الحدث الجلل وحد الاردنيين في مواجهة داعش والملك يعلن مواصلة الحرب ضد التنظيم الارهابي
الشاهد - عبدالله محمد القاق
الوقفة الاقليمية والدولية التي وقفت الى جانب الاردن ملكا وحكومة وشعبا على كل المستويات لإدانة واستنكار ما تم على يد تنظيم داعش من إعدام للطيار الشهيد البطل معاذ الكساسبة حرقا، اكدت على مدى تضامن العالم مع الاردن في «التكاتف والتآزر من أجل اجتثاث مثل هذه العناصر الجبانة من مجتمعاتنا».
وشدد قادة الدول في رسائلهم الى جلالة الملك عبدالله الثاني الذي قطع زيارته الرسمية وعاد الى ارض الوطن لمتابعة الموقف على «الادانة الشديدة والاستنكار الواضح للجريمة الوحشية التي قام بها ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية»، مؤكدين «التضامن الكامل مع الشعب الاردني الشقيق في مأساته».
واكدوا عبر برقياتهم « على دعم الاردن على جميع المستويات بل وكل الخطوات الاردنية في التعامل مع آثار تلك الجريمة ووقوفهم في خندق واحد مع الاردن في معركة الارهاب»، داعين المولى العلي القدير «ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وان يلهم ذويه والشعب الاردني الصبر والسلوان» معتبرين ان «هذه الجريمة البشعة تدل على وحشية هذا التنظيم الذي لا يعرف من تعاليم الاسلام الا الاسم»، مؤكدين ان «الاسلام بريء من هذه الافعال التي لا تقرها أي شريعة في الارض» ووصفوا «هذه الجريمة بأنها عمل اجرامي جبان»، معربين في الوقت نفسه عن استنكارهم الشديد «لهذه الجريمة البشعة والممارسات اللا انسانية الشنيعة التي تتنافى تماما مع جميع المبادئ والقيم وتتعارض مع كل الشرائع والاديان السماوية لا سيما ان الدين الاسلامي الحنيف حرم قتل النفس البشرية».
والواقع أن «تلك الجرائم النكراء تتنافى وروح الإسلام السمحة، وهذه الأفعال تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن داعش تنظيم إرهابي محترف ولا ينبغي أن يغتر البعض بما يروجونه من شعارات إسلامية، إنما يبثونه ليخفوا حقيقتهم المشوهة والمشبوهة والمدعومة من قبل أعداء الإنسانية والحياة والاستقرار في الدول العربية والإسلامية». بدوره، وينبغي الوقوف صفا واحدا مع الاردن لاجتثاث التنظيم الجبان وعدم : «الصمت الدولي على ما اقترفته عصابات داعش من وحشية في تنفيذ الاعدام في الطيار الأردني معاذ الكساسبة»، وهذا يؤكد ان « داعش اصبحت حقيقة مثل اسرائيل، اذ تقدم على الجرائم، ولا احد يواجهها ويدفع خطرها على منطقة الشرق الاوسط».
وهذه العملية الجبانة باعدام البطل الكساسبة تؤكد ان هذا التنظيم المجرم « داعش يخسر كل يوم من المؤيدين له بالعراق وسورية ولا أمل له بالاستمرار بسبب ضعف وانعدام الجانب الشرعي عندهم»، ويعتبر «من اجهل الخلق حسب وصف الرسول صلى الله عليه وسلم لهم فهم يدخلون ويخرجون من الاسلام بسرعه لجهلهم لان «حرق الطيار الاردني لا يقره عاقل ولا مسلم ولا عالم فهذا الفعل مُثْلة في الاسلام ونهى عنه الرسول».
ان هذه الوقفة الوطنية والقومية والاسلامية مع الاردن وما شاهدناه بمقتل فقيد الامة العربية الطيار معاذ الكساسبة امر لا يدخل عقل اي مسلم، دين الاسلام سمح وينافي هذا العمل الجبان والقبيح، وكما نعلم ان الهدف من هذه الاعمال هي ارهاب الناس وادخال الرعب في قلوبهم، الا ان مثل هذه التضحيات تقوي مواقفنا ضد من يقوم بها وعلينا جميعا التكاتف والتآزر من اجل اجتثاث مثل هذه العناصر الجبانة من مجتمعاتنا ». لماذا هذا العمل وقد تساءل المراقبون وهم في حيرة من امرهم لماذا تعمد تنظيم (داعش) المجرم إعدام الطيار الأردني بهذه الطريقة الوحشية المبتكرة؟ هذا هو السؤال الأول الذي طرح بعد بث شريط الإعدام الذي صدم العالم.
أما الجواب فإنه بسيط وهو أن «داعش» يطور في كل مرة أساليبه في القتل لتكون صادمة أكثر، لأن الرعب والترهيب كما يعتقد سلاحه الأول للسيطرة والتوسع على الأرض، ولجذب الأشخاص الذين يحملون السلوك والفكر المنحرف واستمالة المزيد من الأتباع الذين يميلون لممارسة سلوك العنف والارهاب والاجرام .
فهذا التنظيم يتبع مسارا تصعيديا في الممارسة العنيفة ويعتمد على عنصري الصدمة والرعب.
والإحراق حيا كما قال المراقبون بعد اطلاعهم على العملية الجبانة وعلى الشريط الارهابي المتقن الإعداد والإخراج في مؤثراته ورسائله، يريد تنظيم «داعش» من خلاله ان يوجه رسالة للجميع بأنه عازم على متابعة مشروعه في المنطقة متحديا التحالف وكل قواته وأسلحته، كما يريد أن يبدد الانطباع الذي ساد بعد خسائره في كوباني وديالى بأنه يعاني الضعف والوهن وبدأ عده التنازلي، فأراد بحرق الرهينة البطل الطيار الحفاظ على «توازن الرعب أو القوة كما يزعم » وإعطاء إشارة بأنه ما زال تنظيما متماسكا ومستمرا في قوته وممارساته الصادمة والجاذبة للاهتمام والأضواء.
هذا التطور ليس مجرد حادثة أو جريمة عابرة وإنما ينظر إليه على أنه «نقطة تحول» في مسار الأحداث الجارية في المنطقة تضاف إلى نقاط تحول سابقة مثل ذبح الرهينتين الأميركيين الذي ساهم في إحداث تحول في الرأي العام الأميركي لجهة تقبل أكثر لفكرة الحرب ضد «داعش» وانخراط الولايات المتحدة فيها.
هذا التحول يمكن ملاحظته وتوقعه في الاتجاهات التالية:
1 ـ تحول في الموقف الإسلامي العام ضد هذا التنظيم الاجرامي والارهابي لأن هذه الجريمة جعلت المسلمين أكثر نفورا من «داعش» وأكثر تقبلا لمشروع الحرب ضدها وأكثر انخراطا فيها على كل المستويات، والوقوف مع الاردن في اجراءاته الوطنية بما في ذلك محاربة الفكر المتطرف وتجفيف مصادر التمويل.
ويمكن القول إن ردة فعل المرجعيات الدينية الإسلامية (شيخ الأزهر في مصر ومفتي السعودية وعلماء العالم ودائرة الافتاء في الاردن ) على حرق الطيار الأردني تجاوزت كل المواقف والتوقعات في الإدانة الحادة والمضمون العنيف: شيخ الأزهر د.أحمد الطيب دعا الى «قتل وصلب وتقطيع أيدي وأرجل إرهابيي التنظيم»، ومفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ قال إن قتل الإنسان بالنار حرقا وهو حي حرام وجريمة مؤلمة ومفزعة، وهؤلاء لا دين ولا أخلاق لهم وهم فئة فاسدة ومجرمة. 2 ـ تحول في نمط الحرب والعمليات العسكرية التي تشن ضد «داعش» لجهة أن الغارات الجوية يجب أن تكون ناجعة ومضمونة أكثر، وأن الحرب من السماء ليست كافية لهزم «داعش»، وإنما يجب أن تتعزز أكثر العمليات البرية وأن تدعم القوى الموجودة على الأرض وخاصة موقف الاردن الذي وعد بالانتقام لهذا العمل الجبان . 3 ـ التحول الأبرز هو في الأردن سواء على مستوى الرأي العام والشارع أو على مستوى الرد الأمني والعسكري المرتقب.
حيث شكل الاردن منذ بروز «داعش» نقطة ضعف وخاصرة رخوة لأنه مخترق بخلايا ومجموعات لـ «داعش».
ولكن الوضع تغير الآن وجاءت عملية حرق الطيار البطل لتضع حدا للجدل المستمر حول دور الأردن ومشاركته في التحالف ولتشكل انعطافة في الموقف الشعبي باتجاه الدعوة الى انخراط أقوى والى الانتقام الشديد، والالتفاف أكثر حول جلالة الملك والجيش الذي توعد برد قوي ومزلزل.
وهذا الرد، الذي قامت به قواتنا ونسورنا فيما كان جلالة الملك عبدالله يعزي ال الكساسبة في ديوانهم بالكرك ويعلن والد البطل معاذ ان اولاده الثلاثة فداء لجلالته والوطن كانت الغارات الاردنية تدك الارهابيين الداعشيين وتمر فوق بيت العزاء انتقاما لشهيدنا البطل الكساسبة : لذلك فاننا نرى ان المطلوب بالمرحلة الحالية : ٭ وضع حملة أمنية واسعة ومركزة لضرب التنظيمات المتطرفة بمساهمة عربية ودولية ٭ تكثيف الغارات الجوية الأردنية ضد «داعش» والقيام بعمليات نوعية ضد مقار ومراكز قيادية وحيوية.كما فعل نسورنا البوسل يوم الخميس الماضي ٭ تفعيل الحرب الأمنية الاستخباراتية عربيا ودوليا ضد «داعش» وتنفيذ عمليات نوعية خاطفة تستهدف قادتها. ٭ رفع درجة الدعم للقوى المناهضة لـ «داعش» في غرب العراق وفي جنوب سورية.
ان هذا الموقف الاردني الذي تجلى بالوقفة الاردنية القوية والصامدة يؤكد ان ما يقوم به الاردن ضد هذا التظيم المجرم والباغي انما يؤكد دفاعه بقوة عن القيم الانسانية والتعايش وامن الوطن والمواطنين ومحاربة اعداء السلام والاسلام والانسانية جمعاء . والواقع ان مواقف الاردن الوطنية والقومية تنطلق من ايمان الاردن قيادة وحكومة وشعبا بالوقوف صفا واحدا ضد الارهاب والارهابيين جميعا وذلك خلف القيادة الهاشمية والتشديد على ان يكون العالم كله على قلب رجل واحد في مواجهة هذاا التنظيم الارهابي والجبان. رئيس تحرير جريدة سلوان الاخبارية





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :