أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة المصالحة الفلسطينية يثير غضب اسرائيل واميركا

المصالحة الفلسطينية يثير غضب اسرائيل واميركا

30-04-2014 03:36 PM
الشاهد -

الشاهد – عبدالله محمد القاق
المصالحة الفلسطينية التي أعلنتها حركة حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية في مؤتمر صحافي مشترك عقد في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة مؤخرا واتي ستسفر عن تشكيل حكومة توافق وطني برئاسة الرئيس محمود عباس خلال خمسة اسابيع تشكل خطوة ايجابية نح التفاهم والتعاون المشترك لخدمة الشعب الفلسطيني وتبعد شبح الانقسام الفلسطيني الذي استمر سبع سنوات عجاف بين الفلسطينيين فالبيان الصادر عن المباحثات الفلسطينية «تم التاكيدمن خلاله على تزامن الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني ويخول الرئيس لتحديد موعد الانتخابات بالتشاور مع القوى والفعاليات الوطنية على ان يتم اجراء الانتخابات بعد ستة اشهر من تشكيل الحكومة على الاقل وتتم مناقشة ذلك في لجنة تفعيل منظمة التحرير في اجتماعها القادم وانجاز مقتضيات الانتخابات المذكورة».
.
ولعل تشديد عزام الاحمد رئيس وفد منظمة التحرير ومسؤول ملف المصالحة في حركة فتح على اهمية «انهاء الانقسام واعادة اللحمة لبيتنا الواحد» يؤكد على الرغبة الجادة لانهاء الانقسام مثنيا على دور هنية «المميز» في انجاز الاتفاق، قائلا «نحن كفلسطينيين مجمعين ان نقبل دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وحل قضية اللاجئين والسيادة الكاملة على الارض والسماء وباطن الارض وانه لا ليهودية الدولة في اسرائيل»مضيفا «لا يمكن ان يقبل الطرف الفلسطيني باستئناف المفاوضات دون وضوح كامل بمرجعية واسس المفاوضات وفي مقدمتها الحدود والخارطة ووقف الاستيطان». ودعا الاحمد الى دعم تطبيق اتفاق المصالحة.
والواقع ان «هذا الاتفاق ينهي الانقسام ويفتح صفحة المصالحة والوحدة الوطنية» وقد خرج الاف الفلسطينيين الى الشوارع في غزة احتفالا باعلان اتفاق انهاء الانقسام والمصالحة الفلسطينية. وتجمع مئات الفلسطينيين قرب ساحة الجندي المجهول على مقربة من مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة، كما تجمع مئات اخرون في ميدان خان يونس ومثلهم في رفح في جنوب القطاع وهم يرفعون الاعلام الفلسطينية ويرددون الهتافات ومنها «وحدة وحدة وطنية». كما تظاهر المئات في شوارع شمال القطاع بينما اطلقت مئات السيارات العنان لابواقها في الشوارع احتفالا بالاتفاق.
وقد استشاط رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو غضبا من الاتفاق متهما الرئيس عباس بتخريب عملية السلام. وقال نتنياهو عند استقباله وزير الخارجية النمساوي سباستيان كورس «بدلا من ان يختار عباس السلام مع اسرائيل هو يختار المصالحة مع حماس». وهدد نتنياهو عباس قائلا «عليك ان تختار بين المصالحة مع حماس ام السلام مع اسرائيل؟ يمكن تحقيق احدهما فقط.
وردا على تصريحات نتنياهو اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات انه «لا يمكن تحقيق السلام دون تحقيق المصالحة الفلسطينية». وقال عريقات «المصالحة مصلحة فلسطينية عليا». وقد
والواقع ان هذه المصالحة تشكل انتصارا -تاريخيا فلسطينيا- على الواقع العربي المأزوم، وعلى الواقع العالمي امام الضغوطات الصهيونية، والتي أفلحت في خلط الأوراق من جديد وحلحلة الملف الفلسطيني الذي تم تهميشه لما يناهز ا س السبع سنوات، ستظل حبرا على ورق، إن لم تمض قدما في اتجاه بناء كيان فلسطيني موحد في إستراتجيته السياسية، وفي خياراته النضالية، حتى تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني العادلة المتمثلة في استرداد أراضيه، وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف، والتمسك بحق العودة ورجوع اللاجئين، لأن أمام كل من فتح وحماس وباقي القوى الوطنية تحديات كبرى تتطلب جهدا ونفسا طويلين وخرافيين، لعل أهمها:
1- الابتعاد عن لغة التجييش والتهييج وخطابات المزايدة السياسية، وانتهاج الواقعية السياسية خطابا وممارسة.
2- اعتبار خيار الوحدة الوطنية خيار استراتيجيا لا محيد عنه، وبناء الهياكل والمؤسسات الفلسطينية على ضوئه.
3- عدم السقوط من جديد في الإغراءات العربية والمساومات الدولية والمحافظة على استقلالية القرار الفلسطيني.
4- اعتبار خيار المقاومة خيارا وطنيا استراتيجيا وعدم إسقاطه من المعادلة.
5- التصدي لكل محاولات الاختراق الصهيوني أمنيا وسياسيا وماليا والاتفاق على سياسة وطنية موحدة بشأن كافة الملفات العالقة داخليا وخارجيا.
والواقع لقد استبشر الكثيرون بان المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس والفصائل الاخرى اصبحت «قاب قوسين او ادنى» من ذلك الا ان كل الدلائل تشير الى توقف هذه الجهود في المرحلة الراهنة
ولعل اقدام اسرائيل على اعتقال قادة حماس في الضفة الغربية وتوتير الاجواء في بعض المناطق ومنها نابلس والخليل وجنين وغيرها مؤخرا يدل بصورة قاطعة على انها تريد افساد المساعي التي التي بذلت في الدوحة والقاهرة لانهاء الخلاف بين الفلسطينيين وبدء مصالحة ناجزة
لقد تفاءلنا خيرا عندما اعلن الرئيس الفلسطيني عن انتهاء الاستعدادات في الضفة والقطاع لبدء عملية تسجيل وتحديث سجل الناخبين الفلسطينيين وتوفير كل وسائل الدعم لهذه العملية غير ان مشكلات عديدة حالت في السابق دون ذلك منها تقول حركة حماس «اقدام اسرائيل على اعتقال حوالي عشرين قياديا من حماس من الضفة الغربية بغية ايجاد حالة من الارباك والفوضى وخلط الاوراق في الساحة الفلسطينية وتخريب جهود المصالحة الامر الذي يتطلب من السلطة العمل على اعادة تفعيل المجلس التشريعي المتوقفة اعماله منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007.
والواقع لكن كما ذكرت الانباء الواردة من واشنطن ان الادارة الامريكية وجهت تنبيهات الى السلطة بعدم اشراك حماس في اية حكومة فلسطينية مقبلة حتى لا تخسر المساعدات التي تقدم اليها سنويا والبالغة حوالي 800 مليون دولار.
ان سعي الولايات المتحدة لوضع العراقيل امام اية مصالحة هو من اجل تحقيق اهداف اسرائيل بتوسع وقضم الاراضي واستمرار نهج الاحتلال الرامي الى مزيد من الاعتقالات لقيادات الشعب الفلسطيني عبر كوادره المختلفة... ونتساءل: اذا كانت امريكا توافق على حكومة اسرائيل جديدة تضم ليبرمان الفاشي والمتغطرس وغيره من احزاب اليمين في حكومة نتنياهو الجديدة فكيف ترفض حكومة فلسطينية تكون احد مكوناتها «حماس» الحركة الكبيرة لدى الشعب الفلسطيني؟ فلماذا تكيل الولايات المتحدة الامريكية بمكيالين؟ ام انها تريد ابداء حسن النوايا لاسرائيل عن طريق استمرار الاعلان عن دعمها لها وتوجهاتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني او العربي؟!!
الاتحاد الاوروبي مطالب بممارسة الضغط على حكومة الاحتلال الجديدة لارغامها على عدم التدخل في الشأن الفلسطيني لتنفيذ عملية المصالحة وكذلك مطالبتها بوقف عدوانها التوسعي الاستيطاني الاستعماري على الاراضي الفلسطينية والسطو والقرصنة على المقدرات الوطنية للشعب الفلسطيني باحتجاز الرسوم والضرائب المستحقة لها.. فضلا عن وضع نهاية لمواقف اسرائيل المتغطرسة تجاه الفلسطينيين خاصة بعد الانتصار الذي حققته القيادة الفلسطينية من نصر سياسي في الامم المتحدة ونيل والاعتراف بدولة فلسطين، آخذين في الاعتبار حجم المخاطر التي تواجهها القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني في ضوء هذا الانقسام والذي يجب العمل على انهائه بغية انجاز ملف المصالحة ووضع نهاية لهذا الوضع الفلسطيني تلبية للمصالح العربية والقومية بدرجة رئيسية ولتفويت الفرصة وقطع الطريق امام مشاريع الاحتلال الصهيوني الهادفة الى تقويض مشروع قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
فالمطلوب بالمرحلة الحالية من السلطة الفلسطينية والفصائل المختلفة الاسراع في ارساء اسس وملامح اتفاق غزة وبناء استراتيجية المواجهة والصراع مع الاحتلال وقطع الطريق على مخططات التهويد والاستيطان التي تحاول تهويد القدس وابتلاع ما تبقى من الارض، وابداء قدر اكبر من التعاون لتحقيق المصالحة الفلسطينية التي تبخرت اخبارها في المرحلة الاخيرة وبدأت وسائل الاعلام في اطلاق الاتهامات حول اسباب وفشل هذا التأخر في تحقيق هذا الانجاز الفلسطيني .
المطلوب في المرحلة الراهنة والتي تسعى اسرائيل والولايات المتحدة الى تفشيل المصالحة في ظل صمت اطراف عربية وتواطؤ اوروبي وامريكي حيث يعتبرون ان لا اهمية لحياة الانساني الفلسطيني وحريته وأمنه واستقراره وان حريته ملك للعنصري الاسرائيلي.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :