أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية سياسة الاردن والمغرب يسعيان لازالة الخلافات العربية...

الاردن والمغرب يسعيان لازالة الخلافات العربية وتحقيق التضامن

13-03-2014 08:52 AM
الشاهد -

تهويد مدينة القدس وانتهاك المقدسات والازمة السورية تحظى باهتمام الملك عبدالله الثاني وبن كيران

الاصلاحات الدستورية في الاردن والمغرب مثار اهتمام الدولتين الشقيقتين لكونها اكدت على الديمقراطية الصحيحة ومصلحة البلدين

الشاهد – عبدالله محمد القاق

زيارة السيد عبد الاله بن كيران رئيس وزراء المغرب للاردن بالاسبوع الماضي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الاخوية في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والفنية والسياسية نظرا لتطابق وجهات النظر بين القيادتين الاردنية والمغربية في الصعد السياسية لازالة الخلافات العربية وخاصة القضية الفلسطينية وموقف المغرب الداعم للاردن باستمرار وأحقيته بالوصاية الهاشمية على المقدسات ورفض المغرب بوصفه رئيسا للجنة القدس كل المحاولات الاسرائيلية لانتهاك المقدسات الاسلامية ولا سيما المسجد الاقصى المبارك. فالزيارة وان كان طابعها اقتصاديا فهي تحظى بالتعاون الشامل بين البلدين في كل المجالات حيث اكد جلالة الملك عبدالله الثاني خلال لقائه رئيس وزراء المغرب امس على مدى تطوير التعاون الأخوي الفعال بين البلدين لا سيما ان المملكة الاردنية الهاشمية والممملكة المغربية تحظيان باهتمام كبير من دول مجلس التعاون الخليجيي ويتلقيان مبلغ خمسة مليارات دولار لكل منهما لتنفيذ مشاريعهما الاقتصادية المتعددة. فهذه الزيار تهدف الى تطوير العلاقات الثنائية وسبل تفعيلها وتطويرها بالاضافة الى دعم التضامن العربي وازالة الخلافات العربية وايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وشجب الاجراءات الاسرائيلية التي تستهدف تهويد مدينة القدس وطمس هويتها ومعالمها بالاضافة الى ايجاد حل للازمة السورية والذي اكد جلالته على ضرورة انهاء الازمة السورية بالحوار الهادئ والبناء وتوفير الامن والاستقرار في سوريا مشددا على عدم التدخل في الشأن السوري. خاصة وان العلاقات الاخوية التي تربط الاردن بالغرب كما قال لي سفير المملكة المغربية في عمان حسن عبدالخالق تتمثل بمتانة العلاقات التي تربط البلدين في جميع المجالات بفضل قيادتي البلدين الشقيقين الحكيمة مشيرا إلى أن العلاقات الأردنية المغربية تميزت على مر التاريخ بالتواصل والتشاور المستمر على أعلى المستويات وبالاحترام المتبادل والتفهم للقضايا الوطنية الخاصة بكل بلد. وأكد السفير الذي بذل جهودا كبيرة لتطوير العلاقات بين البلدين على ان وجهات النظر خلال المباحثات حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وخاصة الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية إضافة إلى دعم نضال الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية لقيام دولته على التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة كانت متطابقة تماما. مضيفا الى وحدة الرؤية التي تجمع البلدين الشقيقين، ومشيرا في هذا الصدد إلى إعلان جلالة الملك عبد الله الثاني دعم الأردن لوحدة المغرب الترابية وتأييده لمبادرة جلالة الملك محمد السادس القاضية بتخويل حكم ذاتي للأقاليم الصحراوية في إطار السيادة المغربية. ونوه السفير المغربي بالجهود الكبيرة التي بذلت من قبل البلدين الشقيقين للدفع بعجلة التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما خاصة من خلال الاتفاقيات التجارية التي تم توقيعها في الاعوام الأخيرة، من بينها اتفاق التبادل الحر الثنائي والاتفاقية المؤسسة لمنطقة التبادل الحر العربية الكبرى واتفاقية اغادير للتبادل الحر بين الدول العربية المتوسطية التي يعتبر الاردن والمغرب عضوين فاعلين فيها. واوضح السفيرالى انه ومنذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش شهد المغرب حركة إصلاحات غير مسبوقة في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية تجلت بإعلان جلالته عن مراجعة شاملة وعميقة للدستور بمقاربة تشاركية وطنية شملت كل مكونات المشهد السياسي والنقابي، اضافة الى عرض الدستور على الاستفتاء الشعبي في تموز 2011 حيث صادق عليه الشعب المغربي بأغلبية ساحقة. والواقع ان زيارة بن كيران الى الاردن ومباحثاته مع الرئيس الدكتور عبدالله النسور تأتي في ظروف سياسية ومرحلة دقيقة من تاريخ امتنا العربية وذلك في ضوء ثورات الربيع العربي واستمرار سياسة التهويد وقضم الاراضي والغطرسة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والاوضاع المتفاقمة في سورية وكذلك السعي لانهاء سفك الدماء بين الاخوة في القطر السوري وهو ما دعا اليه قادة الاردن والسعودية والكويت وقطر وغيرهم في اكثر من مناسبة ومحفل سياسي. فالزيارة كما يرى المراقبون هدفت ايضا للوقوف بنفسه على التطورات السياسية خاصة وان جلالة الملك محمد السادس عاهل المغرب شجب الاعمال والممارسات الاسرئيلية في مدينة القدس والضفة الغربية والقطاع ولعب دورا بارزا من اجل ايجاد تحرك عربي واسلامي فاعل لوقف الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة على المقدسات الاسلامية والمسيحية.
والواقع ان الاردن والمغرب كما قال بن كيران في تصريحاته التي ادلى بها خلال زيارته الحالية يقومان باصلاحات سياسية واسعة عبر كل الصعد، وتشهدان حراكاً سياسياً كبيراً، خاصة وان الاصلاحات الدستورية في المغرب والتي أعلنها الملك محمد السادس في الخطاب الذي القاه مؤخرا وتم اجراء الاستفتاء عليه ولقي نجاحاً كبيراً لهذه الخطط والمبادرة الاصلاحية الجادة تُمثل خطوة ايجابية وهامة لاصلاحات دستورية فاعلة من شأنها النهوض بالمغرب وبشعبه خاصة وان هذه القرارات والاستفتاء لقي الاهتمام الكبير من الشعب المغربي، وهي التي كانت بمثابة نتيجة طبيعية لمجموع اللقاءات والاجتماعات التي عقدت مؤخراً، والتي ستُسهم في تطوير مختلف الأنظمة والقوانين المغربية لا سيما وان خطاب الملك محمد السادس استجاب لمطالب المواطنين كافة لأنه بمثابة تركيب دقيق ناتج عن تفاعل عميق بين المؤسسة الملكية وتطلعات الشعب المغربي من خلال قواه الحية والجادة وهو دعوة صريحة الى تعبئة جماعية لانجاح هذا العمل الديمقراطي والدستوري الكبير والذي سيلامس كل هياكل ومؤسسات الدولة ويجعلها أقرب الى اهتمامات المواطن بالاستجابة الى مطالبة وطموحاته في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبشرية، خاصة وان خطاب جلالته حول الاصلاحات الدستورية المغربية لقي ترحيباً محلياً وعربياً ودولياً، وقرأت فيه العديد من الاوساط السياسية والمراقبين الدبلوماسيين ثورة استباقية لنشاطات مقبلة للمغرب كانت دائماً تحرص على اعتبار انها دولة قطعت شوطاً كبيراً في مجال الديمقراطية خاصة وأن اقتراحات العاهل المغربي والتي اُقرت في الاستفتاء العام تتعلق بآليات الحكم، ومؤسساته مع المحافظة على ما أسماه جلالته على "الثوابت المقدسة التي هي محل اجماع وطني، وتتمثل في الاسلام كدين للدولة الضامنة لحرية ممارسة الشعائر الدينية وامارة المؤمنين والنظام الملكي والوحدة الوطنية والترابية والخيار الديمقراطي" والذي يُعتبر الضامن والقوي والاساس المتين لتوافق تاريخي يشكل ميثاقاً جديداً بين العرش والشعب، فضلاً عن كون الدستور المعدل يُسهم في التنوع ودسترة اللغة الأمازيغية وترسيخ دولة الحق والقانون وفصل السلطات وتوازنها من خلال انتخابات نزيهة وصلاحيات أوسع لرئيس الحكومة الذي سيكون من الحزب المغربي الفائز بالانتخابات فضلاً عن تقوية دور الاحزاب والمجتمع المدني وضمان التعددية. فهذه الاصلاحات الدستورية في كل من المغرب والاردن والتي شهدها البلدان من شأنها ان تُسهم في دعم التعاون المشترك، خاصة وان لهاتين الدولتين سياسة اقتصادية وخارجية متطابقة مع دول مجلس التعاون في دعم مختلف القضايا الوطنية والقومية، ولهما نفس توجهات هذه المنظومة الخليجية نحو التعاون الفاعل لمواجهة التحديات والمؤامرات التي كشفت عنها ثورات الربيع العربي في هذا الظرف الدقيق والراهن..! لقد كانت زيارة رئيس وزراء المغرب للاردن خطوة فاعلة لتحقيق التعاون الاخوي المشترك والفاعل لخدمة البلدين واستعراض قضايا المنطقة والتشاور والتنسيق لازالة الخلافات العربية خاصة قبيل انعقاد القمة العربية في الكويت في الخامس والعشرين من الشهر الجاري والذي يستأثر باهتمام عربي ودولي كبيرين. رئيس تحرير جريدة " سلوان الاخبارية " الأُردنية. - abdqaq@orange.jo





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :