أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية شايفك رحيل الضيف الكريم .. واستقبال العيد الحزين

رحيل الضيف الكريم .. واستقبال العيد الحزين

25-05-2020 01:07 AM
الشاهد -

ها قد رحل عنا اكرم الضيوف ومضى مع الراحلين.رحيله خير شاهدا على ان للله يرث الارض ومن عليها ..مضى هذا الضيف الكربم وقد احسن اليه ناسا واساء اليه اخرون.وهو شاهدا لنا او علينا...


ولا ندري هل سيزورنا مرة اخرى ام يحول بيننا وبينه هادم اللذات ومفرق الجماعات.
اليوم اخر ايامه بضيافتنا لقد مر كلمحة برق وغمضة وهاقد استقبلنا عيد حزينا عيد اعادني للماضي
اين مظاهر العيد التي تعودنا عليها في كل عام وعيد هذا العام اخذتني الذكرى للأيام الخوالي واذكت في نفسي ذكريات الطفولة. فاخترت بعض الكلمات التي اثرت في نفسي (موسيقى العيد كانت تصدح في ارجاء البيت ورائحة بخور العود تملأ المكان .


كانت صينية الشاي ودلة القهوة العربية ورائحة الهيل تعبق في ارجاء المنزل
لقد كنا نحتفل بالعيد وننتظر حلوله نفرح بالثياب الجديدة وننتظر مستيقظين لنذهب لصلاة العيد مع والدي واشقائي واعمامي رحمهم الله نعود الى بيوتنا لنحضر وجبة الإفطار مع الجد والجدة والعمات والاعمام والضيوف الذين اعتدنا على زيارتهم ثم يبدأ جدول التزاور والمعايدات نذهب إلى المقبرة لقراءة الفاتحة ونجد القهوة والحلويات ورجالات السلط اصحاب الطلة البهية والرجولة والكرم والكل يقول جيرة الله الصادقة من القلب ثم ندخل البيوت نسلم على أهلها نشرب القهوة ونأخذ الحلوى ونتجه للبيت الذي يليه نبدأ بالجيران ثم بالأهل والأصدقاء، ثم بيوت شقيقاتي وبنات الاعمام نذهب لبيوت عامر بالمحبة وبالرضا وطيب النفس والإخاء وحب الاخرين لم اكن اشعر بكراهية اي شخص نزوره الكل محب للكل رغم القلة وضعف الحال لكن القلوب كانت تتسع لكل من كان والنفوس يملأها الرضا والامتنان . كانت أجواء العيد لها طابع مميز وعبق لا أنسى عبيره حتى اليوم واشتاق للرجوع اليها ولبيت جدي وجدتي رحمها الله الذي كان يضمنا.


يجعل عيناي تفيضان من الدمع أيام جميله بل رائعة الجمال لا يعوضها تقدم ولا تطور ولا مال انشدت بيت من الشعر قلت فيه (هيهات هيهات ان عودتٌ تلك الخوالي بما احتوت ..... أيام لها النفس تلهفت ......وسنين بالأمال تعددت في ان تعود أيام قد خلت) ننظر لحالنا اليوم نحمد الله ونشكره ولكننا اختلفنا فأختلفت قلوبنا وتغيرت نفوسنا فكان العقاب ان تقفل مساجدنا في شهر تعود المسلمون فيه على أصوات الصلوات ودعاء القنوت وتختيم القران وانحرمنا من رؤية أهلنا واحبائنا ولم نجتمع لصلاة العيد وأصبحت كل عائلة منطوية على نفسها وغابت الايدي عن المصافحه حتى السلام عز علينا وتباعدت اجسادنا. أتمنى ان لا يدوم هذا التباعد حتى لا تألف أنفسنا الجفاء ونعيش حياتنا كالغرباء فيظفر بنا الأعداء.
كلمة من القلب لكل قلب. نبارك لكم بالعيد السعيد
أعاده الله علينا والعالم في حال افضل وقد حل فيه الامن والسلام والمحبة محل الصراعات والفتن والاستغلال وتحررت ارادة الشعوب من كل الغاصبين والمحتلين، وعم الخير والازدهار والعدالة ربوع المعمورة.
وكل عام والجميع في كل مكان بخير وسعادة. واتمنى ان نحب الخير للغير كما نحبه لأنفسنا .


أخوكم دكتور عبد الحليم العواملة




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :