أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة مسيرة السلام تواجه انعطافا خطيرا بعد استشهاد...

مسيرة السلام تواجه انعطافا خطيرا بعد استشهاد الوزير ابو عين

18-12-2014 03:47 PM
الشاهد -




العملية الاجرامية الاسرائيلية تجئ في سجل جرائم الاحتلال ومدى استخفافه بالسلطة ورموزها
مسيرة السلام تواجه انعطافا خطيرا بعد استشهاد الوزير ابو عين
الشاهد – عبدالله محمد القاق
واجهت مسيرة السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين انعطافا خطيرا باغتيال قوات الاحتلال الاسرائيلي الوزير الفلسطيني لشؤون مقاومة جدار الفصل والاستيطان زياد أبو عين بعدما ضربه جنود الاحتلال الصهيوني حتى الموت.
ويمثل استشهاد ابو عين اضافة جديدة في سجل جرائم الاحتلال التي لا تحصى ضد الفلسطينيين، لكنها الى جانب ما تعكسه من استهتار بأرواح الفلسطينيين، تؤكد مجددا على مدى استخفاف الاحتلال بالسلطة الفلسطينية ورموزها، عشية احتدام البحث الاميركي ــ الاسرائيلي بمصير التحرك الفلسطيني الجديد سعيا لاكتساب دعم دولي لمشروع الدولة الفلسطينية، الممنوع ولادتها.
وفي فيديو قبل وفاته بلحظات، قال ابو عين إنه «تم الاعتداء عليَّ وضربي ولكن هذا الاحتلال الفاشي سيرحل وسينتصر الشعب الفلسطيني».
بعد الحادثة، قال عبد الله أبو رحمة، أحد الناشطين في لجان المقاومة الشعبية، الذي كان إلى جانب أبو عين، «كان الراحل منفعلاً ويهاجم جنود الاحتلال قبل أن يضربوه على صدره ويستشهد».أبو عين كان متحمساً، قال قبل لحظات من وفاته إن الفلسطينين جاؤوا إلى منطقة «ترمسعيا» في شمال شرق رام الله ليزرعوا أرضهم التي صادرها الاحتلال، لكنهم ووجهوا بعنف من قبل جنود «هذا الجيش الإرهابي».
يأتي هذا في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الأمن الدولي لبحث مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية في نهاية كانون الأول الحالي، وهو ما دفع إلى ترتيب لقاء عاجل في روما، ، بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن اللقاء الاستثنائي أعد لتنسيق الخطوات قبيل التصويت المحتمل في مجلس الأمن الدولي نهاية الشهر الحالي على مشروع قرار فلسطيني يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي حتى نهاية العام 2016.
وفور الإعلان عن استشهاد الوزير الفلسطيني، أعلنت السلطة الفلسطينية الحداد ثلاثة أيام على روحه، فيما أكدت مصادر سياسية فلسطينية أنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق دولية وعربية وفلسطينية من أجل معرفة ظروف استشهاده، حيث من المفترض أن يخضع جثمانه للتشريح قبل التشييع.
وشارك وفد أطباء أردني في تشريح جثمان أبو عين، من أجل الوقوف عن كثب على السبب الرئيسي للوفاة.وتعقيباً على الحادثة، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس في حديث لوكالة الأنباء الفلسطينية - «وفا»، «سنتخذ الإجراءات اللازمة والضرورية بعد معرفة نتائج التحقيق في استشهاد المناضل أبو عين»، واصفاً الاعتداء بـ «العمل البربري الذي لا يمكن السكوت عنه أو القبول به».
واعتبر الرئيس الفلسطيني أن «كل الخيارات مفتوحة. لقد ارتكبت اسرائيل جريمة بقتل زياد أبو عين. سيكون ردنا خلال النقاش في اجتماع القيادة الفلسطينية».
الحدث الأبرز للرد على موضوع الاغتيال، كان عبر تصريح عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» جبريل الرجوب، الذي قال إن السلطة الفلسطينية ستوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل رداً على الجريمة .وإسرائيلياً، أعرب وزير الدفاع موشيه يعلون عن «أسفه» لوفاة المسؤول أبو عين، قائلاً إنه «يجري التحقيق في الحادث». وأضاف يعلون، في بيان، أن «قوات الدفاع الإسرائيلي تحقق في الحادث الذي توفي فيه زياد أبو عين.. ونأسف لوفاته».
زياد أبو عين
الراحل الكبير من مواليد العام 1959، وهو رئيس «هيئة شؤون الجدار والاستيطان» برتبة وزير، وعضو منتخب في المجلس الثوري لحركة «فتح».
اعتقل أبو عين مرات عدة كان أولها في العام 1977، حيث تم اعتقاله في السجون الأميركية وسلم للسلطات الإسرائيلية بعدها بثلاث سنوات، واعتقل لدى اسرائيل مدة ثماني سنوات. وأعيد اعتقاله في الانتفاضة الفلسطينية الثانية في العام 2000 لمدة ستة أشهر.
أبرز المناصب التي شغلها:
مدير هيئة الرقابة الداخلية في حركة «فتح» 1993.
مدير عام «هيئة الرقابة العامة» في الضفة الغربية المحتلة في العام 1994،
وعضو اللجنة الحركية العليا لحركة «فتح» 1995.
رئيس رابطة مقاتلي الثورة القدامى 1996.
عضو هيئة التعبئة والتنظيم (رئيس لجنة الأسرى) في مجلس التعبئة 2003 - 2007
وكيل وزارة الأسرى والمحررين 2006، حتى تم تعيينه رئيساً لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان في العام الحالي.
والملاحظ ان "السلطة أمام موقف جديد محرج، لكنها لن تكون على قدر الأمل، فخيار التسوية الذي مات منذ عشرين عاما لن يؤتي أكله اليوم. لعلّ شتلة الزيتون التي نوى الوزير زياد أبو عين غرسها، قبل أن يقتله الاحتلال، تكون شاهدة لمحمود عباس على «موت السلام»... أو بقاء الفلسطيني صامدا في أرضه
ومع أن المقاومة الشعبية «السلمية» التي نادت بها السلطة الفلسطينية لم تثمر أي شيء أمام منطق القوة الاحتلالية، الا ان الشهيد الوزير، زياد أبو عين، اكمل هذه الطريق، ليقضي،، على أيدي الجنود الإسرائيليين، بعدما تلقى ضربات بأعقاب البنادق والخوذ الحديدية على صدره، كما استنشق كمية كبيرة من الغاز المسيل للدموع.
وعلى خط مواز، جاءت مواقف حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» داعية إلى استثمار اللحظة واتخاذ موقف حازم اتجاه التنسيق الأمني مع الاحتلال، فبعدما قدمت الحركتان التعازي باستشهاد أبو عين أعلنتا أنهما مع تفعيل سبل الانتفاضة في الضفة المحتلة. كذلك رُصد بيان لكتائب شهداء الأقصى، الجناح المسلح لـ«فتح»، دعا مقاوميها إلى الرد على اغتيال الوزير أبو عين. برغم هذا، لا يمكن اعتبار أي مما سبق شرارة لأي مواجهة جديدة، وخاصة مع وجود لجنة تحقيق يعرف مع إنشائها أن هناك رغبة في تغييب القضية مع الوقت. وكان لافتا أن رئيس الوزراء في رام الله، رامي الحمدالله، طلب من الأردن إرسال طبيب أو اثنين للمشاركة في تشريح جثمان الشهيد، إذ إن كل لجان التحقيق السابقة التي شارك فيها أطباء فلسطينيون كانت تعدّ غير محايدة من وجهة النظر الإسرائيلية!
وأبو عين عضو في المجلس الثوري لـ«فتح»، وكان وكيلاً لوزارة الأسرى والمحررين قبل أن ينقل بصفة وزير إلى رئاسة هيئة الجدار والاستيطان بقرار من رئيس السلطة. أما عباس، فوصف «الاعتداء الوحشي الذي أدى إلى استشهاد (أبو عين) بالعمل البربري، الذي لا يمكن السكوت عليه»، لكنه أجّل اتخاذ «الإجراءات اللازمة» حتى «معرفة نتائج التحقيق في استشهاد المناضل أبو عين».
وعرف الشهيد بتاريخ نضالي طويل ضد الاحتلال، إذ إنه اعتقل في السجون الأميركية والإسرائيلية ثلاثة عشر عاماً بصورة متقطعة، وكان أول معتقل عربي فلسطيني تسلمه الولايات المتحدة لإسرائيل عام 1981، برغم أنه صدرت بحقه سبعة قرارات من هيئة الأمم المتحدة تطالب واشنطن بالإفراج عنه.
وفي سياق متصل، منعت قوات الاحتلال، بمشاركة عدد من المستوطنين، عشرات الفلسطينيين من العمل في أراضيهم في الأغوار الشمالية، معلنة أن المنطقة التي تقدر مساحتها بعشرة آلاف دونم منطقة عسكرية مغلقة.
وتهكم عباس على النتائج المحتملة لاي تحقيق اسرائيلي بالحادث قائلا «ساعطيكم نتيجة التحقيق عبر عدد من السيناريوهات، اما ان احد الجنود مصاب بمرض نفسي وليس مسؤولا عن اعماله، او ان احد الجنود فقد صبره (...) وربما قد يقولون انه مات بسكتة قلبية». وابرز عباس صورة امام عدسات المصورين لجندي اسرائيلي وهو يمسك برقبة ابوعين قائلا «هذه الصورة تكفي».





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :