أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية المقالات هِجْرَة المعاصي

هِجْرَة المعاصي

30-10-2014 01:09 PM


هِجْرَة المعاصي
د. محمد طالب عبيدات
الهِجْرَة النبوية الشريفة من مكّة للمدينة المنورة تعتبر الانطلاقة الرئيسة لتأسيس الدولة الإسلامية والتي تم بناؤها على العدل والمؤاخاة والحق وحرية العقيدة وممارسة العبادات الدينية في حرية وأمن واطمئنان وتحقيق المساواة والعدالة بين الناس، فكانت الهِجْرَة للانتصار للدين والحق والثوابت الإنسانية، وكانت الوحدة بين الأنصار والمهاجرين على أوجها، فالمهاجرون هاجروا وتركوا أموالهم وبيوتهم ومتاع الدنيا كلّه لأجل الدين، والأنصار الذين استقبلوهم وقاسموهم أموالهم وبيوتهم وكل ما يملكون حتى أصبحوا نواة لمجتمع قوي متماسك أساسه متين ونظرته ورؤيته المستقبلية واضحة في سبيل نشر مبادئ هذا الدين الشمولي العظيم.
فالهِجْرَة كانت إيذاناً للحقّ أنْ يعلو ويظهر وللباطل أنْ يندحر ويُقْهَر كرسالة واضحة لنصرة مبادئ ظهرت جلية في كتابنا الحنيف لاستخدام العقل البشري للتفكّر في خلق الله تعالى نُصرة للثوابت الدينية والرسالة السماوية، لكننا نرى مع الأسف أن معظمنا اليوم هَجَر الحق وتاجر بالباطل وغلّب لغة المصالح على الثوابت والمبادئ، فتغيّرت الناس وبتنا نرى التطرّف في كل شيء في القيم أولاً التي غدت مهدّدة بالانقراض، فأصبح الكذب غالباً على الصدق والنفاق غالباً على الاحترام وغيرها، وكذلك نرى البعض يمارس التطرف في حديثه وتأليبه وتعنيفه لغيره وحتى أصبحنا نرى شهادة الزور لا الحق عند البعض شيئاً طبيعياً، مفارقات كبيرة واضحة.
والهِجْرَة كانت لإعلان الدولة الإسلامية، والإسلام بات اليوم غريباً ويعاني الويلات من أهله قبل أعدائه، إضافة للإرهابيين الذين يدّعون انتماءهم إليه بالباطل. فلم نعد نرى أحلام الدولة الإسلامية إلا بالخيال والأحلام لكننا بتنا نرى المتطرفين الذين يسيئون للإسلام ويبترون رسالته العظيمة بتقزيمها بالغلو والتطرف والدين منهم براء. وهذه فرصة للمسلمين جميعاً لإظهار وسطية واعتدال الإسلام ونبذ تطرّف هؤلاء الشرذمة.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :