الدكتور منذر الحوارات


في بريطانيا مرض بوريس جونسون ، انقطع فترة طويلة عن عمله ، وحينما عاد كانت اول جلسة له مع مجلس العموم البريطاني ليتحدث عن حال المملكة المتحدة خلال مرضه وبعد شفائه ، حيث ووجه بعاصفة من النقد ، ولم يتهم احد من منتقديه بخيانة المملكة ، لدينا تصرفت الحكومة خلال الشهرين الأخيرين بمعزل عن أي رقيب ، حتى ان أحداً لم يسمع بلقاء بين الحكومة ورؤساء اللجان على اقل تقدير ، ولو من خلال التقنيات الحديثة ، ولم نسمع بالمجلس إلا حين تم فض الدورة العادية للمجلس وبداء الجميع يتحدثون عن السيناريوهات المقبلة بعد فض الدورة ، هل هو الحل ام التمديد ام السكوت عنه ، لكن لماذا الحديث ؟ حتى في إطار البرستيج السياسي لم ىؤخذ المجلس بأي اعتبار فالرئيس تحدث لأغلب مؤسسات المجتمع المدني بإستثناء المؤسسة التي يفترض ان تكون احد الأركان الاساسية للدولة مجلس الاًمة ، هذا تم في خلال أزمة وجودية فرض فيها قانون الطوارئ غُيب دور المجلس الى حد السكون والتمويت الإجباري ، لدرجة أني صعقت حينما سمعت الوزير المعني بتنمية الحياة السياسية يقول ان المجلس ليس جهة تنفيذية حتى يجري التشاور معه ، اذاً ما ضرورته معاليك مع محبتي واحترامي لك ، لّما نبذل الجهد في الحديث عن السيناريوهات ؟ لماذا ننفق المال في انتخابات جديدة طالما ان ليس للمجلس دور حتى في الأزمات الكبرى ؟ برأيي لا داعي لكل وجع الرأس انتخابات وإعلانات قبلها وبعدها وصراعات مناطقية وقبلية تنتجها كل دورة انتخابية لا داعي لكل ذلك طالما هذه هي القناعة الراسخة عمن يفترض انهم يمثلون الشعب ، ولا داعي لكل هذه المسخرة وخلينا نعرف راسنا من رجلينا حتى نحدد مواقفنا بعيداً عن التزييف اليومي بأننا دولة للشعب فيها ممثل ، برغم كل التحفظات على طريقة اختياره والقوانين المشوهة التي تنتج المجلس مع كل ذلك لم تنجح دولتنا في اتمام هذه المسرحية الى نهايتها .