أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة برميل النفط تحت الـ 50 دولاراً فترة طويلة قد...

برميل النفط تحت الـ 50 دولاراً فترة طويلة قد يؤثر في إنتاج النفط الصخري

22-01-2015 10:49 AM
الشاهد -

مصادر نفطية لا تتوقع ارتفاع اسعار النفط قبل النصف الثاني من العام الحالي
السعودية لن تخفض انتاجها الا بعد توصل السوق الى توازن بين العرض والطلب نفطيا
الشاهد - عبدالله محمد القاق
انتهى عام 2014 بتراجع أسعار النفط العالمية ما بين %40 إلى %50 لتصل إلى مستويات عام 2009. وقد أنهى سعر مزيج برنت العام مستقراً عند 55.7 دولارا للبرميل، مسجلاً تراجعاً بواقع %44، بينما سجل سعر مزيج غرب تكساس المتوسط 53.5 دولارا للبرميل عند نهاية العام بتراجع قدره %46.6. وفي الوقت نفسه، تراجع سعر خام التصدير الكويتي بنحو %49 خلال العام ليستقر عند 50.5 دولارا للبرميل. وجاء التراجع الحاد في أسعار النفط خلال الأشهر الستة الأخيرة إلى أقل مستوياتها منذ خمس سنوات ونصف نتيجة تراجع كل من الطلب العالمي على النفط وارتفاع الانتاج، خصوصا من أميركا الشمالية التي تشهد ارتفاعاً شديداً في انتاج النفط الصخري. وبدلاً من أن تقوم منظمة أوبك بخفض انتاجها كما هو متوقع لمواجهة ارتفاع المعروض بواقع أكثر من مليون برميل يومياً، قررت المنظمة في شهر نوفمبر إبقاء سقف انتاجها عند 30 مليون برميل يومياً، الأمر الذي ادى الى زيادة عمليات البيع في السوق وتسارع وتيرة تراجع الأسعار. وبالإضافة إلى قيام أوبك باستبعاد فكرة وضع حد لهبوط الاسعار عن طريق تقليص انتاج الدول الاعضاء، فقد ألمحت الدول الأعضاء في المنظمة، وبالاخص السعودية، بأنها لا تنوي تحمل كامل أعباء اي تقليص في الانتاج مفضلة الانتظار حتى يتوصل السوق الى توازن بين العرض والطلب حتى تصبح مستويات الأسعار غير مجدية لبعض الدول المنتجة ذات التكلفة العالية، لا سيما في مجال النفط الصخري، بانتظار عودة الظروف التي قد تسمح برفع انتاج الدول المصدرة. ومن الصعب كما يقول تقرير البنك الوطني الكويتي ان تبقى تقدير سعر التعادل لقطاع النفط الصخري الا أن الخبراء يرون أنه على المدى القريب يفترض ان تبقى الأسعار دون 50 دولارا للبرميل لفترة طويلة لكي يتأثر الانتاج والاستثمار في النفط الصخري. اما على المدى الطويل، فقد تُظهر مؤشرات الإنفاق الاستثماري تراجعاً في بعض شركات النفط الخاصة كشركة «ماراثون» للنفط وشركة «كونوكو فيلبس» وشركة «كونتينينتال». حيث من المتوقع أن تقوم هذه الشركات الثلاث بخفض استثماراتها ما بين %20 إلى %40 خلال عام 2015، الأمر الذي قد يؤثر على الانتاج والعرض مستقبلاً. ومع دخولنا عام 2015، فإنه من غير المتوقع ان تشهد الأسواق ارتفاعا في الأسعار حتى النصف الثاني من العام، والذي عادة ما يستعيد خلاله نمو الطلب العالمي قوته (ويتحسن فيه نمو الاقتصاد العالمي). وتقف العقود الآجلة لمزيج برنت في حالة الكونتانجو منذ منتصف عام 2014 في نطاق 65 دولاراً للبرميل و74 دولاراً للبرميل (تسليم ديسمبر) في العامين القادمين.
توقع ارتفاع الطلب
تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بواقع 0.9 مليون برميل يومياً في عام 2015 من 92.4 مليون برميل يومياً خلال عام 2014، وذلك تماشياً مع التوقعات بشأن تحسن الاقتصاد العالمي. وهذه التوقعات هي أقل من توقعات الشهر الماضي بواقع 250 ألف برميل يومياً، حيث تتوقع الوكالة ركود نمو الطلب نسبياً في روسيا ودول منتجة أخرى خلال عام 2015. ومن المتوقع أن يتباطأ نمو الطلب من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أوروبا وآسيا خلال عام 2015، وذلك بنحو 100 ألف إلى 200 ألف برميل يومياً، أي بكمية مشابهة لتلك التي تم تسجيلها خلال عام 2014. ومن المحتمل أن تكون وتيرة نمو الطلب العالمي على النفط خلال عام 2014، الذي يقدر عند 0.6 مليون برميل يومياً، هي الأبطأ منذ خمس سنوات. تراجع انتاج أوبك خلال نوفمبر على خلفية انقطاع الانتاج الليبي إلا أن ارتفاع انتاج أميركا قد ساهم في دفع نمو الانتاج خارج أوبك خلال 2014 لمستوى قياسي. وتراجع انتاج أوبك خلال شهر نوفمبر بواقع 289 ألف برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق ليصل إلى 302 مليون برميل يومياً، وذلك وفق البيانات المستقاة من منظمة أوبك. ويعتبر هذا التراجع الأكبر شهرياً منذ مارس، كما انه قد جاء نتيجة انقطاع الانتاج الليبي الذي أدى إلى انقطاع ما يقارب 249 ألف برميل يومياً من السوق. وأدى تصاعد الأحداث الأمنية في ليبيا إلى توقف الانتاج في حقل شرارة، الذي يعتبر أحد أهم الحقول في البلاد. ومن المحتمل أن يتأثر الانتاج سلباً بشكل أكبر بعد انتقال هذه الأحداث نحو اثنين من أهم موانئ التصدير. ويشكل توتر الأوضاع الأمنية أخيرا عائقاً كبيراً امام قطاع النفط في ليبيا، الذي كان قد شهد ارتفاعا في الانتاج لخمسة أشهر متتالية حتى نوفمبر ليصل الى 900 ألف برميل يومياً. كما تراجع الانتاج أيضاً في الكويت والسعودية بنحو 60 ألف برميل يومياً ليبلغ 2.7 مليون برميل يومياً و9.6 ملايين برميل يومياً على التوالي. وقد يعود التراجع إلى توقف الانتاج بواقع 300 ألف برميل يومياً في حقل الخفجي الذي تتشارك الدولتان في إدارته كمنطقة محايدة. حيث بلغ التراجع بعد شهرين من توقف الانتاج في كلتا الدولتين ما يقارب 100 ألف برميل يومياً. وكانت كل من العراق والإكوادور ونيجيريا هي الدول الوحيدة التابعة لمنظمة أوبك التي استطاعت أن تسجل زيادة في الانتاج في نوفمبر. وقد ارتفع انتاج العراق بواقع 50 ألف برميل يومياً ليصل إلى 3.4 ملايين برميل يومياً. وتشكل الزيادة في صادرات العراق ما يقارب 28 ألف برميل يومياً من نفط كركوك الذي سلمته حكومة كردستان الإقليمية للسلطات الفدرالية في بغداد بعد الاتفاق بين الطرفين لتسوية الخلاف حول توزيع العائدات النفطية. وقد كان نفط كركوك والحقول المجاورة تحت سيطرة حكومة كردستان الإقليمية منذ يونيو من عام 2014 عندما تحركت قوات البشمركة لتعزيز الأمن في المدينة ضد قوات التنظيمات المتطرفة. إضافة إلى ذلك، يبدو أن النفط الذي يقع تحت تصرف السلطات الفدرالية قد تم نقله من خلال أنابيب حكومة كردستان الإقليمية المستقلة إلى أنابيب جيهان في تركيا، الذي يعتبر مصدراً أكثر إشكالاً للعلاقات بين بغداد وحكومة كردستان الإقليمية، وذلك بدلاً من الأنابيب الفدرالية التي تمر عبر منطقة تقع تحت سيطرة تنظيمات متطرفة ولا تزال معطلة بعد عمليات التخريب التي تعرضت لها خلال مارس. في الوقت نفسه، استقر انتاج النفط من خارج منظمة أوبك عند 57.3 مليون برميل يومياً (شاملة الوقود الحيوي والمعالج) خلال شهر نوفمبر. وفي المقابل، فقد استمرت زيادات الانتاج في أميركا دون توقف مع ارتفاع إجمالي انتاج الوقود السائل بواقع 140 ألف برميل يومياً ليصل إلى 12.3 مليون برميل يومياً في نوفمبر، وذلك وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية. وتتوقع الوكالة الأميركية لمعلومات الطاقة بلوغ إجمالي انتاج الوقود السائل 13.6 مليون برميل يومياً خلال عام 2015 وارتفاع انتاج النفط بواقع %8.4 ليصل إلى 9.3 ملايين برميل يومياً. ويبدو أن الارتفاع في انتاج أميركا قد ساهم في دعم انتاج الدول غير الاعضاء في منظمة أوبك خلال عام 2014 ليصل إلى مستوى قياسي عند 1.9 مليون برميل يومياً. كما رفعت أيضاً وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لعام 2015 بشأن الانتاج إلى 1.3 مليون برميل يومياً. وقد تم خفض التوقعات مرة أخرى بشأن انتاج أوبك والمخزون النفطي لعام 2015 كما يقول تقرير البنك الوطني الكويتي ليعكس ذلك تراجع التوقعات بشأن الطلب العالمي والزيادات المتوقعة في الدول غير التابعة لمنظمة أوبك. لذا سيتوجب على أوبك خفض انتاجها خلال عام 2015 بنحو 1.1 مليون برميل يومياً على الأقل من سقف انتاجها الرسمي عند 30 مليون برميل يومياً من أجل تحقيق توازن في السوق.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :