أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية اجتماعي يطالبن وزارة التنمية الاجتماعية مساعدتهن وتوفير...

يطالبن وزارة التنمية الاجتماعية مساعدتهن وتوفير دخل مادي لاعالتهن

13-03-2014 08:24 AM
الشاهد -

الحاجة سلمى: دون معيل وتعيش وحيدة بغرفة

الحاجة فاطمة: ولدها الوحيد لا يستطيع اعالتها لسوء حالته المادية

الشاهد-فريال البلبيسي

ضمن الحالات الانسانية التي تابعتها الشاهد في هذا العدد كانت من منطقة صويلح حي التعامرة. الشاهد طرقت بابا تلو باب وسمعنا قصصا تدمي القلوب لعجائز يعشن في بيوت عبارة عن غرفة وغير صحية لا يجدن من يطرق ابوابهن ليمد لهن يد الرحمة والمساعدة ولا يجدن كفاف يومهن فهن لا يستطعن ان يعلن انفسهن نظرا لكبر عمرهن والامراض التي نهشت اجسادهن وجعلتهن عرضة للاوجاع والالام هؤلاء العجائز لم يعرفن طعم الفرح او السعادة ولا يدفىء الاجساد فهن محرومات من كل شيء، فهن اجساد بلا روح، فقد اكدت هؤلاء العجائز ان بيوتهن اصبحت مقابر لهن وهن احياء وهن يشعرن بالخوف ان تفيض ارواحهن وتبقى اجسادهن بلا دفن في هذه البيوت الباردة التي يعشن بها.

الحالة الاولى

طرقنا باب الحاجة سلمى الشعلان والبالغة من العمر 75 عاما وهي ارملة منذ اربعة اعوام ولم ترزق بابناء، وتعاني الحاجة من امراض عديدة تجعلها عاجزة عن اعالة نفسها وعندما قابلناها كان وجهها يعبر عن امراض عديدة وهزال في جسمها حيث لا تستطيع الحراك بسهولة فقد انهكها المرض والتعب ونهش جسدها الضعيف وكانت تعابير وجهها تدل على الحالة الاقتصادية السيئة التي تعانيها العجوز. منزل العجوز وعندما تجولت كاميرا الشاهد بمنزل العجوز وهو عبارة عن غرفة صغيرة باردة جدا ولا تدخلها الشمس الدافئة فهي غرفة معتمة وغير صحية وفراشها عبارة عن فراش قديم لا يدفىء جسدها ولا يوجد مدفأة لتدفىء العجوز وحيث لا تستطيع ايضا ان تصنع لنفسها حساء تدفىء به جسدها الهزيل الذي هده الفقر والجوع والمرض. قالت الحاجة منذ وفاة زوجي وانا اعيش وحيدة وبعد وفاته اصبحت وحيدة اسيرة الخوفة من المرض والوحدة. وقالت الحاجة انني اعاني من امراض عديدة حيث اصبت بهشاشة عظام وضعف شديد بالدم واعاني من التهاب صدري وهذه الامراض لازمتني واقعدتني وهدت من قواي وبكت بحرقة وألم عندما تذكرت ما حصل لها عندما تساقطت الثلوج بغزارة في فصل الشتاء حيث قالت اقسم بانه انقطع عني الغاز والطعام ولم يطرق احد بابي ليتذكرني ولو بكسرة خبز ونمت بالفراش لادفىء جسدي من برودة الجو القارص الذي لم استطع تحمله، وقالت الحاجة انني اكره الليل لانني ابقى وحيدة فانه لا يوجد عندي من يأنس وحدتي ويكسر حاجز الصمت الرهيب الذي اخافة ليلا ولا يوجد عندي تلفاز يؤنس وحدتي ليلا واكدت الحاجة سلمى بانها تدفع ايجار هذه الغرفة سبعين دينارا عدا عن فواتير الماء والكهرباء التي تتكبدها شهريا وترهق جيبها الفارغة كما انها تتكبد مصاريف الدواء الشهري وقالت انني اقطع عن فمي من اجل ايجار المنزل وفواتير الكهرباء والماء. وناشدت الحاجة سلمى اهل الخير بان يقدموا المساعدة لها لانها لا يوجد معيل لها يأخذ بيدها. ونحن بدورنا نقول هل يوجد ايدي بيضاء تساعد العجوز المسكينة التي تقطعت بها السبل ولا يوجد لديها ابناء يقفون الى جانبها في هذا العمر

الحالة الثانية

طرقنا باب الحاجة فاطمة الخطيب ستين عاما وهي ارملة منذ عشرين عاما وتعاني من امراض عديدة وقد قامت على تربية ابنائها وهم صغار بعد وفاة والدهم وتركهم صغارا بحاجة الى من يعيلهم ليشتد عودهم وقد افنت شبابها وعمرها وصحتها من اجلهم حتى اصبحوا ابناء كبارا يعتمدون على انفسهم واصبحت لهم عائلات وبيوت يعيلونها. قالت الحاجة فاطمة عندما انهيت مسؤوليتي تجاه ابنائي انتهت ايضا صحتي وقد انهكني واتعبني المرض فقد اصبت بمرض السكري والضغط واصبحت ضعيفة البصر حيث لا استطيع الرؤيا بوضوح وقد نهش المرض جسدي ولم يتركني لوحدي عدا عن تعب الظروف الاقتصادية السيئة التي اعاني منها. وقالت ان الله رزقني بولد بالكاد يعيل ابناءه الصغار فحالته المادية ليست جيدة، وهو يعيش بمنزل بعيد عن الغرفة التي اعيش فيها وظروفه المادية لا يستطيع ان يقوم بواجبه والتزاماته معي فهو يعطيني ما تجود فيه نفسه. وقالت الحاجة فاطمة انني ادفع شهريا ايجار الغرفة التي اعيش فيها خمسين دينارا عدا الماء والكهرباء بالرغم ان الغرفة غير صحية ولا تدخلها الشمس والهواء وتفوح منها رائحة العفونة والرطوبة مما شكل مرضا على صحتي وازدادت صحتي سوءا. وقالت انني اعاني من الخوف الشديد عندما يغلق باب الغرفة عليّ كل مساء لانني اعتقد بانني سأموت ولا احد يعرف عن موتي، وقالت انني لا اجد من يخدمني ويقدم لي المساعدة فانا بالكاد اقوم من فراشي ولا استطيع عمل حساء ساخن لي لادفىء به جسدي ولا يوجد عندي مدفأة لادفىء المنزل الرطب والبارد. وناشدت الحاجة اهل الخير مساعدتها لانها لا تجد ما تعيل فيه نفسها ولا اقل القليل وقالت انني لا استطيع تأمين الدواء الذي اخذه لانني لا املك ثمنه. ونحن بدورنا نقول ان الحاجة فاطمة حياتها مأساوية وولدها حالته ليست بافضل منها وهو لديه اطفال صغار ولا يستطيع ان يساعد في مصروف والدته العجوز ونطالب الايادي البيضاء ان يساعدوا العجوز لتستطيع اعالة نفسها

.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :