أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك مبادرات لإثراء المحتوى العربي على الإنترنت...

مبادرات لإثراء المحتوى العربي على الإنترنت وإحياء استخدام اللغة الفصحى

18-12-2020 04:16 PM
الشاهد -

يحيي الأردن والعالم في 18 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام، اليوم العالمي للغة العربية، والذي يأتي فرصة للتأمل ومناقشة كيفية تمكين أكاديميات اللغة لتساعد في إحياء استخدام اللغة العربية الفصحى وتعزيزها.

ويتيح هذا اليوم فرصة للاحتفاء بالثراء والأهمية العالمية للغة العربية في جميع أنحاء العالم، حيث أدت التطورات التكنولوجية والاستخدام المكثف للغات العالمية مثل الإنكليزية والفرنسية إلى عدة تغييرات في استخدام اللغة العربية، وتحلّ هذه اللغات الأجنبية محل اللغة العربية على نحو متزايد في التواصل اليومي وفي المجال الأكاديمي.

فضلا عن ذلك، يتناقص استخدام اللغة العربية الفصحى، حيث يستخدم عدد متزايد من الناس اللهجات العربية المحلية. ونتيجة لهذا التحول، توجد حاجة ملحة لصون سلامة اللغة العربية الفصحى من خلال جعلها متوافقة مع متطلبات المشهد اللغوي المتغير حاليا.

واللغة العربية من أكثر اللغات استخداماً وانتشاراً في العالم، حيث يتحدثها أكثر من 422 مليون نسمة، وبشكل أساسي في الوطن العربي، وهي لغة القرآن الكريم ولغة العلم والأدب منذ قرون طويلة.

"مبادرة (ض) تحفظ مكانة العربية"

سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، أطلق العام الماضي، مبادرة "ض"، بهدف الحفاظ على مكانة وألق اللغة العربيّة، والعمل على تطوير تقنيات تمكينها رقميا، وإثراء المحتوى العربي على الإنترنت.

وقال ولي العهد في رسالة "متلفزة" لإعلان انطلاق المبادرة: "بسم الله الرحمن الرحيم: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"، لغتنا هويتنا، لغة القرآن الكريم، لغة حضارتنا وثورتنا، ولغة الأدب والعلوم، هي بحر من الكلمات فيها وجودنا ومستقبلنا، نختزله بحرف واحد - الضاد".

وتهدف المبادرة أيضا إلى إدراج اللغة العربية ضمن تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، التي تستند إلى الثورة الرقمية وما يندرج تحتها من مجالات، مثل: الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، وغيرها.

" المجامع العربية ضرورة قومية"

مجمع اللغة العربية الأردني، قال في بيان بهذه المناسبة، إن المجامع العربية ضرورة قومية، ليكون دعوةً لجميع محبي العربية والحريصين عليها؛ لاستكمال هذه الرسالة السامية، والإسهام فيها على أسس مؤسسية راسخة، توحّد الجهود وتأخذ بكل الأسباب المتاحة.

وأضاف "منذ دخولنا العصر الحديث، زادت التحديات على اللغة العربية التي فرضها هذا الواقع المتسارع، بمستجداته واختراعاته وعلومه الجديدة المتعطشة لأساليب ومصطلحات وإصداراتٍ تخدمها بلغتنا القومية، من دون إخلال أو تفريط في الأصول، خاصةً أن العربية القاسم المشترك بين جميع لغات الشعوب الإسلامية وعددها يزيد على المليار نسمة، وهي ضرورية لمعرفة إنجازات حضارات الأمم الأخرى التي حفظتها عن طريق الترجمة والتعريب".

وتابع مجمع اللغة العربية: "علينا أن نعترف اليوم بأنّ العربية تتقدم في عوالم الحياة كافّة، إلا أنها تحتاج إلى تعزيزها وترسيخها في نفوس أبنائها وظهورها جليّة سليمة في إعلامنا وشوارعنا ومدارسنا وجامعاتنا ومناهجنا، لتصمد أمام مزاحمة لهجات محلية ولسان غير لساننا، وهذا يتطلّب تضافراً للجهود العربية على الصعد كافّة، خاصة في المجامع وتعزيز دورها الذي يزداد يوماً بعد يوم".

وأشار المجمع إلى أن "الأردن ظلّ سبّاقاً في ريادة التعلم والتعليم، وأداء دوره في معركة الفكر العربي رغم شح الإمكانيات. وهو اليوم معوّل عليه في تقديم نموذج مشرف آخر في نصرة العربية من خلال تفعيل قانون حماية اللغة العربية الذي نعده متوافقاً مع أرواحنا وتراث هذه الأمة ومستقبلها".

"مصطلحات شائعة حول كورونا"

رصد الخبير في اللغة العربية محمد القريوتي في قناة "المملكة"، عددا من المفردات والكلمات شاع استخدامها في وسائل الإعلام أثناء التغطيات الصحفية والمؤتمرات الخاصة والمواد الإخبارية تتعلق بجائحة فيروس كورونا المستجد.
وأبرز هذه الكلمات كانت (كمامة، كمامات/ صفارات، صافرات الإنذار/ أخصائي، اختصاصي، متخصص/ الوفيات/ الحضر الشامل، الحظر الشامل/ عقار، عقاقير/ لقاح، لقاحات).

وقال القريوتي إنه "من الخطأ أن نقول: (أخصائي) الأمراض الصدرية والتنفسية؛ لأن الإخصاء يستعمل في مقام التحقير لا التبجيل، والذم لا المدح، وهذا خطأ جلي، والصواب مختص، متخصص، اختصاصي، حيث نقول (اختص فلان بالأمر وتخصص له إذا انفرد به)، ومتخصص هو باحث في علم كذا".

وأضاف أنه "من الخطأ كتابة ( كَمَّامات، وكَمّامة) بفتح الكاف، وتشديد الميم وفتحها، والصواب هو (كِمَامات، وكِمَامة) بكسر الكاف وفتح الميم دون تشديدها، وهي ما يضعه العامل أو الجندي على وجهه اتقاء الغازات السامة أو الغبار. ( كَمَمتُ الشيء) أي غطيته".

"من الخطأ قولهم (لُقَاح، لُقَاحات) بضم اللام والصواب (لَقَاح، لِقَاح) وجمعها(لَقَاحات ولِقَاحات) وتعني ما تلقح به النخلة أو النباتات، وكذلك يمكن القول: قدر من الجراثيم يسير في جسم الإنسان أو الحيوان ليكسبه مناعة ضد المرض"، بحسب القريوتي.

وتابع أنه "من الخطأ قولهم (عَقَار) جديد لعلاج فيروس كورونا والصواب (عَقَّار) بفتح العين وتشديد القاف وفتحها، وتعني أخلاط الأدوية وأصل الدواء والجمع عقاقير، وهو أيضا ما يُتداوى به من النبات أو الشجر، أما (عَقَار) تعني كل ملك ثابت له أصل كالأرض والدار والجمع (عقارات)".

وأضاف القريوتي أيضا أنه "من الخطأ قولهم أُطلقت (صُفَّاراتُ) الإنذار بضم الصاد أو (صافرات) الإنذار، والصواب (صَفَّارات)بفتح الصاد، والصَّفَّارة: قطعة جوفاء من نحاس يَصْفِر فيها الغلام، ومن الخطأ قولهم (الوَفِيَّات) بفيروس كورونا، بتشديد الياء وفتحها؛ لأنها هنا تعني جمع وفيَّة للمؤنث، والصواب (وفَيَات) بفتح الياء دون تشديدها جمع وفاة، ومن الخطأ قولهم (الحضر) الشامل و(الحضر) الجزئي؛ لأن الحضر من الحضور عكس الغياب، والصواب (الحظر) بالظاء، أي المنع والحجر، وهو خلاف الإباحة".

"اللغة العربية رسمية"

وفي إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات في الأمم المتحدة، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي قرارا عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم بالاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية للأمم المتحدة. وبناء عليه، تقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 كانون الأول/ديسمبر كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة 3190(د-28) المؤرخ 18 كانون الأول/ديسمبر 1973 المعني بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كما أنها أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء.

وسادت العربية لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، مثل: التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية.

وفضلا عن ذلك، مثلت حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة.، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :