أخر الأخبار
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة عام ثقيل على الأردنيين .. !

عام ثقيل على الأردنيين .. !

08-01-2014 02:46 PM
الشاهد -

موسى الصبيحي

لم يكن عام 2013 عاماً عادياً خفيفاً على الشعب الأردني، بل كان ثقيلاً جداً، فالقرارات الحكومية زادت أعباء الحياة على الفقراء ومتوسطي الحال من الأردنيين، لا بل أكاد أجزم أن الطبقة الوسطى في المجتمع باتت تلفظ أنفاسها، لا لصالح الطبقة القليلة الميسورة وإنما لصالح الطبقة الفقيرة، فازدادت أعداد الفقراء، وارتفعت معدلات البطالة، وتفاقمت أزماتنا الاجتماعية بصورة ملفتة وملموسة..!! وفي الوقت الذي تشهد فيه دول كثيرة إجراءات وبرامج لتخفيف حدّة الأزمة المالية على شعوبها، رأينا حكومتنا الرشيدة تتخذ سلسلة قرارات تزيد الحِمل على الشعب، وبدلاً من أن تسعى إلى تحسين مستوى معيشة المواطن وفقاً للتوجيهات الملكية المستمرة، إذا بها تدفع باتجاه تخفيض مستوى معيشته، ورفع مستوى توتره الاجتماعي، ما أدّى إلى ما بتنا نشهده من حالات عنف غير مسبوقة عبر مسيرة الدولة والمجتمع الأردني، فقد أصبح العنف يضرب كل أركان المجتمع في الجامعات والمدارس والمؤسسات والشارع والبرلمان والأُسَر والأحياء والعشائر. وليس هذا فحسب بل رأينا كيف تتعاطى الدولة ومؤسساتها المعنية مع قضايا الفساد، كأحد أبرز معيقات التنمية المستدامة لما يسببه من خرق لمبدأ سيادة القانون، ولتناقضه مع مباديء الحكم الرشيد، وتأثيره على العدالة بين الناس..!! ولا أعتقد أن ثمّة أي قيمة لأي عمل تحاول الدولة ومؤسساتها من خلاله تشكيل صورة نمطية نظرية لقدرات وإمكانات ومساعِ وتوجّهات لإرادة فعل وهمي، يُقدّم على أنه إنجاز، لأن ذلك لن يكون مقنعاً لأحد، لسبب بسيط، هو أن الإرادة لم تكن خالصة، وأن المساعي لم تكن جادّة، وأن الإمكانات لم تكن مكرّسة بالشكل المطلوب..!! ومن هذا المنطلق، تأتي أهمية التعامل الصادق مع الناس من منظور أخلاقي لا استغلال فيه ولا تضليل، وهو ما يُكسِب الدولة قوتها وصعودها، ويعزّز أمن المجتمع ووحدته، وعلى حدّ تعبير ابن خلدون، فإن سقوط المجتمعات وموت الحضارات ما هو إلاّ نتيجة لفقدان المجتمعات لنسيجها الأخلاقي واستغلال النخبة المثقفة لعامة الناس..!! مع نهاية عام 2013 الثقيل على الأردنيين، علينا أن نتداعى إلى إعادة فهم علاقة الشعب مع مؤسسات الدولة، ورسم إطار واضح لهذه العلاقة، ومسارات للتفاهم والتعاطي في قضايا الشأن العام، ومن الحصافة أن يرعى الخبير المهندس فكرة إعادة الرسم والتصميم على أسس جديدة تأخذ باعتبارها حق المواطنة وواجباتها، وتفسح المجال لرؤية جديدة واضحة، تُحقق معنى اللون والنكهة بذات الأصالة التي يعرفها الناس، وتضع حدّاً لتفرّد الرأي، واحتكار الدستور، وقتامة الغد، واستلاب السبيل، حتى لا يكون عام 2014 عاماً حكومياً ثقيلاً على الأردنيين كما كان عام 2013، وأختم بمقولة ابن تيمية الشهيرة: (إن الله يقيم الدولة العادلة وإنْ كانت كافرة، ولا يقيم الدولة الظالمة وإنْ كانت مسلمة، والدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والاسلام)..!!!





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :