أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة وجهاء العشائر ودورهم في تعزيز قانون منع الجرائم

وجهاء العشائر ودورهم في تعزيز قانون منع الجرائم

03-04-2014 09:45 AM
الشاهد -

الشاهد - احمد حمدان العليمات
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال تعالى: " ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً " وقال تعالى: " والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التـي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً " من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير حق أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) . إن أي أمة في التاريخ البشري ارتفعت سلم الصعود الحضاري كان وراءها فكر وأفكار رجال افنوا عصارة عقولهم وأجسادهم وقوداً لإيمانهم بأفكار معينة استنتاجا لآراء متعددة ولا شك أن أي أفعال نقوم بها اليوم يكون لهؤلاء الرجال دور سواء كانوا شيوخاً أو وجهاء في تدعيم أسس القوانين المرعية في هذا البلد وخاصة قانون منع الجرائم المعمول به في المملكة الأردنية الهاشمية ، حيث أن الجرائم والفساد قد انتشر بشكل ملفت للنظر وأصبح ظاهرة سلبية في مجتمعنا الأردني ، و أن الله عز وجل قد أعد للقتلة والمفسدين في الأرض عذاباً عظيماً كما ورد في الآية الكريمة السابقة الذكر ، والدور الرئيسي للقضاة ومنهم الوجهاء والشيوخ في إصلاح ذات البين ودرء المخاطر التـي قد تنجم عن الجرائم ، فيعتبر وجهاء العشائر وشيوخها ركنا أساسيا من أركان الأمن الاجتماعي لدورهم المعهود في إصلاح ذات البين والتدخل في إصلاح أطراف النزاع وإعادة الحقوق لأصحابها ونبذ العنف وتقريب وجهات النظر مما يجعل من هذا الدور ركيزة أساسية في تعزيز مفهوم منع الجريمة الأمر الذي يجعل منهم شريكا أساسيا من قبل القائمين على تطبيق قانون منع الجرائم وتفعيل دور شيوخ العشائر عن طريق منح الحكام الإداريين صلاحيات بالتشاور مع شيوخ العشائر في بعض القضايا وصولا لإيجاد حلول لها منعاً للآثار الاجتماعية التـي قد تنجم عنها.
وأود أن أقول أن أهم شيء في موضوع القضاء وخاصة القضاء العشائري بأنه متماشيا مع أحكام الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( القضاة ثلاثة : قاض في الجنة وقاضيان في النار ، قاض عرف الحق فقضى به فهو في الجنة ، وقاض عرف الحق فجار عنه متعمداً فهو في النار ، وقاض قضى بغير علم فهو في النار . و أن تهميش دور القضاء العشائري ومحاولات إقصائه أو إلغائه في غير محله ، فالأصوات المنادية بإلغائه تعتبر موروثات ثقافية غريبة عن بلدنا ، من أجل ذلك يجب علينا تحري العدل والصدق في القوانين والأحكام فهي درع حصين لتخليص هذه الأمة من الفساد والمفسدين وهي حياة لهذه الأمة ، فإن قتل النفس يعتبر قتل الناس جميعاً ومن دافع عن الناس فكأنما أحيا الناس جميعاً. إن توظيف الأفكار السليمة والحازمة تعتبر من المعطيات الأساسية في الفكر العشائري من خلال الحرص على عدم إدخال الفساد في القضاء العشائري ، قال تعالى ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وانتم تعلمون ) أي لا تصانعوهم ليقتطعوا لكم حقاً لغيركم وانتم تعلمون أنه لا يحل لكم ، انه في خضم هذا الحراك السياسي والاجتماعي الذي يشهده العالم العربي كان من الطبيعي على العشائرية أن تواكب هذا التطور وتبني مصارحات وأطروحات فكرية تهدف إلى النهضة في مصداقيتها واستقرار المنظومة السياسية والاستدلال بها بما يتوافق مع الفكر السياسي للدولة .





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :