أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اجتماعي لا تأخذان من صندوق المعونة الوطنية

لا تأخذان من صندوق المعونة الوطنية

03-12-2014 04:56 PM
الشاهد -






لا تأخذان من صندوق المعونة الوطنية
العجوز زكية تسعينية بحاجة الى مأوى
يسرى زوجها عاجز وولدها مريض نفسي ولا معيل
الشاهد _ فريال البلبيسي
حياة قاسية تواجهها العديد من الارامل والعجائز التي فرضت عليهن الحياة مواجهة واقع مرير بدون ان يجدن من يمد لهن يد المساعدة حيث واجهت هذه النسوة العديد من الرياح العاتية التي صعبت عليهن مواجهة هذه الحياة التي لا ترحم طفلا او عجوزا او امرأة غاب عنها زوجها وترك لها حملا ثقيلا من اطفال مصابين بحالات اعاقة. الشاهد من ضمن الحالات الانسانية التي طرقت ابوابها في منطقة المحطة كان لهذه النسوة كل لها معاناتها في هذه الحياة التي لم ترحم صغيرهن او كبيرهن لقد تركت في هذه الحياة بدون معيل او احد يطرق ابوابهن ليساعد هؤلاء النسوة رسمت على وجوههن خطوط زمنية تشهد على الواقع المرير الذي يعشنه وجوه حزينه عيون غائرة وقواهن انهارت من تعب الحياة. الحالة الاولى
العجوز زكية لفت نظري عندما كانت تجلس على قارعة الطريق وكانت تنظر للشارع بعينين تائهتين غائرتين وكأنها في عالم اخر، توجهت اليها وجلست بجانبها ولم تشعر بي الحاجة، كانت ترتدي ملابس رثة قديمة وكأنها لم تبدل ملابسها او تستحم منذ زمن. وتحدثنا معها لنستطلع عن اخبارها وما تعانيه هذه العجوز في حياتها، حيث قالت يا ابنتي انني لم اعش يوما في هدوء فمنذ البداية وانا اصارع الحياة ولم يهنأ لي بال ولم انم يوما في هدوء فالحياة عشتها في صراع دائم. وقالت انني ابلغ من العمر تسعين عاما وقمت على تربية بناتي وزوجتهن وكل لها حياة وعائلة تعيشها مع اسرتها، واصبحت وحيدة في هذه الحياة، وانا الان اعيش في غرفة صغيرة وفيها جزء وضعته فيه الاواني وعين الغاز وهذه الغرفة ايجارها الشهري سبعين دينارا. واكدت انها تعاني الوحدة ولا يوجد احد يساعدها ويقف الى جانبها في مكبرها، وهي تقضي نهارها وهي جالسة على قارعة الطريق لتستأنس بالمارين وعابري السبيل والاطفال الذين يلعبون بالشارع واضافة الحاجة انها تخاف الليل لانها تقضي ليلها بالغرفة وتخاف ان تموت في غرفتها دون ان يعلم احد عنها، وقالت انني اعيش على ما يجود فيه الجيران من طعام يطهونه ويقومون بتقديم صحن لي جزاهم الله كل خير، وقالت ان ولدي الوحيد الذي رزقني الله به يعاني من امراض نفسيه ولديه تقرير يفيد بانه مريض نفسي ولا يستطيع اعالة نفسه والاخرين بالرغم انه متزوج ولديه سبعة ابناء وهو هائم على وجهه دوما ولا يستطيع اعالتي او تقديم خدمة لي وانا اسامحه لانه مريض وغائب دوما عن الوجود واكدت الحاجة انهالا تتقاضى من اية جهة ولا من صندوق المعونة الوطنية وناشدت الحاجة صندوق المعونة الوطنية بصرف راتب لها يغنيها عن السؤال لاي احد كما ناشدت الحاجة الصندوق بتوفير راتب لولدها وعائلته الذين لا يجدون كسرة الخبز في بيته وقالت ان فصل الشتاء على الابواب والبرودة قاسية جدا في البيوت وانا لا اجد ما ادفىء فيه جسمي مناشدة اهل الخير ان ينظروا في حالها وحال ولدها المريض الذي يعيش مع عائلته حياة الجوع والمرض. الحالة الثانية طرقنا باب العائلة المستورة في منطقة المحطة والتي تعيش حياة الكفاف في ظل الظروف المادية الصعبة، هذه العائلة قهرها المرض والفقر وزوج اصيب بامراض جعلته عاجزا عن العمل وولد اصيب بمرض نفسي وهائم طوال اليوم على وجهه مغيب عن هذه الدنيا. وتحدثت يسرى انني اعيش وعائلتي في منزل غير صحي لا تدخله الشمس ولا الهواء النقي، معتم ليلا نهارا تفوح منه رائحة الرطوبة والعفونة وصبرت وقلت الحمد لله انني وجدت سقف غرفة وباب يقفل علينا ليلا ليحمي عائلتي من شرور الناس وأذاهم، وأضافت يسرى ان الله ابتلاني بزوجي الذي اصيب بامراض عديدة منها الديسك والسكري الذي جعله عاجزا عن اعالة اسرته. واكدت يسرى ان البيت التي تعيش فيه واسرتها بالرغم انه لا يصلح لتعيش فيه اسرة ايجاره الشهري ثمانون دينارا، وهي تجد صعوبة بدفع ايجار المنزل، بعد مرض زوجها واضافت انني اعاني شهريا بثمن الدواء الذي يجب ان يتم تأمينه لزوجي، والدواء الذي يجب ان يتم تأمينه لولدي فهو غالي الثمن ولا يتوفر في المراكز الصحية، وقالت ان ولدي عندما لا يجد الدواء يصبح شريرا وعدوانيا لهذا فانا اعمل جهدي من اجل توفير الدواء لزوجي وولدي، واضافت الأم التعبة لقد تعبت من الشقاء الذي لا ينتهي من حياتي ابدا، وقالت اقسم انني لم اتقاض راتب من اية جهة، وناشدت صندوق المعونة الوطنية بتوفير راتب لعائلتها لتحميهم من شبح الفقر اللعين، وقالت ان فصل الشتاء على الابواب وبرده قارص وانا لا اجد ما ادفىء فيه اجساد عائلتي من طعام وحساء دافىء لاجسادهم التي تنتفض من البرد، وناشدت اهل الخير بتوفير ملابس واحذية لابنائها وقالت انني اناشد العائلات الغنية التي لديها ملابس قديمة لا تريدها ان تعطيها لابنائي ومن لديه مدفأة قديمة لا يريدها ان يتبرع بها لعائلتي.







تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :