في أصعب الظروف تظهر معادن الرجال، من أراد تشييد المجد لا بد له من الصبر والمقاومة حتى الرمق الأخير، ولا يمكن معرفة قدر النجاح الذي حققه الشخص سوى بمعرفة قدر الصعاب التي استطاع التغلب عليها.

تحمل الغربة، وسط ظروف قاهرة عمت العالم، هنالك بعيداً في مدينة الضباب لندن، لم تثنه جائحة كورونا التي أقفلت العالم عن تحقيق حلم عائلته التي تنتظر من 'وجه السعد' أن يكمل تفوقه، ويعلق نيشان نجاح جديد على جدار الفخر.

ذلك 'السعد' سمي جده، الذي نفذ وصيته بمواصلة السعي والعمل، بعناد وإصرار والده 'الصخر' الذي رفعه بكف وحنا عليه بالآخر، بروح سلطية لا تلين، وبقلب أمه الحنون التي ينبض قلبها بالدعاء له في غربته، بدعم سنده معاذ، وبتحفيز شقيقته وعائلتها، قطع شوطاً وخطوة جديدة نحو العُلى.

اليوم يعود 'سعد أبو عنزة' من المملكة المتحدة، بلد الالتزام والانضباط والتي تُعرف بقوتها دراسياً، محملاً بشهادة الماجستير في تخصص إدارة الأعمال الدولية '‏International Business Management' من جامعة سندرلاند 'University Of Sunderland'، يعود وهو أقوى، وبيده سلاح العلم لخدمة وطنه وليزيد فخر عائلته.

'سعد صخر أبو عنزة' وله من اسمه نصيب، عاد ليضيء شمعة فرح في وسط عتمة الحزن على فراق جدته ومن سبقوها من الأحباب الذي لا زال يخيم على العائلة، ويا لها من عودة وطلة بهية، بالسلامة أولاً وبالنجاح ثانياً.

هنيئاً لعائلة صخر أبو عنزة 'سعدها' وفرحتها بعودة آخر العنقود، سالماً بالدرجة الأولى، وبالنجاح علمياً ثانية، وإنها لدافع جديد لمواصلة المشوار نحو القمة، ونحو الشهادات الأعلى.