أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اخبار محلية عادوا .. ولم يعودوا بعد

عادوا .. ولم يعودوا بعد

13-04-2021 05:56 PM
الشاهد -

هي رواية من ابداعات الروائي القاص الشاعر المحامي موسى سمحان الشيخ .
قراءة نقدية ، الكاتب الباحث المؤرخ الأستاذ سامي الاجرب .

هنا نحن امام رواية ذات ثلاثية الابعاد من الحب الازلي ، يتعاظم فيها الحب مدا وجزرا ، ومتلاطما مزمجرا ، ساكنا وصامتا ، محترقا ومثلجا ، نحن في رواية ثلاثية الابعاد اجتمعت في ردينة وحبيبها ضرار وحبهم الخالد لقدس الاقداس القدس المقدسة .

هناك في مدينتهم القدس المقدسة إمتزجوا وتجانسوا وأحبوا واتحدوا واحترقوا في بوتقة متحدة وانصهروا في اتون حبهم الروحي للذات ولذات حبا لمدينتهم القدس المحتلة بيد عدوهم التاريخي ، وهكذا شكلوا معا لوحة فلسطينية مطرزة رومانسية كلاسيكية الهوى والهيام والعشق السرمدي ، وكان الثالوث المقدس ردينة الحسناء المسيحية وضرار الشاب المسلم والقدس مهد الأنبياء ، حقا كان ثالوث من الحب الطهور والوجد والغرام يجمع هؤلاء ورثة القدس المقدسة ، ثلاثي القدس المقدسة احبوها واحبتهم ، عشقوها وعشقتهم ، وكأن ذواتهم كانت تردد نحارب لاجل من نحب ومن اجل من نحب نحارب ، لنزرع في قدسنا المقدسة السلام والوئام والحياة والارتقاء والسناء كان ذواتهم عبر حوارتهم كانت تردد ، لا قيمة لوطن مقدس يخلو من الحب المقدس ، هكذا كانت القدس المقدسة في نفوسهم وضميرهم وافئدتهم ترتل تراتيل كنيسة ردينة وصلوات مساجد ضرار ، اما ذاك المحتل المتربص في كل خطاهم ويحصي عليهم حركاتهم وانفاسهم ، على امل كشف تنظيمهم السري ، ومخابئ الاسلحة ، والذي يصر امامهم اثناء التحقيقات المتلاحقة .

اذ يصرخ بهستيرية امامهم في وجوههم ، هذه اورشليم لنا يهودية إسرائيلية ، وكل مرة يأتيه الجواب من كلاهما ، أيا أبناء الافاعي كذبتم الكذبة وصدقتموها ، وتريدون ان نصدق اكاذيبكم ، فكان الرد عليه بوجهه ، اورشليم فلسطينية حتى توراتكم تقر وتعترف ان اورشليم فلسطينية ، فقد جاء اليها ابرام (هو إبراهيم عليه السلام ) هاربا من محرقة الملك النمرود من هناك أوركلدان العراق ، جاء الى أورشليم الفلسطينية التي وجدت قبل ابرام ب ٧٠٠٠ سنة من بعد الطوفان ، التي أسسها النبي سام بن نوح عليهم السلام جد الفلسطينين ، فيها سكن فيها وفيها اسلم بعقيدة الإسلام السامي ، فيصرخ ضرار بوجه العبري الغازي ، نحن الساميون ولستم انتم ، انتم من نسل حام بن نوح عليهم السلام ، فيشبح ضرار على الشباك وينال الضرب المبرح .

وتمر السنوات ليجد ضرار نفسه هاربا والى بيروت هناك مع اقرانه يجتمع ويلتقي ويحيا وقلبه على ردينة يرتجف كعصفور تحت الشتاء القارص ، ويبحث عن كل السبل للعودة لمدينته التي يعبدها وكان في ازقتها وطرقاتها فتى يسبح في مسابح حبها ، كما تسبح الأسماك بالماء ، ولم تطول السنوات ، وها هي شقيقة الروح ردينة تأتي للشام وهناك يلتقي الأحباء على الرحب والسعة ، وغايتها السفر للجزائر للتدريب والتشكيل القيادي ، وهكذا عادوا ....ولم يعودوا بعد ، الى حبيبتهم المقدسة ليومنا هذا في حياة الشتات والضياع وبلاد اللجوء .

في رواية الأستاذ المحامي الشاعر القاص الروائي ، قد قدم لنا كعادته مؤلفاته الواقعية والموضوعية والعقلانية والمنطقية والعاطفية ، حيث كانت تنقل لنا الوقائع بكل امانة وواقعية وشفافية صادقة ، دون تكلفة وزخرفة وتنظير فلسفي ، ليصبغ على اعماله الأدبية كل شيء من الاصالة والمصداقية وينقل صورها كما هي دون رتوش ومكياج لغوي ، ومن اعماله الأدبية نذكرها لتعريف القارئ بها ، الأرض والأطفال . مجموعة قصصية ، امي إذ تعانق ريحها ، مجموعة شعرية ، تضاريس الجرح النازف ، مجموعة شعرية ، لم تزل نوافذ المطر تضىء ، مجموعة شعرية ، رجل يريد ان يحيا . مجموعة قصصية امراة في حالة انتظار ، مجموعة قصصية مكان يتسع للحب ، رواية تحت نقطة الصفر ، عدت يتميا من جديد ، قد ينتهي الشقاء مجموعة قصصية ففي النظر لهذه العناوين نجدها تدور في فلك الحب للقدس المقدسة التي ورثها عن اباءها واجداده حتى جده الاول سام من نوح عليه السلام ، الذي جاء لاعادة بناء القبلة الاولى للمسلمين حيث طمرت بفعل الطوفان وكانت تساكن مهجته هواجسه لحبه حبيبته ردينة تلك امرأة في حالة انتظار .

اعتقد ولا شك ان الأجيال الاتية ستجد في مؤلفات الأستاذ المحامي موسى سمحان الكثير من مجريات التاريخ الفلسطيني المعاصر تفيد كل مؤرخ يبحث عن دقائق الوضع الحياتي لهذا الشعب .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :