أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اجتماعي ليبيا بداية معركة الكبار

ليبيا بداية معركة الكبار

12-06-2014 10:29 AM
الشاهد -

بقلم فادى عيد
مع اشتعال نيران الربيع العربى بليبيا، صورت لنا قناة الجزيرة القطرية أن ما يحدث هو حالة من الحراك الشعبى والسياسى، على غرار ما قامت به قناة الجزيرة فى مصر وتونس واليمن .. الخ، ولكن الحراك الحقيقى الذى كان على الارض هو حراك او بالاحرى اختراق استخباراتى غربى بحت، و كشفت لنا الايام هذا بعد اكتشاف حقيقة قاتل الرئيس الليبى " معمر القذافى " المنتمى للمخابرات الفرنسية، و رغبة رئيس فرنسا " نيكولا ساركوزي " ورئيس وزراء ايطاليا " سيلفيو برلسكونى " فى التخلص من الرئيس الليبي، فرئيس وزراء ايطاليا الذى قبل يد " معمر القذافى " اثناء فترة حكمه كان اول من فرح لاغتياله ، وبقدر ذلك الفرح لدى بعض رؤساء اوربا وادارة البيت الابيض، الا ان الترقب ثم ترتيب الاوراق لبداية المعركة فرض نفسه فى ذلك الوقت على الكرملين، ففى تلك اللحظة تيقن القيصر الروسى " فلاديمير بوتين " أن الحرب الباردة قد بدئت رسميا بين روسيا الاتحادية والغرب. وبعد تلك المرحلة التى تغلبت فيها قناة الجزيرة القطرية اعلاميا، وفرنسا والولايات المتحدة عسكريا، على مجريات الساحة بليبيا بل وعلى الشرق الاوسط كله، انتقلنا تدريجيا الى مرحلة اخطر. وهى المرحلة الثانية التى تعيش فيها ليبيا حتى الان، وهى المرحلة التى بدأت بعد تسليم الولايات المتحدة والغرب زمام الامور فى ليبيا الى التنظيم الدولى لجماعة الاخوان المسلمون ومليشياته بجميع توجهاتها القاعدية، وبعد انتشار الفوضى بليبيا باتت تشكل خطرا مباشرا على جيرانها، وداعما قوىا لاحزاب التنظيم الدولى لجماعة الاخوان المسلمين، وعلى رأسهم اعضاء وقيادات جماعة الاخوان بمصر، او حركة النهضة بتونس، او تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامى، سواء من خلال زعيم مليشيا راف الله السحاتى " اسماعيل صلابى " المتواجد حاليا بشرق ليبيا بالقرب من حدود مصر الغربية بعد تدشين امارة درنة كأمارة اسلامية، و تواجد العديد من اصحاب الخبرات الارهابية السابقة بافغانستان او غيرها فى شرق ليبيا ايضا مثل " شريف الرضواني " و " فهد الزاز " و " سفيان الحكيم "، أو على الجانب الاخر من حدود ليبيا الغربية مع جارتها الجزائر التى تحولت الى ملاذ أمن لجميع قيادات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامى، خاصة بعد هجمات الجيش الجزائرى عليهم و هو الامر الذى جعل قائد كتيبة (الموقعون بالدماء) وزعيم تنظيم القاعدة بشمال مالى " مختار بلمختار " يلجأ الى الاراضى الليبية، هذا بجانب الدور الهام الذى يلعبه قائد حركة انصار الشريعة بتونس وليبيا " خالد الشايب " والدعم اللوجيستى الذى يقدمه قائد المجلس العسكري للثوار في طرابلس " عبد الحكيم بلحاج " لزعيم حركة النهضة بتونس " راشد الغنوشى " . ولم تتأخر مليشيات التنظيم الدولى لجماعة الاخوان فى التعدى على سفارات الدول العربية ودبلوماسيها مثل ما حدث لسفارة ودبلوماسيي مصر والامارات والاردن ثم التهديد الاخير للدبلوماسيين الجزائريين وغيرها من الاعمال العدوانية التى تنفذ بشكل ممنهج . وفى تلك اللحظات التى نعيشها الان ننتظر بفارغ الصبر للانتقال الى المرحلة الثالثة، وظهور منقذ للشعب الليبي سواء من داخل ليبيا، او خارج حدودها، وهى اللحظة التى ينتظرها الشعب الليبي الذى ذاق الأمرَّيْن، كذلك يستعد لها الكثير من خارج الحدود الليبية، ومن هم خارج الاقليم ايضا، وسواء جاء التغيير من الداخل او عبر الحدود، فجميع المعادلات السياسية والجيوستراتيجية والعسكرية تجبر جميع من فى المنطقة على التخلص من تلك التنظيمات الارهابية بليبيا، التى اصبحت مأوى لقيادات وأعضاء التنظيم الدولى لجماعة الاخوان المسلمين، خاصة بعد نقل الدوحة اعضاء وقيادات هاربين من مصر الى ليبيا. وتلك المعضلة الاقليمية ليست فى حساباتنا نحن فقط ، وتذكروا تصريحات القيصر " فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين " عندما قال أثناء الحوار التلفزيونى الذى أجراة يوم 17 ابريل، عندما قال أن العلاقات مع الولايات المتحدة انتهت بعد الاحداث فى ليبيا، وليس بعد احداث شبه جزيرة القرم، فليبيا كانت بداية معركة الكبار، وقد تسلط عليها الاضواء مرة اخرى قريبا، فجولة الحرب الباردة بليبيا لم تنتهى، وهناك العديد من الاوراق لم تظهر على الساحة بعد.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :