أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين خطوة نحو اقتداء...

اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين خطوة نحو اقتداء الدول الاوروبية بها

29-10-2014 11:58 AM
الشاهد -


جلالة الملك عبدالله سعى لها من خلال اعضاء مجلس العموم البريطاني
اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين خطوة نحو اقتداء الدول الاوروبية بها
الشاهد – عبدالله محمد القاق
أقر مجلس العموم بالاسبوع الماضي بأغلبية 274 عضوا ورفض 12 عضوا مذكرة تطالب الحكومة البريطانية بالاعتراف بفلسطين دولة مستقلة . في ضوء المذكرة التي تقدم بها حزب العمال المعارض والتي جاء فيها " ان هذا المجلس يعتقد بأنه يجب على الحكومة ان تعترف بدولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل باعتبار ذلك اسهاما في ضمان تطبيق حل الدولتين عبر التفاوض". وبالرغم من ان هذه المذكرة لا تلزم الحكومة البريطانية الاخذ بها ، الا انها خطوة تكفر عما اقدمت عليه بريطانيا من منح اسرائيل فلسطين عبر وعد بلفور المشؤوم منذ نحو ماية عام . وقد واستبق ديفيد كاميرون نتيجة التصويت قائلا ان نتيجته لن تؤثر على سياسة الحكومة البريطانية. والواقع ان جلالة الملك عبدالله الثاني قد سعى خلال زيارته الى بريطانيا لتحقيق هذا الطلب خلال اجتماعاته بعدد من اعضاء مجلس العموم حيث كان لجلالته نشاطات مختلفة معهم، اضافة الى ان جلالته حرص دوما على حضور القضية الفلسطينية في كافة زياراته وفي كافة المحافل الدولية، مع التأكيد على ضرورة حل القضية وانهاء الصراع.
وبالرغم ان قرار مجلس العموم غير ملزم، كما يقول رئيس الوزراء الاردني الاسبق طاهر المصري لكن له رمزية هامة في هذه الايام من بضع نواح فنحن لا نريد المبالغه بانه جاء تصحيحا لوعد بلفور الظالم ولا نريد القول، انه تكفير عن ذنوب بريطانية قديمه لكنه،كما اشار لصحيفة الدستور الاردنية يأتي في هذا السياق، اضافة الى ان القضية الفلسطينية تمر الان في ادق مراحلها لان حكومة نتنياهو رافضة التعامل على اساس حل دولتين انما على اساس احتلال كامل وربما يصل الى ضم بعض اراض اضافية لاسرائيل.
اما رمزيته الثانية اضاف المصري ان بريطانيا عندما تتخذ القرار باغلبية قوية من قبل مجلس العموم لايمكن الا ان يكون بتفاهم مع دول حليفة لها مثل الاتحاد الاروروبي واميركا، ذلك ان وزير خارجية اميركا لم يحقق نجاحات في ملف السلام بسبب تعنت نتنياهو فاراد الدخول من «الشباك» لحل التعنت الاسرائيلي فبدأ التلويح لها بأنه طفح الكيل وسوف تتخذ خطوات لصالح الموقف التي بالاساس هذه الدول كافة مقتنعة به.وطالب المصري القيادات الفسطينية ان تتحد وتتفاهم وتنسى كل الامور الداخلية، واستثمار هذه الحالة، مضيفا «اعتقد ان ما تم في مجلس العموم تم برضا الاميركان واشارة لاسرائيل تحديدا بعد عدوانها على غزة وما تلاه من تبعات ليأتي القرار البريطاني الرمزي ليفتح المجال لنقاش اوسع من السابق لاسرائيل"
لقد ولدت فكرة مشروع القرار كما يقول المحلل السياسي علي الصالح خلال مؤتمر حزب العمال السنوي الذي انعقد في مدينة مانشستر شمال إنكلترا في أيلول/ سبتمبر الماضي، حسب ما قاله نبيل شعث مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح، الذي دعا الى المؤتمر. وتقدم بالمشروع النائب العمالي غريهام موريس. يذكر فإن مدينة مانشستر البريطانية شهدت بداية فكرة وعد بلفور المشؤوم لعام 1917 الذي قسم فلسطين الى دولتين يهودية وعربية. وحصل ذلك عندما نجح سي بي سكوت رئيس تحرير صحيفة «الغارديان» التي كانت تعرف منذ تأسيسها في عام 1821بـ «مانشستر غارديان»، في مطلع القرن العشرين، بالجمع بين صديقيه حاييم وايزمان (الذي انتخب اول رئيس لإسرائيل) وجورج لويد الذي كان وزير الحرب في بريطانيا في حفل أقامه. ووعد لويد وايزمان بجمعه بزميله وزير الخارجية أرثر بلفور الذي اقتنع بالفكرة وأصدر وعده المشؤوم. في الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر 1917.
غير ان الأكثرية في الحزب كما يقول الصالح في القدس العربي اقترحوا في المؤتمر عدم الانتظار حتى موعد الانتخابات ومن هنا جاءت فكرة اتخاذ خطوة جريئة بعقد جلسة خاصة لمجلس العموم لبحث الاعتراف بدولة فلسطين. وستجري الانتخابات البرلمانية في بريطانيا في شهر أيار/ مايو المقبل.
والواقع فان أهميته تكمن في ان عدد المشاركين في الجلسة كان كبيرا رغم كل التوقعات بعكس ذلك.. وثانيا انه يشكل خطوة غير مسبوقة في التاريخ الدبلوماسي البريطاني. ويشكل انتصارا لجمعيات أنصار فلسطين، ويخص بالذكر لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني التي كان لها دور أساسي ومحوري في إنجاح مشروع القرار.. ولجنة التضامن هي آلتي دعت البريطانيين الى الكتابة لنوابهم لحثهم على المشاركة في جلسة فلسطين والتصويت لصالح الاعتراف. اما على الصعيد الاوروبي فإن مثل هذا القرار سيشكل حافزا وبداية لحراك في الدول الأوروبية الاخرى خاصة وانه يأتي بعد قرار الحكومة السويدية الجديد الاعتراف بفلسطين، وكذلك بعد تصريحات وزارة الخارجية الفرنسية بأنه لا بد من الاعتراف بدولة فلسطين في يوم ما. وعبر نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عن تفاؤله ازاء امكانية اعتراف فرنسا بدولة فلسطين، وان هناك تقدما في الموقف الفرنسي على حد قوله لكن الجانب الفرنسي لم يعط تاريخا محددا لذلك، ويقول شعث اذا نجح التصويت في مجلس العموم البريطاني وقد نجح، واعترفت فرنسا ايضا فإن 12 دولة اوروبية اخرى ستلحق بالركب وتعترف بفلسطين.
اما على الصعيد الاسرائيلي فإن قرار مجلس العموم يشكل هزيمة اولا للوبي الصهيوني وأنصار اسرائيل سواء في البرلمان او في خارجه. وثانيا هزيمة للدبلوماسية الاسرائيلية بقيادة الوزير المتطرف افيغدور ليبرمان وسفارتها في لندن اللذين لم يوفرا جهدا لوأد هذه المحاولة في مهدها. وبعد فشلهما في ذلك حاولا إقناع النواب بعدم المشاركة. وعندما فشلت هذه المحاولة لجآ الى اضافة تعديل لمشروع القرار بربط الاعتراف بالتوصل لحل سلمي.. وفشلت محاولة التعديل ايضا وصوت النواب بهذا العدد الكبير غير المتوقع لصالح الاعتراف بفلسطين دون قيود.
وتعمل السلطة الفلسطينية مع المجموعة العربية والدول الاسلامية وعدم الانحياز ضد إرادة الادارة الأمريكية التي أعلنت رفضها للمشروع في غير مناسبة، من اجل الحصول على 9 أصوات من أصل 15، داخل مجلس الامن لضمان عرضه بالورقة «الزرقاء» بحدود الحادي والعشرين من تشرين الاول/ اكتوبر الجاري، عبر الأردن الدولة العربية الوحيدة في المجلس.
والمعارضة الامريكية للمشروع الفلسطيني لا تتمثل فقط بالتهديد باستخدام حق النقض(الفيتو) بل بالعمل والضغط على الدول الأعضاء بعدم تأييد المشروع وتأجيله الى ما بعد الانتخابات النصفية للكونغرس المزمعة في الشهر المقبل. القرار على جانب كبير من الاهمية في هذه المرحلة الراهنة خاصة بعد انتصار غزة على الاحتلال الاسرائيلي في عدوانه على غزة
رئيس تحرير سلوان لوان الاخبارية





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :