أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية لقاء الشاهد القاضية الجنائية الدولية العين تغريد حكمت

القاضية الجنائية الدولية العين تغريد حكمت

19-02-2014 03:43 PM
الشاهد -

اول امرأة عربية مسلمة في القضاء الجنائي الدولي

رئيس المحكمة الجنائية الدولية في رواندا الامم المتحدة

الشاهد-ربى العطار

تعتبر من مصابيح العدالة وشموعها التي تنير الطريق الي الحق حاملة رسالة نبيلة للدفاع عن حقوق الناس دخلت الحياة العامة بواسطة السلطة الثالثة تجاوز عمر وظيفتها العامة الثلاثين عاما. عندما جلست على كرسي القضاء كان معها كل الاردنيات اللواتي فرحن وهن يتابعن واحدة من بنات جنسهن تخترق بوابة لم يكن مسموحا للمرأة دخولها من قبل لا شاكية او مشتكى عليها من عائلة قدمت لحقل المحاماة والقانون عددا من افرادها.

سألتها عن المواقف التي واجهتها كقاضية قالت -

في سنة 97 قدمت ورقة عمل عن المرأة والقضاء في الجامعة الاردنية وعندما انهيت فوجئت بوقوف احد البروفسورات في الجامعة قائلا المرأة عاطفية لا تصلح للقضاء، نظرت اليه وقلت صحيح ان المرأة عاطفية ولكن العاطفة ليست صفة سيئة لتتنصل منها المرأة، بل هي ميزة ميز الله سبحانه وتعالى فيها الانسان عن بقية المخلوقات، والمرأة القوية ذات القرار المتزن والعادل والمدروس ليست هي المرأة التي لا يرف لها جفن امام قضايا العدالة والانسانية وحقوق الانسان.

كيف وصلت الى المحكمة الجنائية الدولية؟ -

تم ترشيحي من قبل وزير العدل ووزير الدولة للشؤون الخارجية وذهبت الي نيويورك لعمل حملة انتخابية حصلنا على ثاني اعلى الاصوات في الانتخابات التي جرت في الامم المتحدة 152 صوتا بفارق صوتين عن الاول الايطالي لعضوية المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب في رواندا الدولة الافريقية التي فقدت حوالي مليون من ابنائها خلال مائة يوم.

اسعد يوم في حياتك؟ -

كنت سعيدة بانتخابي اول عربية مسلمة الى جانب ابرز القضاة من العالم ليس لاسبابي الشخصية بل لاتاحة الفرصة للاردنيين بصورة خاصة وللعرب بصورة عامة لتطبيق القانون الدولي الانساني والقانون الجنائي الدولي وارساء دعائم حقوق الانسان ليس في منطقتنا فقط بل في كل انحاء العالم حتى في افريقيا.

ما اهم القضايا التي حكمت بها؟ -

حاكمت القادة العسكريين قائد الجيش، مدير الامن، وزير الدفاع، مدير العمليات الذين اعطوا الاوامر بارتكاب جرائم الابادات الجماعية حاكمت امين العاصمة في كيفالي وحاكمت رجال الدين واحدهم امر بهدم الكنيسة على (12000) شخص لجأوا اليها اثناء الحرب وحاكمت احد كبار رجال الاعمال الذي شجع القسيس على هدم الكنيسة واقنعه بانه سيبني له خلال اسبوع اكبر وافخم منها.

ماذا اضافت لك المحكمة الجنائية الدولية؟ -

حاولت ان اكون وجها مشرقا للاردن واثبت ان المرأة قادرة على خوض غمار الصعاب فكنت احد ثلاثة محاضرين في جامعة هارفارد كلية الحقوق من سنة 2006 حتى سنة 2011 في اللقاء السنوي. وكذلك في جامعة Seton Hall انشأنا برنامجا لكل كليات الحقوق في العالم في جزيرة زغبار على المحيط الهندي شبكة بين الشباب تبحث امور تحت عنوان الاشكال الحديثة للعبودية والاتجار بالبشر من سنة 2007 - 2011 وكذلك في الاكاديمية العسكرية west point في نيويورك كنت متحدثا رئيسيا في سنة 2011 عن عدالة النوع الدولية وسنة 2012 عن الاسلام وقواعد القانون. شاهدت الوانا متعددة من الظلم الاجتماعي لكن هيبة الوظيفة ووقارها كان يتطلب مني مواجهة الامور بصلابة حتى لا يهتز ميزان العدالة بين يدي.

ما هي الجوائز التي حصلت عليها؟ -

كرمت من عدة جهات محلية ودولية ولكن كنت سعيدة جدا باستقبالي في الاردن بوسام الحسين للعطاء المتميز في القضاء والعمل العام من الدرجة الاولى في 2011 تكريم الانسان في بلده له طعم مختلف. وانا اعتبر اختياري عضوا في مجلس الاعيان اعتبره ايضا تكريما لي والذي كان نقلة نوعية لي من قاض مطبق للقانون الى مشرع واردت ان اكون محل ثقة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله.

لم توجهين الشكر؟ -

لابني يزن وبناتي ولزوجي بشكل خاص الذي وافق مشكورا ان نترافق سويا برحلاتي المتعددة في العقد الماضي.

هل هناك قرار اتخذتيه وندمت عليه؟ -

لا آخذ قراراتي الا بعد تأن ولم اندم على قرار رغم انه واجهتني الكثير من الصعاب في اتخاذ بعض القرارات واخرها كان قراري باحالة نفسي على التقاعد في سنة 2012 عندما عرض عليّ رئاسة محكمة الجنايات والتي تعني توقيع عقوبات الاعدام وانا اؤمن بحق الانسان في الحياة وبتقليص عقوبة الاعدام قدر الامكان او الغائها، وهو التوجه في العالم الان.

ما هي هواياتك؟ -

كنت رسامة وفنانة وكنت ادرس الفن ثم تحولت الى محاكمة المجرمين ومكافحة الاجرام.

الى اي حد انت متسامحة؟ -

انا متسامحة جدا تعاملت مع مختلف الشرائح في المجتمع محليا ودوليا من المجرمين الى السلطات العليا ورؤساء الدول لم اصطدم باحد واتعامل بدبلوماسية انطلاقا من مبدأ خذ الناس كما هم لا كما يجب ان يكونوا.

لو كان معك باقة ورد واردت اهداءها فلمن تهديدها؟ -

اهديها لروح والدتي نجمية حكمت رحمها الله كانت قد الفت كتابا اسمه (65 عاما) من حياة امرأة اردنية وهي من الناس الذين شجعونهي للعمل والتميز حتى انني كان شعاري في الحياة ونحن اناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين او القبر

برأيك هل الاردن بالفعل تخطى مرحلة الربيع العربي؟ -

في هذا السياق تعتبر جهود وتوجيهات القيادة الهاشمية الموصولة في دفع عملية الاصلاح ومحاربة الفساد ومحاولة تحسين مستوى المعيشة دفاعا عن امن الاردن ومقدراته والتأسيس لمرحلة جديدة في تاريخ الاردن باطلاق منهج جديد ووضع قواعد واضحة بالتعديلات الدستورية وانشاء المحكمة الدستورية وتأسيس لجان متخصصة تضم كافة اطياف المجتمع مبني على اساس العدالة وتكافؤ الفرص وتوزيع مكتسبات الوطن والتنمية لجميع المناطق باختيار الطريق الى المستقبل بالحجة والاقتناع والحوار لمجابهة التحديات الخارجية وبناء اردن عربي ديمقراطي يواكب التطورات وابتداء حركة التغيير اعتمادا على تطبيق ما يسمى بالعدالة الانتقالية دون استخدام العنف حمى الله الاردن.

يقال ان العيش في افريقيا صعب ما رأيك؟ -

لا اخفي بانني عندما انتخبت للعمل في المحكمة الجنائية الدولية في رواندا كان ينتابني الخوف، الافلام الاجنبية اعطتنا فكرة سيئة عن افريقيا بالنسبة للمحكمة اولا اعتقد ان مجلس الامن كان حكيما في اختيار مكانها، المحكمة لم تكن في رواندا، تم تأسيسها في مدينة اروشاني شمال تنزانيا كمنطقة محايدة حتى لا تتحكم الجهة المنتصرة في المعركة ويكون لها سلطة علي المحكمة. مدينة اروشاني كانت بين جبال كلمنجاروا وجبال ميرو اعلى جبال في القارة الافريقية في وسط افريقيا وبجانب خط الاستواء وقمم الجبال مغطاة بالثلوج، والجو جميل جدا درجة الحرارة من 10 - 20 طوال السنة ولا يوجد رطوبة والطبيعة الجميلة كما ابدعها الخالق بدون رتوش الانسان للعلم اقمنا فيها حوالي تسع سنوات لم نصب حتى بالرشح.

ما هي امنيتك؟ -

ان يحفظ الله اردننا الغالي وان يديم الامن والتقدم والازدهار والسلام الذي نحن بحاجة اليه في هذه الايام.

رأيك بحكومة النسور؟ -

باعتقادي انه جاء في مرحلة صعبة تستوجب الحذر الشديد وعليها معالجة القضايا الملحة خاصة الاقتصادية منها في ظل توصيات ومتطلبات المؤسسات الدولية وصندوق النقد الدولي ويقال ان قبوله بهذه المهمة يعتبر فدائيا اتمنى ان يكون لديه القدرة على اخراج الاردن من الوضع السياسي المعقد الان مهمته خطيرة حيث يقع عليه تحسين المناخ السياسي وهو مطلب اساسي الان

.





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :