أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية عالم الجريمة الشاهد تنفرد بلقاء والدي الشهيد زعيتر

الشاهد تنفرد بلقاء والدي الشهيد زعيتر

26-03-2014 03:11 PM
الشاهد -

والده: اتمنى على الحكومة ان لا تضيع حق ولدي والدته: استشهاد رائد كسر ظهري
الشاهد-فريال البلبيسي
اكتسبت حادثة مقتل القاضي الاردني زعيتر برصاص اسرائيلي شرقي الضفة الغربية تعاطفا شعبيا وسياسيا في الشارع الاردني بعد اقدام جندي اسرائيلي على قتل القاضي رائد زعيتر 38 عاما واتهامه بمحاولة الاستيلاء على سلاح جندي اسرائيلي اثناء مغادرته الاراضي الاردنية باتجاه الاراضي الفلسطينية عبر معبر الكرامة الرابط بين الاردن والضفة الغربية وهو ما استنكرته الحكومتان الفلسطينية والاردنية وطالبتا بفتح تحقيق في مقتله، هذه الجريمة التي ارتكبت بدم بارد ليست الاولى التي تقترفها ايدي الصهاينة لكنها اثارت الشارع الاردني والعربي لانها تمثل اعتداء على كرامة كل اردني وعربي حر وقد شهدت الاردن اعتصامات ومظاهرات واحتجاجات تندد بالجريمة البشعة النكراء وتطالب برد الاعتبار لذوي الشهيد بمطالبتهم بالغاء اتفاقية وادي عربة وطرد السفير الاسرائيلي من عمان وسحب السفير الاردني من اسرائيل والافراج عن الجندي احمد الدقامسة على الاقل حتى لا يذهب دم الشهيد هدرا وان كانت لا تبرد هذه المطالبات نار حزنهم عليه. والمؤلم جدا في قضية استشهاد القاضي زعيتر ظروف توجهه الى فلسطين والتي كانت من اجل انقاذ حياة طفله الوحيد علاء الذي لم يتجاوز بعمره الاربع سنوات والنصف.
الحادثة
بتاريخ 10/3 وفي الساعة السابعة صباح يوم الاثنين توجه القاضي الدكتور رائد علاء الدين زعيتر الى فلسطين مدينة نابلس ومن نقطة المغادرة على الحدود الاردنية الفلسطينية الى نقطة محطة التفتيش الاسرائيلية الاولى وقرب مياه نهر الاردن قام جندي اسرائيلي باطلاق خمس رصاصات على الشهيد القاضي رائد زعيتر حتى اردوه قتيلا وبدم بارد ودون ان يكون هناك سبب وجيه لقتله. الشاهد قامت بزيارة ذوي الشهيد والتقت والديه اللذين كانا بحالة من الحزن الشديد ولم تستطع ان تقابل زوجته التي كانت بجانب طفلها المريض والذي يرقد على سرير الشفاء في مستشفى الاستقلال وكانت بحالة نفسية سيئة جراء استشهاد زوجها ومرض ولدها رافضة ان تتفوه باي كلمة واحدة. الشاهد في منزل والد الشهيد تفاصيل الجريمة رواها والد ووالدة الشهيد زعيتر قال والد الشهيد ابو رائد زعيتر لقد سمعت من شاهد عيان كان بالحافلة مع ولدي لحظة مقتله وتواجد بالقرب من الشهيد لحظة اطلاق الرصاص عليه في الساعة الثامنة والنصف وصلت الحافلة التي يستقلها القادمون الى الارض الفلسطينية المحتلة من نقطة المغادرة على الحدود الاردنية الفلسطينية الى محطة التفتيش الاسرائيلية الاولى قرب مياه نهر الاردن حيث توقفت الحافلة بمحاذاة ساحة صغيرة محاطة بسياج حديدي وفيه مدخلين وحينها طلب جنود الاحتلال من القادمين النزول من الحافلة دون حمل اي متاع مهما كان حجمه اذ يحظر على الركاب من هذه المحطة انزال اي متاع كان بما فيها حقائب اليد وعندما يصعد احد الجنود لفحص الحافلة وبعد هبوطه يسمح للمسافرين بالعودة مجددا الى الحافلة وعند تفتيش الحافلة يتواجد جنديان مسلحان او اكثر لمراقبة المسافرين ويكونان على مسافة تتراوح بين ثلاثة او خمسة امتار من المسافرين كما توجد حجرة بجانب ساحة انتظار الركاب يتواجد بها ايضا بعض الافراد من امن الاحتلال وعند السماح للمسافرين بالعودة الى الحافلة بدأ الركاب بالصعود اليها وكان يقف القاضي رائد زعيتر قرب مقدمة الحافلة وكان هناك شخص اخر ايضا يقف بالقرب من الباب الخلفي للحافلة وكانا يدخنان السجائر كما كانت هناك سيدة مع طفلها تنتظر انتهاء الاخر من استخدام دورة المياه بحيث كان الثلاثة الى جانب الطفلين اخر الركاب المتبقين من مجموع ركاب الحافلة علما بانه في هذه المحطة الامنية الاولى اعتاد المسا فرون على استغلال فترة تفتيش حافلاتهم للتدخين لان التدخين ممنوع داخل الحافلة وفي نقطة المغادرة الاردنية ولهذا وضعت قوات الاحتلال اكثر من مكان مخصص لاطفاء السجائر. وعندما اصبحت السيدة بمحاذاة باب الحافلة وعلى بعد نحو متر واحد من القاضي رائد زعيتر الذي كان قرب مقدمة الحافلة دفعه الجندي الذي قام بجولة التفتيش في الحافلة لتأخره عن الصعود فرد القاضي بدفع الجندي عنه وحدثت ملاسنة بين الجندي والشهيد للحظات حيث قال زعيتر (الله اكبر شو عملت لتوقعني ارضا) ومباشرة اقترب الجنديان الاخران من الموقع من الجندي الثالث وقام ثلاثتهم بدفع القاضي زعيتر الى جهة الشارع امام الحافلة ثم تراجعوا خطوتين وبعد ان نهض المرحوم عن الارض اخذ بالصراخ وكانت يداه مرفوعة للاعلى ويصرخ متذمرا من اهانته وتقدم الجنود في هذه اللحظة وكما افاد الشاهد العيان صوب الجنود اسلحتهم باتجاه ولدي الذي كان يبعد عنهما بين ثلاث الى اربع امتار تقريبا وسمع اطلاق رصاصة واحدة تلتها اربع رصاصات اخرى نحو الشهيد الذي اهتز جسده وانتفض قوة من الرصاص حيث سقط على الارض غارقا بدمائه. وتابع والد الشهيد حديثه (خلال هذه المرحلة كانت جثة القاضي ملقاة على الارض ولم يقترب اي شخص من الاسرائيليين منها لمعرفة مصير ولدي الذي كان غارقا بدمائه وفي تلك اللحظات كما افاد الشهود حضرت تعزيزات شرطية وجنود اسرائيليين الى المكان واشخاص مسعفين يرتدون الزي الابيض وشوهدوا من قبل المسافرين يقومون بمحاولة اسعاف الشهيد الملقى على الارض وذلك من خلال الضغط على صدره ثم قاموا بلف الجثة بالقصدير وبعد حوالي الساعة تقريبا من لحظة اطلاق الرصاص على القاضي زعيتر طلب احد الجنود من الركاب ان يتقدموا كل خمس اشخاص على انفراد لكي ينقلوا حقائبهم بعد تفتيشها لحافلة اخرى واثناء قيام احد شهود العيان بفتح حقائبه وتفتيشها حضر احد ضباط المخابرات الاسرائيليين وسأله عن حقيقة ما جرى حيث ابلغه الشاهد بما جرى وقام الجنود باخذ حقائب ولدي بعد ان قام الجندي باخبارهم بعدم الخوف من الصوت الذي سيسمعوه وقام خبير المتفجرات بتفجير حقائب ولدي. واضاف والد زعيتر ان الجنود الاسرائيليين كان عندهم النية الواضحة بالقتل اذ كان بامكانهم التعامل مع احتجاج ولدي على معاملتهم السيئة عندما قام الجندي باهانته واساء معاملته باسلوب اخر وليس القتل والخلاص منه. واضاف والد الشهيد ان الجنود الاسرائيليين بعدما قتلوه غطوه بقصدير وتركوه لاكثر من نصف ساعة دون ان يسعفوه حتى تصفى دمه ومات متسائلا: ماذا فعل ولدي ليقتلوه ولماذا قتلوه وهم يدركون بانه لا يشكل خطرا عليهم فهو دكتور وقاضي ورجل مهذب ومظهره لا يدل على ريبة او شبهة وهو لم يهدد حياتهم بل قام بالدفاع عن نفسه عندما اوقعه الجندي ارضا وضربه بالسلاح الذي كان يحمله فهو دافع عن كرامته فقط صارخا بوجه الجندي لماذا اوقعتني والله اكبر هذه الكلمات التي قالها فقط هل هذه الكلمات موجبة للقتل مضيفا لو سلمنا جدلا بان ولدي قد شكل خطرا فعليا لحظة نهوضه عن الارض فقد كان بامكانهم اطلاق رصاصة نحو ساقه لتعطيل حركته وليس اطلاق اربع رصاصات نحو منطقة الفخذ والصدر والحوض خاصة ان هذه الرصاصات اطلقت من بدنقية اتوماتيكية ومن مسافة قريبة جدا.
معرفة الاهل باستشهاد
ولدهم قال لقد جاءني الخبر عن طريق خال الشهيد يخبرني بنبأ استشهاد رائد ولم اصدق الخبر وقال لي خال رائد اسرائيل رفضت تسليم جثة المرحوم لحين وصولكم. وعلى الفور سافرت مع زوجتي وابناء اشقاء اخوتي الى فلسطين وفي الطريق اتصل بي وزير الخارجية (ناصر جودة) وقام بتقديم خالص العزاء لاستشهاد ولدي وقال لي نحن مستعدون ان نقدم اي شيء تطلبونه وقام بتسهيل الاجراءات وتوفير جميع السبل لنصل الى فلسطين دون اي جهد وعند وصولي وزوجتي لاريحا وجدنا سيارة الاسعاف التي نقل بها جثمان الشهيد وكذلك جميع اقاربي بل غالبية الفلسطينيين الذين سمعوا باستشهاد ولدي وكان رئيس بلدية نابلس والمسؤولين الفلسطينيين والسفير الاردني بانتظاري حيث وجدت التأييد والوقوف لجانبي ولمدة ثلاثة ايام العزاء فهم لم يفارقوني وخصوصا السفير الاردني كان متواجدا في بيت العزاء ويتقبل العزاء معي وهذا ما خفف عليّ وانا في نابلس حيث طلب مني اقاربي ان ادفن ولدي في نابلس وقمنا بوضع العلم الفلسطيني والاردني معا على تابوته ان الشهيد وحد البلدين عندما قمنا بزفة للحده وعندما عدنا من فلسطين وجدنا جميع ابناء الشعب الاردني متأثرا على وفاة ولدي الذي غادرني دون ان يودعني فقد كان وحيدي وسندي في هذه الدنيا
. بيت العزاء في الاردن
وقال والد الشهيد زعيتر ما خفف من مصابي هو زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني والملكة ر انيا بيت العزاء ان الملك وعدني قائلا ان شاء الله حق الشهيد لن يضيع ونحن نتابع هذا الموضوع مع الحكومة وان شاء الله خيرا لينته التحقيق الاردني والتحقيق المشترك وان شاء الله على ضوء هذا سنتصرف واكد والد الشهيد لقد رويت لجلالة الملك ما نقل من روايات بشأن الحادثة وقد اكدت لجلالته ان التحقيق معروف النتيجة لان الكاميرات كانت معطلة وان تعطيلها من اجل اخفاء الحقيقة. كما قام رئيس الوزراء الدكتور عبدالله لانسور مع العديد من الوزراء وزوجاتهم بتقديم العزاء لنا مؤكدين ان الحكومة لن تنسى حق الشهيد ولا اسرته مطالبا ان تظل الحكومة عند كلمتها وان لا تضيع حق ولدي وابنائه.
والدة الشهيد
قالت والدة الشهيد، الشهيد رائد كان وحيدي ولم ارزق غيره في هذه الدنيا وبفقدانه اطفأ نور حياتي لقد تر كني وترك والده العجوز وحيدين فقد كان سندنا وفرحتنا التي عشنا من اجلها. بفقداني لولدي كسر ظهري وبكت ام رائد مطولا حزنا على الشهيد الذي ذهب ضحية جندي اسرائيلي مستهتر. قالت من يطفىء نيران قلبي التي اشتعلت والى الابد هل سيعود ولدي لي بعدما غادر الدنيا دون وداعي لقد خرج في الصباح الباكر من منزلي ليذهب الى نابلس من اجل تحصيل اموال المحال التجارية التي نملكها في نابلس من اجل دفع مصاريف المستشفى الذي يرقد فيه طفله منذ ثمانية ايام على ان يعود باليوم التالي لكن اسرائيل قتلته. وقالت الام انا وزوجي ننتظر نتائج التحقيقات الاسرائيلية في مقتل ولدي، مضيفة ان ولدي توفي شهيدا تاركا اسرته واطفاله دون اي معيل او مساعدة وهذا ما وضعناه امام جلالة الملكة وجلالة الملك خلال تشريفهما لبيت العزاء واكدت والدة الشهيد ان الملك والملكة خلال تشريفهما اكدا لنا تقديم الرعاية الكاملة وكل ما هو خير لاسرة الشهيد. كما قام رئيس الوزراء بزيارة بيت العزاء مع العديد من الوزراء وزوجاتهم والذي اكد لنا ايضا ان الحكومة لن تنسى حق الشهيد ولا اسرته وقالت ام رائد ان اسرة الشهيد تثمن كثيرا وتقدر ما قدمه جلالة الملك لابناء الشهيد. وقالت والدة الشهيد ان وضع الطفل علاء الذي يرقد على سرير الشفاء في مستشفى الاستقلال في قسم العناية الحثيثة من تاريخ 2/3/2014 ولا يزال على حاله متمنية ان يلطف الله به لا سيما ان حالته الصحية سيئة وحرجة وبحاجة الى عناية خاصة. وطالبت الام واسرة الشهيد لقد فوضنا الحكومة باتخاذ الاجراءات التي تراها مناسبة لكن على ان لا تضيع دم ولدي.








تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :