أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات قبل وبعد الديمقراطية

قبل وبعد الديمقراطية

18-12-2014 04:34 PM

قبل وبعد الديمقراطية
النقابي ابراهيم حسين القيسي
قبل الديموقراطية التى كما يقال جاءت مع هبة نيسان لم نشعر كواطنين اننا نعيش آنذاك اي نوع من انواع الظلم و الاضطهاد و التعسف , بعد على العكس كان الوضع الاقتصادي في احسن احواله وكان لدينا طبقة وسطى وكذلك كان لدينا قانون خدمة العلم لصقل الشباب وتنمية قدراتهم وبث روح الانتماء للوطن , كانت دوائرنا الرسمية تنجز معاملات المواطنين على احسن ما يكون ولم نكن نسمع عن فساد وقل ما كنت تجد متذمرا او ناقما على الدولة حتى اننا كنا نسمع من بعض البسطاء عندما كانوا يشعرون بالظلم انهم سوف يرفعون شكواهم لجلالة الملك مباشرة , حتى نسبة الجريمة و العنف المجتمعي وحوادث الطرق كانت في ادنى مستوياتها , قطاع النقل بكل اشكاله كان في منتهى الروعة ورحم الله مؤسسة النقل العام ونظام الدور والانضباط الذي كنا نشاهده عند الركوب بالحافلات في شوارع العاصمة , قبل الديموقراطية المزعومة كنا نشاهد على نشرة الاخبار يوميا في التلفزيون إما افتتاح مصنع او مؤسسة عامة لقد كنا آنذاك في صعود مستمر حتى مدارسنا وجامعاتنا وطلابنا ومستوى التعليم بشكل عام كان افضل الف مرة على ما هو عليه الان , لم نكن نسمع عن غش او تسريب لإمتحانات التوجيهي ولا حتى عن عنف جامعات أو شهادات علمية عليا مزورة , لم نكن قبل الديموقراطية نسمع عن سرقات مركبات أو مناطق عاصية على الدولة أو مروجي مخدرات جهارا نهارا كانت هذه القصص تحكى تحت باب امور لا تصدق, قبل انتخاب مجالس نواب كان الوطن بكل مكوناته اكثر جمالا واستقرارا وتسامحا وانسجاما مع واقعه , بعد الديموقراطية اصبحنا نسمع عن البطالة و الفقر المدقع و السرقات و الفساد و الخروج على القانون , بعد الديموقراطية تأكلت هيبة الدولة وأصبح هناك من يعتقد أنه بالامكان لي ذراع الدولة من خلال التجمهر و اطلاق الشعارت وحرق الاطارات وقذف الحجارة , قبل الديموقراطية كل شيء كان وطنا و للوطن وبعد الديموقراطية خصخصة مؤسسات وشركات بنيت بسواعد ابناء الوطن البسطاء الذين اخلصوا له واحبوه حتى العشق , هذه الديموقراطية التي عشناها ونعيشها الان وجدنا معها كل منغصات الحياة بداية من الفقر وصولا الى الفساد وتآكل هيبة الدولة , توج ذلك بأن اصبح مجلس النواب الذي يفترض أنه يمثل الانسان الاردني مسرحا للعراك وكأن الحالة النفسية للشارع الاردني باتت كذلك فإن كان ذلك صحيحا علينا جميعا إعادة النظر في نوع الديموقراطية التي تناسبنا





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :