الشاهد -
عبدالله العظم
زيارة الوفد البرلماني الذي ترأسه عبدالمنعم العودات للعراق الشقيق و اهميتها جاءت على وقع الملامح الجديدة التي بدت تظهر على الساحة الاقليمة بعد القمة الثلاثية المصرية الاردنية العراقية التي عقدت في بغداد بمشاركة على مستوى زعامات الدول، و الحديث عن رسم خارطة تحالف ثلاثي مبني على التعاون المشترك و علاقات متينة،ليس على المستوى الرسمي و حسب ، انما يشارك في تأسيسها شعب متصل بالعرق و الدم.
و هنا يبرز دور برلمانات الدول الثلاث بالسير بقنوات التحالف و تعزيز العلاقات و اواصر المحبة وتحديد المصالح المشتركة بين الشعوب.
و من منطلق ذلك كان لزيارة الوفد البرلماني الاردني الذي يرأسه عبدالمنعم العودات للعراق اهمية عظمى من خلال لقاءات الوفد على مدار الزيارة برئيس مجلس النواب العراقي و اعضاء المجلس العراقي ، في تنشيط الملفات الاقتصادية و السياسية .
نقل رؤساء المجلسين /العراقي و الاردني صورة وجهات ورغبات ممثلي الشعبين للحكومات كل من طرفه . في تحقيق المصالح المشتركة و المتقاربة في الهدف و المعنى و المنافع المرجوة للعديد من القطاعات و ابرزها انشاء منطقة حرة على الحدود جزء منها داخل الاراضي الاردنية و جزء داخل العراق و سوق التجارة الحرة و الاعفاءات الجمركية و الرسوم على دخول و خروج البضائع و السلع و الصادرات و انشاء مناطق صناعية مشتركة و عبور الشاحنات و اعفائها من الرسوم و الانفتاح بالسياحة و التعاون المشترك في تحقيق التبادل بين البلدين الشقيقين . و ما ينقله العودات للحكومة من اجل تحقيقه في هذه المشاريع و ما يحمله نظيره محمد الحلبوسي لدوائر صنع القرار لانجازه و النظر فيه بجدية لما سيصب في الصالح العام من جهة و ما يمكن السلطات العراقية من تحقيقه على الجانب الاخر .
وتجدر الاشارة للاتفاقيات التي سبق ان ابرمتها الخكومة العراقية و نظيرتها الاردنية و حرص الحكومتين ومجلسي النواب الاردني و العراقي على انجازها . حيث لم تقتصر لقاءات العودات على قطاع واحد من القطاعات انما جاءات بعموميات الرافدة الاقتصادية ، و امتداد للاتفاقيات الاردنية العراقية المتمثلة بمشروع انبوب النفط الناقل عبر الاراضي الاردنية، و مذكرت التفاهم في ضخ الكهرباء للعراق،و السوق المشتركة و فتح الحدود امام التجارة و الصادرات الوطنية و ازالة الشوائب و المعيقات امامها ، و هو دور لا بد و ان يمارسة المجلس و مسؤولية نيابية تفرض نفسها على السلطة التنفيذية بممارسة الضغط عليها مثلما يمارسه نظيره بالجانب الاخر .
وأيضاً الى ان ما يميز البرلمان العراقي انه رأس الزاوية في صنع القرار الداخلي يؤثر في قرارات الحكومة ، ومن جهة اخرى تنوع المجلس العراقي في اطيافه و تعدد مرجعياته الدينية و المذهبية و السياسية و مصالحه الوثيقة المرتبطة بدول الجوار و دول الاقليم كجزء لا يتجزء من الجسد العربي .
كما و اتت الزيارة في وقت مناسب في مرحلة تحضيرات العراق الشقيق للانتخابات النيابية في الشهر المقبل و بالتالي هذا يعزز استمراية التنسيق و العلاقات بين الدول و يبقي الطريق مفتوحا امام حكومات الاردن و العراق و الشراكة الاستراتيجية بينها